مالسر وراء بروز إسم فيصل القاسم على ساحة التريند؟

مالسر وراء بروز إسم فيصل القاسم على ساحة التريند؟

يعد فيصل القاسم واحدًا من أبرز الأسماء في ساحة الإعلام العربي، وقد أثار الجدل على مدار عقود ببرنامجه الشهير “الاتجاه المعاكس” الذي يعرض على قناة الجزيرة، بأسلوبه الحاد واستفزازه المتعمد لضيوفه، مما جعله مثار جدل دائم أصبح رمزًا للنقاشات الساخنة والقضايا الخلافية التي تعكس الانقسام السياسي والثقافي في العالم العربي، عرف بقدرته على خلق نقاشات محتدمة بين أطراف متعارضة، مما جعله محور اهتمام وثناء وانتقاد في ان واحد.

ميلاد فيصل القاسم

ولد فيصل مؤيد إبراهيم القاسم في قرية الثعلة بمحافظة السويداء السورية 3 يونيو 1961 وهو من الطائفة الدرزية في سوريا، يحمل جنسية مزدوجة سورية، وعمره الحالى ٦٣ عاما.

المسيرة المهنية

العمل الإعلامي قبل الانضمام إلى الجزيرة: قبل انضمامه إلى قناة الجزيرة، امتدت تجربة فيصل القاسم الإعلامية لأكثر من ثماني سنوات في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) والتلفزيون، حيث شغل عدة مناصب في إنتاج وتقديم البرامج السياسية والثقافية.

1988–1989: عمل منتجًا ومقدمًا لبرامج ثقافية في القسم العربي من الـBBC.

قدم وأنتج مجموعة من البرامج الترفيهية والموسيقية، مثل: الأنوار والحالات والاراء والمرايا.

كما قدم برامج سياسية مهمة، من بينها: العالم هذا الصباح وعالم بعد الظهر.

1991: عمل مقدمًا ومنتجًا لبرنامج صحفي في قناة MBC.

1993–1996: شغل منصب صحفي أخبار في إذاعة الإمارات العربية بلندن.

1994–1996: تولى تقديم نشرة الأخبار وبرنامج وراء الأخبار على تلفزيون BBC.

إلى جانب عمله في البث، كان فيصل القاسم كاتبًا نشطًا، حيث نشر العديد من المقالات في الصحف السورية، وكتب أيضًا في صحف ومجلات مرموقة مثل الحياة، الشرق الأوسط، وهنا لندن خلال الفترة من 1988 إلى 1992. كما ساهم بمقالات في مجلات أمريكية متنوعة.

ولا يزال حتى اليوم يكتب مقالًا أسبوعيًا في صحيفة الشرق القطرية.

في عام 1996، انضم فيصل القاسم إلى قناة الجزيرة كمذيع ومقدم برامج، وفي عام 1997، أطلق برنامجه الأشهر الاتجاه المعاكس، الذي كان نقطة التحول الأبرز في مسيرته الإعلامية.

الاتجاه المعاكس

يعد برنامج “الاتجاه المعاكس” من أكثر البرامج إثارة للجدل في تاريخ التلفزيون العربي الحديث، وربما أكثرها تعرضًا للاحتجاجات الرسمية والشكاوى من مسؤولين حكوميين، يقدم البرنامج على طريقة النسخة المعربة من برنامج “Crossfire” الشهير على قناة CNN، حيث يستضيف ضيفين يحملان اراء متعارضة تمامًا حول قضية سياسية أو اجتماعية ساخنة، ليدخلا في مناظرة حادة على الهواء.

بحسب ما ورد في كتاب هيو ميل عن قناة الجزيرة، فإن “الاتجاه المعاكس” كان سببًا في اندلاع العديد من النزاعات الدولية، بل وتسبب أحيانًا في قطع العلاقات الدبلوماسية بين قطر وعدة دول مجاورة، حيث سحبت خمس دول سفراءها من الدوحة احتجاجًا على محتوى البرنامج.

اللافت أن الدكتور فيصل القاسم لا يكتفي بتقديم البرنامج فقط، بل يقوم بإعداده بالكامل بنفسه، من البحث إلى الكتابة ثم التقديم، وقد جعله هذا البرنامج أحد أبرز وأشهر الوجوه الإعلامية في العالم العربي.

مؤلفاته

السياسة والأدب.

احفظ واخرس.

الحوار المفقود في الثقافة العربية.

