
الفايبروميالجيا مرض العصر وهو ما يعرف باللص الخفى لما له من أضرار جسيمة على الجسم بصفة عامة، و على عظام الفكين وعظام الجسم بصفة خاصة ويذهب المريض لأطباء العظام لمعرفة سبب وجود آلام بالعظام وعند الفحص سواء بالتحاليل أو الأشعة لا يجد الطبيب سبب لهذه الآلام وتتميز بآلام عضلية هيكلية منتشرة في أنحاء الجسم، إلى جانب التعب، واضطرابات النوم، وصعوبة التركيز.
أسباب الفايبروميالجيا
أسباب الفايبروميالجيا غير مفهومة بالكامل حتى الآن، لكنها تُعزى إلى تفاعل معقد بين عدة عوامل:
1. اختلالات في الجهاز العصبي المركزي:
– زيادة في استجابة الدماغ والحبل الشوكي للألم (فرط حساسية).
– تغيّرات في الناقلات العصبية مثل: السيروتونين والدوبامين.
2. الوراثة
– وجود تاريخ عائلي قد يزيد من احتمال الإصابة.
3. الضغوط النفسية أو الصدمات
– مثل الحوادث، أو الصدمات النفسية الحادة.
4. العدوى
– بعض العدوى الفيروسية أو البكتيرية قد تُحرّض الأعراض أو تسبق تطوّر الفايبروميالجيا
5. اضطرابات النوم
– قلة النوم العميق أو النوم المتقطع يمكن أن يفاقم الأعراض
6. الاختلالات الهرمونية
– مثل اضطرابات في هرمونات التوتر “الكورتيزول”أو الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الألم.
7. عوامل الخطر
– الجنس: النساء أكثر عرضة بكثير.
– العمر: غالباً ما تظهر بين 30 و60 سنة.
– أمراض مزمنة أخرى: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة.
التشخيص
تشخيص الفايبروميالجيا يمكن أن يكون صعباً لأنه لا يوجد اختبار محدد لها، وتعتمد عملية التشخيص بشكل رئيسي على الأعراض واستبعاد الأمراض الأخرى. إليك الطرق الأساسية للتشخيص:
1. التاريخ الطبي والفحص السريري
– الطبيب يسأل عن:
– نوع الألم ومدته (يجب أن يكون منتشراً في الجسم ويستمر لأكثر من 3 أشهر).
– أعراض أخرى مثل التعب، اضطرابات النوم، صعوبة التركيز (ما يُعرف بـ”الضباب الدماغي”).
– فحص بدني لتحديد مناطق الألم أو الحساسية.
2. معايير تشخيص الفايبروميالجيا (وفقاً للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم ACR):
– انتشار الألم في 4 من أصل 5 مناطق رئيسية في الجسم.
– استمرار الأعراض لمدة 3 أشهر على الأقل.
– عدم وجود سبب آخر يفسر هذه الأعراض
3. اختبارات لاستبعاد أمراض أخرى:
لا يتم استخدامها لتشخيص الفايبروميالجيا بشكل مباشر، ولكن لاستبعاد حالات مشابهة مثل:
– تحليل الدم (CBC، معدل ترسيب ESR، فحص وظائف الغدة الدرقية، ANA، وغيرها).
– فحص التهابات أو أمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي).
4. اختبار نقاط الحساسية (Tender Points):
كان يُستخدم في الماضي لتشخيص الفايبروميالجيا (11 من 18 نقطة مؤلمة)، لكن لم يعد معتمداً بشكل رسمي لأنه غير دقيق ولا يأخذ الأعراض الأخرى بعين الاعتبار.
العلاج
علاج الفايبروميالجيا يهدف بشكل رئيسي إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، لأنه للأسف لا يوجد علاج نهائي لها حتى الآن. العلاج يكون غالباً شاملاً، يجمع بين الدواء وتغيير نمط الحياة والدعم النفسي.
أولاً: الأدوية
1. مسكنات الألم
2. أدوية مضادة للاكتئاب
3. أدوية مضادة للصرع
ثانياً: العلاج غير الدوائي
1. التمارين الرياضية الخفيفة
– مثل المشي، السباحة، اليوغا أو التاي تشي، بانتظام.
– تحسّن من الألم، النوم، والمزاج.
2. العلاج الطبيعي (الفيزيائي):
– لزيادة مرونة العضلات وتحسين القدرة الحركية.
3. العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
– يساعد في التعامل مع الألم والتوتر وتحسين التفكير الإيجابي.
4. تقنيات الاسترخاء:
– مثل التأمل، التنفس العميق، أو العلاج بالموسيقى.
ثالثاً: تغييرات نمط الحياة
– النوم المنتظم والكافي.
– تقليل التوتر والضغط النفسي.
– التغذية الصحية (البعض يتحسن عند تقليل السكر والكافيين والمواد المصنعة).
– الدعم النفسي والعائلي مهم جداً.