
تُعد مجموعة البريكس (BRICS) واحدة من أبرز التحالفات الاقتصادية العالمية، حيث تضم خمس دول رئيسية، وهي البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، تأسست المجموعة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء، وتوفير منصة لتبادل الأفكار والممارسات الأفضل، تسعى البريكس إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي الشامل، مما يجعلها لاعباً مهماً في الساحة الدولية. من خلال شراكاتها الاستراتيجية، تهدف المجموعة إلى مواجهة التحديات العالمية، مثل الفقر والتغير المناخي، وتعزيز الأمن الغذائي والطاقة، تعكس مجموعة البريكس تطلعات الدول النامية نحو تحقيق توازن أكبر في النظام الاقتصادي العالمي.
نشأة مجموعة البريكس
مجموعة البريكس تضم دول البرازيل و روسيا و الهند و الصين و جنوب أفريقيا، و تعتبر كلمة البريكس BRICS أختصار للأحرف الأولي لهذة الدول، و قبل إنضمام جنوب افريقيا، كان يسمي بريك BRIC قبل أنضمام دولة جنوب أفريقيا له، فتمت إضافة حرف S له بعد دخولها لتصبح BRICS، و عند دخول مصر و الإمارات و أثيوبيا و إيران من 1 يناير 2024 تقرر تغير الأسم إلى بيركس بلس، و تعتبر مساحة هذة الدول ربع مساحة الأرض، و سكانها تمثل 40% من سكان العالم، و تشكلت المجموعة لمواجهة الدول التي تستحوذ على 60% من أقتصاد العالم، و من المتوقع لهذة المجموعة أن تنافس أقتصاد العالم، و أيضا التنبؤات لهذة الدول أن تقوم بتحالف سياسي في المستقبل.
ما هي أهدف مجموعة البريكس؟
تهدف مجموعة البريكس إلى خلق نظام إقتصادي غير قاصر على دول بعينها، ، وكسر هيمنة الغرب بإنشاء أقتصاد موازى بتعاون دول مجموعة البريكس، التي أحرزت نمو متزايد على مر سنوات المجموعة منذ سبتمبر 2006، و قبل إنضمام جنوب أفريقيا للمجموعة.
و لوحظ نجاج مجموعة البيرك اقتصادياً فى تخطيها للأزمة الإقتصادية في 2008، ومن المتوقع لها أن تهيمن على الأقتصاد العالمي في 2050، وقد ظهر تفوقها على مجموعة السبع (المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية و كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي) بزيادة تصل إلى 0.7%.
و يعتبر القضاء على الفقر، و التخلص من البطالة، و تحقيق الإندماج الاقتصادي و السياسى من أهم أولويات مجموعة البيركس.
و من أهدافها تعزيز الأمن و السلام علي مستوي العالم لتعزيز الإقتصاد و الأستقرار السياسى.
وترعي مجموعة البريكس تقديم المساعدات الإنسانية للدول المعرضة للكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى قضايا الأمن الغذائي، و لم تسهي عن التطور التكنولوجي و دعم العلوم و التعليم و البحوث الأساسية، و التعاون في ترشيد الطاقة.
أنشاء مصرف التنمية في عام 2015، لتقديم بديل أخر عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، و الهدف منه الحصول علي قروض بمليارات الدولارات لتمويل مشاريع البنية التحتية، كالتعليم و الصحة، و صندوق الإحتياطي لتوفير الحماية من ضغط السيولة العالمية و قضايا العملة.
شروط الإنضمام إلى مجموعة البريكس
تشترط المجموعة شروط للإنضمام لها؛ لتضمن المجموعة زيادة قوتها بالدول المنظمة، و تتضمن هذه الشروط الآتي:
- مقدرة الدولة علي النمو الإقتصادي السريع.
- وجود علاقات ثنائية بين الدولة المنضمة و كل دول المجموعة.
- أن يكون إقتصاد الدولة رائداً فى منطقتها.
- يجب على الدولة المنضمة توفير موقع إستراتيجي للتجارة الدولية.
- الاستقرار السياسي ضرورة قصوي للإنضمام للمجموعة.
زيارة وزير العدل المصري لتجمع البريكس
و قد شارك وزير العدل المستشار عدنان فنجري اجتماع تجمع البريكس في موسكو، ألقي فيه كلمة يؤكد حرص مصر بكل مؤسساتها في المشاركة الفعالة بتجمع البريكس، و في مجمل كلمته وضح أهمية التعاون بين دول البريكس في حماية الأمن، و التعاون القضائي بين دول المجموعة، لمحاولة التغلب علي الجرائم المتعددة الجنسيات، و تحقيق العدالة في أحسن صورها.
حرص المجموعة على إنضمام بعض الدول العربية لها
دخلت مصر و الامارات و إيران و إثيوبيا إلى مجموعة البيركس في أوائل 2024، ورغبت الارجنين الدخول للمجموعة، ولكنها تراجعت عن الطلب لبعض التحفظات علي أداء بعض دول المجموعة بالنسبة إليها، و مازالت السعودية تدرس طلب أنضمامها للمجموعة و توافقها مع أقتصادها و الأستفادة المشتركة بين مصالحها و مصالح دول مجموعة البريكس.
تمثل دخول الدول العربية للمجموعة أثراء حضاري عربي إسلامي، و تمتع بعض الدول العربية بمخزون نفطي كبير يساعد فى زيادة الميزانية الأقتصادية لها، حيث تعتبر الإمارات العربية المتحدة وإيران من أكبر الدول المصدرة للنفط، وكذلك المملكة العربية السعودية إذا قررت الأنضمام، و تمثل إنتاج هذة الدول للنفط يعادل 42% من أمدادات النفط العالمية،
و تستهدف المجموعة تنمية قارة أفريقيا، و تطوير الإنتاج الزراعي و الصناعي، و تعزيز التعاون التجاري بين الدول العربية و دول المجموعة، وأكد على ذلك وانج يومينح مدير معهد الدول النامية القائم فى معهد الصين للدراسات، موضحًا بأن الدول النامية مصرة إلا تكون على هامش الشئون الدولية، وأن حجم الدول المشاركة في المجموعة سيعزز النفوذ الدولي لها.
مستويات دورات مجموعة البريكس
تعقد اجتماعات دورية لمجموعة البريكس على عدة مستويات، منها:
- القمة السنوية: حيث يجتمع قادة الدول الأعضاء لمناقشة القضايا الرئيسية وتحديد السياسات المستقبلية.
- اجتماعات وزراء الخارجية: لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية.
- اجتماعات وزراء المالية: لمناقشة الأمور المالية والاقتصادية.
نتائج دورات مجموعة البريكس
- إنشاء صندوق التنمية: لدعم المشاريع التنموية في الدول الأعضاء.
- تأسيس بنك التنمية الجديد: لتمويل المشروعات التنموية.
الدورة ال 16 لقمة مجموعة البريكس
قامت في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024 في مدينة قازان الروسية، في حضور الدول الأعضاء الجدد و مصر في مقدمتهم، تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”، و أستمرت ثلاثة أيام، بمشاركة ممثلين لعشر دول، البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، ومصر، وإيران، والإمارات، وإثيوبيا، وشاركت السعودية تحت صفة “دولة مدعوة للانضمام لمجموعة بريكس”، وشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته ضيف.
تتصدر أوليات القمة تطور الأوضاع في قطاع غزة، بالرغم من كل الجهود المبذولة في التهدئة إلا أن إسرائيل مازالت مصرة علي أعمالها الإجرامية تجاه قطاع غزة، و تمديدها الصراع لمناطق أخري، وتعتبر مسألة إيقاف و تهدئة الأوضاع الجارية فى فلسطين و لبنان و ايران من أوليات دول الشرق الأوسط.
وعلي الجانب الاقتصادي تسعى المجموعة لعمل علاقات ثنائية تجارية بين دول المجموعة، إلا أن المجموعة لم تتوصل إلى الآن لاتفاقية منظمة للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء، غير ذلك تعدد العوائق التي تقابل عمل عملة موحدة بين دول مجموعة البيركس؛ لإختلاف أقتصاديات و أنماط التجارة داخل دول المجموعة، الإ ان التوصل لأتفاق مبدئي لإمكانية أنشاء منصة دفع و تسوية مالية رقمية للدول الأعضاء يعد بداية جيدة للسير نحو ربط اقتصادى متطور بين دول المجموعة.