التسمم المائي هو حالة شائعة تنتشر كثيرًا خاصة في فصل الصيف، ولاشك أنك قد سمعت بإصابة أحد الأشخاص بها في أوقات الحر الشديد التي يفقد فيها الناس القدرة على تحمل الحر، ويتناولون كميات كبيرة جدًا من الماء للتعامل مع الموجة الحارة، وتعويض السوائل، ولكن فجأة تتسبب هذه الكميات الضخمة غير المحسوبة من الماء في مضاعفات خطيرة، ويعاني الشخص من تدهور مفاجئ، وانخفاض القدرات الإدراكية والعقلية، وإذا لم يتم التعامل مع الحالة فورًا تكون الناحية غير مرضية.
ما هو التسمم المائي؟
على الرغم من أن تناول الماء هو الحل الصحيح للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة إلا أنه قد يتسبب في حدوث حالة مميتة تعرف باسم التسمم المائي، وهي حالة تحدث عندما تتناول كميات كبيرة من المياه لا يستطيع الجسم التعامل معها، ولا تتمكن الكلى من تصريفها.
تكون نتيجة ما سبق انخفاض شديد في أملاح الجسم (الصوديوم)، وبالتالي دخول السوائل من خارج الخلية إلى داخلها مسببة انتفاخها؛ لأن الصوديوم يمنع سوائل الجسم من دخول الخلايا، وتحدث هذه الحالة في الدماغ، وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى حد الوفاة.
أنواع التسمم المائي
- تسمم مائي ناتج عن تناول كميات كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة.
- تسمم مائي يحدث عند الإصابة ببعض الأمراض مثل فشل القلب الاحتقاني، وأمراض الكلى والكبد، أو تناول أدوية معينة مثل الأدوية المضادة للذهان، وذلك كله يسبب احتفاظ الجسم بالماء.
أسباب التسمم المائي
السبب الشائع هو تناول كميات كبيرة من المياه خلال فترة زمنية قصيرة جدًا بمعدل يتراوح ما بين ٨٠٠ ملليلتر إلى ١ لتر في الساعة الواحدة، وهذه الكمية من الصعب على الجسم التخلص منها بشكل طبيعي في هذه المدة، لكن إذا تم تناولها على فترة أطول يمكن للكلى صرفها في البول دون حدوث أي مشاكل.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم المائي
يصاب بالتسمم المائي الرياضيون ممن يمارسون رياضة الجري أو حمل الأثقال أو التجديف وغيرها من الرياضات، بالإضافة إلى الأشخاص العاديين الذين يتناولون كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة خلال وقت قصير.
هل يصيب التسمم المائي الأطفال؟
يصيب التسمم المائي الصغار والكبار على حد سواء، لكنه في حالة الأطفال الرضع يصيبهم خلال الأشهر الأولى من حياتهم بسبب محاولة الأم تدريب الطفل على السباحة أو إعطائه كميات كبيرة من الماء غير مناسبة له، وتكون النتيجة الإصابة بالتسمم المائي.
أعراض التسمم المائي
لا تختلف أعراض التسمم المائي ما بين الكبار والصغار كثيرًا وهي كالتالي:
أعراض التسمم المائي لدى الكبار
- صداع وألم في الرأس.
- حيرة وارتباك، وانخفاض الأداء العقلي.
- خلل في الإدراك، واضطراب الحالة النفسية والعقلية.
- صعوبة التنفس.
- كثرة التبول.
- اضطراب ضربات القلب.
- تقلبات في ضغط الدم.
- دوخة.
- تشوش الرؤية.
أعراض التسمم المائي لدى الصغار
- تشوش الرؤية.
- تشنجات العضلات.
- غثيان وتقيؤ.
- تنفس غير منتظم.
- انتفاخ الوجه.
علاج التسمم المائي
بعد تشخيص الحالة على أنها تسمم مائي يقوم الطبيب المختص ببعض الإجراءات للتخلص من كميات الماء الزائد في الجسم، ومن العلاجات التي يقوم بها ما يلي:
- إعطاء المريض أدوية مدرة للبول تساعد على إخراج الماء الزائد.
- غسيل المعدة.
- علاج لتصحيح كمية ملح الصوديوم في الدم وإعادته إلى المستوى الطبيعي.
- إيقاف تناول الأدوية المسببة للتسمم المائي.
- خفض كمية السوائل التي يتناولها المريض.
الكميات الموصى بها من الماء يوميًا
لا يوجد كمية محددة من الماء يجب أن تتناولها يوميًا؛ لأن الأمر يختلف ما بين السيدات والرجال، بالإضافة إلى أن المجهود الذي تقوم به خلال اليوم يؤثر أيضًا في كمية الماء التي تتناولها، لكن الكمية التي يحتاجها الرجال بشكل عام حوالي ٣.٧ لتر في اليوم، بينما السيدات تحتاج إلى حوالي ٢.٧ لتر في اليوم تشمل الماء الصافي، بالإضافة إلى الماء في العصائر والأطعمة.
يفضل ألا تتناول الماء إلا عند الشعور بالعطش فقط، لكن هناك بعض الحالات يجب أن تتناول الماء بانتظام على مدار اليوم حتى لو لم تشعر بالعطش، وهم الحوامل، وكبار السن، والرياضيين، لأن هذه الفئات تحتاج إلى كميات من الماء الإضافي.
نصائح لتجنب التسمم المائي
- تجنب شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة خلال فترة قصيرة خاصة في أوقات الحر الشديد.
- استمع إلى جسمك والتزم بتناول الكمية التي يحتاج إليها من الماء على مدار اليوم.
- لا تدخل في تحديات شرب الماء.
الماء هو نعمة كبيرة، ولا يمكن إنكار أهميته لكل عضو من أعضاء الجسم خاصة المخ الذي لا يمكن أن يؤدي وظائفه بشكل سليم إلا من خلال الماء، فهو بمثابة الوقود للجسم ولجميع العمليات الحيوية، ومع ذلك تحدث الكثير من حالات التسمم المائي بسببه، وبعد أن عرفت السبب وراء هذه الحالة وأعراضها يجب أن تكون على وعي بكمية الماء الذي تشربه؛ حتى تستطيع الاستفادة من هذه النعمة العظيمة وتتجنب أضرارها.