الجوائز التى حصل عليها

حصل الدكتور فيصل القاسم على المرتبة 64 ضمن قائمة أقوى 100 شخصية عربية لعام 2007، بحسب تصنيف مجلة “أريبيان بزنس”.
وفي عام 2014، نال وسام التميز كواحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال الإعلام على مستوى العالم، وذلك خلال التصويت الذي نظمه المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية.
كما حقق في عام 2018 المركز الثاني بين أكثر من مائة شخصية فكرية وثقافية وإعلامية مؤثرة في العالم العربي، وفقًا لتصنيف مركز التأثير العالمي في سويسرا.

فيصل القاسم بين شائعات الفصل

عاد اسم الإعلامي السوري فيصل القاسم ليتصدر واجهة التريند العربي، لكن هذه المرة بعيدًا عن حلقات برنامجه الحاد “الاتجاه المعاكس” الذي يبث عبر قناة الجزيرة، إذ ارتبطت الضجة الحالية بتقارير غير مؤكدة تتحدث عن فصله من القناة القطرية، في حين لم تصدر أي بيانات رسمية تؤكد أو تنفي تلك المعلومات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أيام، أنباءً عن إيقاف القاسم عن العمل، في أعقاب انتقادات حادة وجهها عبر حساباته الرسمية، اتهم فيها دولًا عربية بإرسال مساعدات “مفخخة” إلى النظام السوري، في إشارة فهمها البعض على أنها موجهة للجزائر، التي كانت قد أرسلت مساعدات إنسانية عقب الزلزال الأخير.

تلميحات زميلة تزيد الغموض

ووسط الصمت الرسمي من القاسم ومن القناة التي يعمل بها منذ أكثر من عقدين، أثارت الإعلامية الجزائرية في قناة الجزيرة خديجة بن قنة جدلًا واسعًا بمنشور على صفحتها على فيسبوك، أشارت فيه إلى “غرامة مالية فرضتها هيئة فرنسية على قناة بسبب إساءة مذيعها لأحد الضيوف”، وذيلت المنشور بوسم مثير للجدل: “مذيع_قليل_أدب”، ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن وجود خلافات داخلية في المؤسسة الإعلامية.

وربط العديد من المتابعين بين منشور بن قنة والموقف الحرج الذي يمر به فيصل القاسم، واعتبروا أن ما كتبته يعكس توترًا داخل أروقة القناة، وربما يشير إلى صراع شخصي أو مهني.

مصير فصيل القاسم

لم تصدر شبكة الجزيرة أي تعليق رسمي حول الشائعات المتداولة بشأن مصير القاسم، في حين يواصل الأخير نشاطه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بتغريدات سياسية متفرقة، دون التطرق إلى قضيته المثارة أو التفاعل مع الموجة الواسعة من الجدل المحيط به.

الانتقادات التى وجهت اليه

برز فيصل القاسم في العديد من المناسبات كمؤيد قوي للثورات العربية عام 2011، حيث لعب برنامجه “الاتجاه المعاكس” دورًا مهمًا في تأجيج هذه الحركات ونشر الوعي السياسي والاجتماعي عبر طرح القضايا الحساسة ونقاشها بشكل مباشر، وصف صديقه وزميله يحيى أبو زكرية مشاهد افتتاح البرنامج في تلك الفترة بأنها أشبه ببيانات الثورة، مدعومة بموسيقى خلفية أثرت على المشاهدين بشكل كبير، وبهذا الشكل، ساهم البرنامج في زيادة الوعي العام وتوليد حالة من التمرد ضد الأنظمة القائمة.

مع ذلك، تعرض القاسم لانتقادات واسعة من جهات متعددة، فقد وجهت إليه انتقادات بشأن اختياره لضيوف بعض الحلقات، مثل الحلقة التي ناقشت العصابات الإرهابية المزعومة في سوريا، حيث استضاف شخصية عسكرية اعتبرها البعض غير مؤهلة أو مناسبة للحوار إلى جانب مؤلف لبناني، كما اتهمه بعض النقاد بالتحيز الطائفي، بسبب استضافته ضيوفًا موالين للحكومة من الطائفة المسيحية فقط في نقاش مع ضيوف من الطائفة السنية، مما اعتبره البعض محاولة لتأطير الثورة في إطار طائفي.

أيضًا، أثارت تصريحاته التي وصف فيها الشعب اليمني بأنهم في حالة سكر بسبب انتشار تعاطي مخدر ات جدلاً كبيرًا وانتقادات شديدة من اليمنيين، الذين طالبوا باعتذار رسمي عنه لما اعتبروه إهانة لشعبهم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *