
محاربة الشره للسكر أصبحت من الأمور الضرورية في ظل الاختراعات التي تفاجئنا بها كل يوم متاجر الحلويات، فكل يوم يظهر صنف جديد من الحلويات المليئة بالسكر الغارقة في صوص الشيكولاتة والكريمة، وننجذب رغمًا عنا إليها بسبب طعمها اللذيذ، ومظهرها المغري، وطاقة السعادة التي تمنحنا إياها غير مهتمين بحجم الضرر الصحي الذي تسببه على المدى الطويل خاصة للأطفال الصغار والشباب الذين يتناولون هذه الحلويات بشراهة دون توقف، لذلك كان من الواجب عرض بعض الطرق للامتناع عن هذا السم.
ما هو إدمان السكر؟
تناول السكريات بشكل معتدل قد لا يكون مشكلة كبيرة، لكن لكي تحكم على أن الأمر تحول إلى إدمان يجب أن تلاحظ على نفسك بعض العلامات مثل لا تستطيع السيطرة على كمية السكريات التي تأكلها، وتفكر في السكر طوال اليوم، وتبدأ به يومك، وتعتمد على الأطعمة السكرية للحصول على الطاقة، ومجرد فكرة اعتمادك على مادة معينة في حياتك، وعدم قدرتك على الاستغناء عنها هو دليل على إدمانها.
أسباب الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية
قبل أن تعرف طرق محاربة الشره للسكر يجب أن تعرف الأسباب التي تدفعك لتناول السكر حتى تتعامل مع الأمر بشكل أفضل، وتتحكم في الكميات التي تتناولها، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- الاعتياد قد يكون هو السبب الأول، لأنك اعتدت منذ الصغر على تناول الأطعمة السكرية عند الاحتفالات أو الرغبة في الحصول على طاقة سريعة والتخلص من التعب.
- شراء وجبات سكرية خفيفة في أوقات معينة يحفز الدماغ على القيام بنفس الفعل، على سبيل المثال في البداية كنت تشتري هذه الوجبات عند الشعور بجوع خفيف خلال اليوم، لكن مع اكتساب العادة أصبحت تشتريها حتى لو لم تكن جائعًا.
- نقص هرمون السيرتونين الذي تزيد نسبته ويتحسن المزاج عند تناول الأطعمة السكرية.
- انخفاض مستويات التربتوفان المسؤول عن تكوين السيروتونين، وزيادة الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب الذي يدفعك لتناول المزيد من الأطعمة السكرية.
أضرار تناول السكريات
ينصح الكثير من الأطباء بالتوقف عن تناول السكريات أو على الأقل التقليل منها عن طريق محاربة الشره للسكر لأن لها أضرار كثيرة منها:
- تتسبب في زيادة الوزن.
- زيادة مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري النوع الثاني، والكبد الدهني، والأمراض القلبية، والسكتات الدماغية، والالتهابات.
- تؤثر على قدرات الدماغ.
- تجعلك تشعر بالقلق والاكتئاب بعد انتهاء مفعولها.
- تتسبب في ظهور حب الشباب.
- تؤثر على مرونة الجلد وتؤدي إلى ظهور التجاعيد.
- تعطيك طاقة لفترة قصيرة جدًا، وتشعر بعدها بالتعب والإرهاق.
طرق محاربة الشره للسكر
هناك الكثير من الطرق المثبتة في محاربة الشره للسكر من أهمها ما يلي:
اتباع نظام غذائي متوازن
يجب أن تراعي أن تتكون كل وجبة تتناولها من كمية مناسبة من الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون الصحية التي يحتاج إليها جسمك، وفي هذه الحالة لن يحتاج جسمك إلى تناول سكريات مضافة أو وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية، لأنك لن تحتاج إليها ولن تشعر بالجوع.
لا تتخطى موعد وجبة الطعام
يفضل أن يكون لك جدول ثابت بمواعيد تناول الوجبات الرئيسية، ولا تتخطى هذه المواعيد، واحرص على أن تكون وجبتك جاهزة في ذلك الوقت، لأن ذلك أحد الطرق المتبعة في محاربة الشره للسكر والتي تمنعك من تناول السكريات دون داعي.
