
في خطوة إنسانية لاقت إشادة واسعة من جمهور الكرة المصرية، فاجأ محمود عبد الرازق “شيكابالا”، قائد الزمالك السابق، الجميع برسالة مؤثرة وصادقة وجهها إلى جماهير الأهلي، بعد إعلان اعتزاله كرة القدم بشكل رسمي، الرسالة حملت بين طياتها دعوة للسلام، وإنهاء الخلافات.
رسالة اعتزال مختلفة السلام
في لقاء تلفزيوني هو الأول له بعد قرار الاعتزال، تحدث شيكابالا بكل شفافية قائلاً:
- “اللي حصل من جمهور الأهلي نحيتي كان صعب جدًا، بس من النهاردة أنا عايز أخرج من كرة القدم بدون خناقات، نفسي أقابل أي حد زعلان ويسامحني، الزعل ينتهي هنا”.
تصريحات حملت نبرة هادئة وناضجة، تعكس رغبة حقيقية في تجاوز الماضي، وإغلاق أبواب الأزمات التي طالما لاحقته داخل وخارج الملعب، خصوصًا في المواجهات الجماهيرية الكبرى.
- “أنا مش بشيل من حد، لكن دايمًا كنت رد فعل“
وبنفس الصراحة، أشار شيكابالا إلى أن تصرفاته في بعض المواقف كانت ناتجة عن الإحساس بالظلم، مؤكدًا أنه لم يكن البادئ في الهجوم أبدًا، بل كان يتصرف كـ”رد فعل” فقط عندما يشعر بعدم وجود من يحميه أو يدافع عنه:
- “لو كان فيه حد بيرجع لي حقي، كنت سكت. بس مكنش بيحصل، فكنت برد بطريقتي. عمري ما كنت ببدأ، وأنا مش بشيل من حد”.
كلمات أظهرت جانبًا إنسانيًا مختلفًا عن الصورة التي كان البعض يرسمها، وفتحت نقاشًا كبيرًا على السوشيال ميديا بين الجماهير والمحللين.
20 عامًا من العطاء بقميص الزمالك
بدأت رحلة الفهد الأسمر مع الفريق الأول لنادي الزمالك في يناير 2003، عندما شارك لأول مرة وسجل هدف الفوز في بطولة كأس مصر أمام غزل المحلة، لتبدأ مسيرة حافلة بالبطولات والمواقف المؤثرة.
ولعل أبرز ما يميز شيكابالا عن غيره من اللاعبين هو ارتباطه العميق بجماهير الزمالك، وإصراره على الاستمرار في الدفاع عن ألوان الفريق رغم العروض الخارجية والضغوط المختلفة.
إنجازات شيكابالا مع الزمالك
- الدوري المصري الممتاز 4 مرات
- كأس مصر 7 مرات
- السوبر المصري مرتان
- السوبر الأفريقي 3 مرات
- كأس الكونفدرالية الأفريقية مرة واحدة
- دوري أبطال أفريقيا مرة واحدة
بذلك يصبح شيكابالا اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخ الزمالك، ما يجعله واحدًا من الرموز الخالدة في سجل النادي العريق.
اعتزال شيكابالا وداع بحفاوة ودموع
قرار الاعتزال لم يكن عاديًا، بل كان لحظة عاطفية شارك فيها جمهور الزمالك حزنه، وعبّر خلالها عدد كبير من جماهير الأهلي أيضًا عن تقديرهم لما فعله شيكابالا في نهاية مسيرته.
فلم تكن الرسالة مجرد وداع للملاعب، بل كانت بداية حقيقية لرجل اختار أن يكون رسول تهدئة بعد سنوات من الاحتقان الكروي.
هل تنتهي الخلافات الكروية في الملاعب المصرية؟
خطوة شيكابالا فتحت بابًا للأمل في تخفيف حدة التعصب الجماهيري، وإعادة النظر في الطريقة التي تُدار بها العلاقات بين اللاعبين والجماهير، لا سيما في ظل الأجواء المشتعلة التي يشهدها الدوري المصري دائمًا.
فاللاعب الذي لطالما كان مثيرًا للجدل، قرر أن يُغلق الستار وهو في قمة النضج والاتزان، مُفضّلًا أن يُذكر بأنه أنهى مشواره بكلمة طيبة لا بهدف في الشباك.
حياة جديدة بروح نقية
شيكابالا لم يعتزل فقط كرة القدم، بل ودّع معها زمن الخلافات، واختار أن يبدأ حياة جديدة بروح نقية، تاركًا خلفه إرثًا كرويًا كبيرًا، ورسالة إنسانية أكبر، رحل عن الملاعب، لكن ذكراه ستظل حاضرة في قلوب عشاق الكرة المصرية، بكل تفاصيلها من لحظات الفخر إلى مواقف التحدي والاعتذار.