
سرطان الكبد يُعدّ من أخطر أنواع السرطان التي تصيب الجهاز الهضمي، ويحدث عندما تبدأ خلايا الكبد في النمو بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة، و يعتبر الكبد من الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث يقوم بتنقية الدم، وتخزين الطاقة، والمساعدة في هضم الدهون، لذلك فإن أي خلل فيه قد يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة، هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، مثل العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد B أو C، وتشمّع الكبد، والإفراط في شرب الكحول، ويُعدّ الكشف المبكر والتدخل العلاجي السريع من أهم العوامل التي تسهم في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة.
أسباب سرطان الكبد
ليس من الواضح دائمًا ما الذي يسبب سرطان الخلايا الكبدية، حيث يبدأ هذا النوع من السرطان على شكل نمو غير طبيعي للخلايا في الكبد.
معظم المصابين بهذا النوع من السرطان يعانون من مرض كبدي مزمن، مثل تليف الكبد الناتج عن عدوى التهاب الكبد B أو التهاب الكبد C.
يحدث سرطان الخلايا الكبدية عندما تطرأ تغييرات في الحمض النووي (DNA) على الخلايا الكبدية، وهي الخلايا الأساسية في الكبد. يحتوي الحمض النووي في الخلية على التعليمات التي تُوجّه الخلية لما يجب أن تفعله. في الخلايا السليمة، توجه هذه التعليمات الخلية للنمو والانقسام بمعدل محدد، وتوجهها أيضًا للموت في وقت محدد.
أما في الخلايا السرطانية، فتؤدي التغيرات في الحمض النووي إلى تعليمات مختلفة، حيث تُحفَّز الخلايا على النمو والانقسام بسرعة، كما أن الخلايا السرطانية تستمر في البقاء على قيد الحياة في الوقت الذي تموت فيه الخلايا السليمة. وهذا يؤدي إلى تراكم عدد كبير من الخلايا.
تُشكّل الخلايا السرطانية كتلة تُعرف بالورم، ويمكن أن ينمو الورم ليغزو و يدمّر الأنسجة السليمة في الجسم. ومع مرور الوقت، قد تنفصل الخلايا السرطانية وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وعندما ينتشر السرطان، يُعرف حينها باسم السرطان النقيلي (المُتنقّل).
طرق تشخيص المرض
لتشخيص سرطان الخلايا الكبدية، قد يُجري مقدم الرعاية الصحية فحصًا سريريًا ويطرح أسئلة حول التاريخ المرضي للمريض، وقد تشمل الفحوصات والإجراءات الأخرى فحوصات التصوير، واختبارات الدم، وأخذ عينة من الخلايا لتحليلها.
فحوصات الأشعة
تُستخدم فحوصات الأشعة للحصول على صور للجسم، ويمكن أن تُظهر موقع وحجم سرطان الخلايا الكبدية. ومن هذه الفحوصات:
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
- الأشعة المقطعي (CT scan).
- الأشعة بالرنين المغناطيسي (MRI).
- الأشعة بالإصدار البوزيتروني (PET scan).
اختبارات الدم
يمكن لاختبارات الدم أن تقدم معلومات لفريق الرعاية الصحية حول أسباب الأعراض، وقد تتضمن هذه الاختبارات قياس وظائف الكبد، كما يمكن لتحاليل الدم الكشف عن بروتينات تنتجها الخلايا السرطانية، وتُعرف هذه الاختبارات باسم اختبارات دلالات الأورام (tumor marker tests).
أخذ عينة من الكبد “Liver Biopsy”
و هى عبارة عن إجراء يُستخدم لأخذ عينة من الأنسجة لتحليلها في المختبر، وفي حالة سرطان الكبد، تُستخدم إبرة لأخذ العينة، أثناء أخذ عينة الكبد، يُدخل مقدم الرعاية الصحية إبرة عبر الجلد إلى داخل الورم في الكبد، ثم يسحب عينة من الخلايا.
تُحلل العينة في المختبر لتحديد ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية، كما تُجرى اختبارات خاصة أخرى لتوفير مزيد من التفاصيل حول الخلايا السرطانية، ويستخدم فريق الرعاية الصحية هذه المعلومات لوضع خطة العلاج.
لا يحتاج جميع المرضى إلى أخذ عينة لتشخيص سرطان الكبد؛ ففي بعض الأحيان يمكن تأكيد التشخيص اعتمادًا على نتائج الفحوصات الأخرى.
تصنيف مراحل سرطان الكبد
إذا تم تشخيصك بسرطان الكبد، فإن الخطوة التالية هي تحديد مدى انتشار السرطان، ويُعرف هذا بـ”مرحلة السرطان”. يستخدم فريق الرعاية الصحية هذه المرحلة لوضع خطة العلاج المناسبة.
تُصنّف مراحل سرطان الخلايا الكبدية بالأرقام والحروف، من المرحلة 0 إلى المرحلة D. ففي المرحلة 0 يكون الورم صغيرًا ومحصورًا داخل الكبد، ومع نمو السرطان أو انتشاره خارج المنطقة التي بدأ فيها.
العلاج
قد يبدأ علاج سرطان الكبد بالجراحة لإزالة جزء من الكبد يحتوي على السرطان، أو إزالة الكبد بالكامل وزراعته. تشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
- الجراحة لإزالة السرطان
- عملية نقل الكبد
إجراءات أخرى على الكبد
توجد إجراءات علاجية أخرى تُجرى على الكبد يمكن أن تساعد في علاج سرطان الكبد، قد تُستخدم هذه العلاجات لدى المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة لإزالة الورم.
وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- الاستئصال باستخدام موجات الردايو “Radiofrequency ablation”:
- تدمير الانسجة بالتبريد Cryoablation.
- التدمير الكيميائي Chemoembolization.
- التدمير الإشعاعي Radioembolization.
- العلاج المناعي Immunotherapy.