على سبيل المثال إذا تخطيت وجبة الغداء نظرًا لأنك مشغول بالعمل ستجد نفسك مضطر لأكل وجبات خفيفة سكرية غير مشبعة وغير مغذية، أو قد تأكل وجبة كبيرة عند عودتك للمنزل مما يرفع من مستوى سكر الدم بسرعة.
ضع خطة
لكي تتمكن من محاربة الشره للسكر وتتغلب على الرغبة في شراء المنتجات التي تحتويه يجب أن تضع لنفسك خطة واضحة بالوجبات الصحية التي يمكنك إعدادها وتناولها على مدار الأسبوع، وتتوجه إلى السوق أو السوبر ماركت لإحضار هذه المكونات وتجهيز الوجبات، وكما قلنا يجب أن تكون هذه الوجبات جاهزة على الوقت، حتى لا تضطر إلى شراء خيارات غير صحية.
ممارسة الحركة
قضاء بعض الوقت في ممارسة تمارين رياضية خفيفة أو المشي لنصف ساعة يوميًا يقلل من هرمونات التوتر التي تتسبب في تناول كميات كبيرة من السكريات، كما أن الرياضة تقلل من مستويات هرمونات الجوع، وتساعد على النوم، وتقلل من رغبتك في تناول الطعام بشكل عام، وتُمكنك من التحكم في شهيتك.
الحرص على النوم الجيد
يؤثر النوم بشكل كبير على رغبتنا في تناول السكر، فإذا لم تحصل على قسط كافي من الراحة في الليل ستجد أن هرمونات الجوع زادت بشكل ملحوظ، إلى جانب شعورك بالتعب، لذلك تجد نفسك منجذبًا لتناول أطعمة سكرية للحصول على الطاقة، لذلك من الأفضل أن تحصل على نوم هادئ في الليل لمدة كافية.
شرب كميات كافية من الماء
قلة الماء في الجسم قد تشعرك بالجوع، وتجد نفسك نتيجة لقلة الترطيب الداخلي تتناول كميات أكبر من السكر، لذلك احرص على شرب كميات كافية من الماء، كما أن شرب الماء يقلل من تركيز السكر في الجسم والدماغ، ويحافظ على مستوى السكر في الدم معتدل ليس منخفضا ولا مرتفعا، وبالتالي يتحكم في رغبتك القوية في تناول الطعام.
إيجاد طريقة للتعامل مع التوتر
التوتر هو السبب الرئيسي لتناول كميات كبيرة من الحلويات، لذلك يجب أن تتعلم طرق مختلفة للتعامل معه مثل التدوين أو ممارسة هواية مفيدة أو المشي في الطبيعة.
تسجيل كميات الطعام التي تتناولها
لا يمكنك تقدير حجم المشكلة التي تعاني منها عند تناول السكريات إلا إذا سجلت بعناية الكميات التي تتناولها من هذه الأطعمة على مدار اليوم، لذلك إذا أردت تحسين نظامك الغذائي فيجب أن تكون على وعي بكل الأطعمة والمشروبات التي تتناولها من خلال تسجيلها في مفكرتك، ويمكن أن تساعدك هذه الخطوة في معرفة الأوقات التي تنجذب فيها لتناول الحلويات، وبالتالي تجهز خيارات صحية لتناولها في ذلك الوقت.
تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف
تساعد الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم، والدواجن، والبيض، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات على الشعور بالشبع لفترات طويلة، وبالتالي تقلل من حاجتك لتناول الأطعمة الخفيفة أو السكرية.
تناول الفواكه ودوره في محاربة الشره للسكر
على الرغم من أن الفواكه تحتوي على نسبة أيضًا من السكريات ولكنها سكريات صحية، ويمكنك استبدال السكر الصناعي بها لإشباع رغبتك في تناول الحلويات.
محاربة الشره للسكر عن طريق اتباع واحدة من الطرق السابقة لن يكون صعبًا إذا كان هدفك البقاء بصحة جيدة خلال السنوات القادمة من عمرك، لكن يجب أن تتخذ هذه الخطوة الآن دون خوف وتكون حازمًا مع نفسك حتى تتخلص من حب السكريات وإدمانها إلى الأبد.