
في قلب التاريخ وعلى أعتاب الأهرامات، يشهد العالم لحظة استثنائية بافتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين كما يقع هذا الصرح العملاق على بعد خطوات من هضبة الجيزة، ويُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة الحضارة المصرية القديمة ليحمل الزائر في رحلة بصرية ساحرة تمتد عبر أكثر من 5,000 عام من الإبداع الإنساني.
موقع رائع وإنجاز معماري ضخم
تم تشييد المتحف على مساحة تفوق 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها ما يُعرض لأول مرة للجمهور. ومن أبرز ما يميز المتحف، عرضه الكامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون الفريدة، والتي تُعرض بأكملها لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.
رحلة إنشاء المتحف
انطلقت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن العشرين، بهدف إقامة صرح ثقافي حديث يليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة. وفي عام 2002، وُضع حجر الأساس للمشروع في موقع استراتيجي يطل مباشرة على أهرامات الجيزة، ليعكس عمق الارتباط بين الماضي والحاضر.
وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، أعلنت مصر عن مسابقة معمارية عالمية لاختيار أفضل تصميم للمتحف. وقد فاز بها التصميم المبتكر الذي قدمته شركة “هينغهان بنغ” الإيرلندية (Heneghan Peng Architects)، والذي تميز بتصوره المعماري الفريد؛ حيث جعل من أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاث مسارًا بصريًا ينتهي عند كتلة مخروطية تُجسد مبنى المتحف.
بدأت أعمال التمهيد والبناء في مايو 2005، وشهد العام التالي (2006) إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في منطقة الشرق الأوسط، خُصص للعناية بالكنوز الأثرية التي ستُعرض في قاعات المتحف. وقد افتُتح هذا المركز رسميًا في عام 2010، ليبدأ مرحلة دقيقة من أعمال الترميم والحفظ والتأهيل للقطع النادرة كما أن المتحف لا يقتصر فقط على قاعات العرض، بل يضم:
- مركزًا لترميم الآثار هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط.
- قاعات تعليمية وثقافية.
- مسارح ومراكز للزوار.
- مساحات خضراء شاسعة تطل على الأهرامات.
طموح دولة لتصبح مركزاً عالمياً للثقافة
لم يكن افتتاح المتحف مجرد مناسبة محلية، بل حدثًا عالميًا جذب أنظار المجتمع الدولي، وشارك فيه قادة وفنانون وشخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم. وقد صُمم المتحف ليجمع بين الحداثة وروح الماضي، حيث تُدمج التكنولوجيا الحديثة في طرق العرض، لتمنح الزائر تجربة تفاعلية غير مسبوقة، تتجاوز مجرد المشاهدة إلى التفاعل مع التاريخ.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يُمثل فقط تتويجًا لجهود دامت سنوات، بل يُجسد أيضًا طموح مصر في أن تكون مركزًا عالميًا للثقافة والسياحة والتراث الإنساني.
المتحف المصري الكبير يعيد إحياء حضارة
يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد افتتاح متحف كما إنه إعادة إحياء لحضارة ألهمت العالم على مدار قرون، وتأكيد لدور مصر كحاضنة للتراث الإنساني. ومع كل حجر وكل قطعة وكل قصة داخله، يروي المتحف حكاية لا تنتهي عن الإبداع والعظمة والخلود.
ففي زمن تتسارع فيه وتيرة الحداثة، يبقى المتحف المصري الكبير شاهدًا على أن الماضي لا يُنسى، بل يُحتفى به، ويُعاد تقديمه للأجيال القادمة بأبهى صورة.
التصميم والموقع
- يمتد المتحف على مساحة 117 فدانًا، ويقع بين طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي وهضبة الأهرامات.
- يطل مباشرة على أهرامات الجيزة، ليشكّل ما يُعرف بـ”المثلث الذهبي للتراث”.
- صُمم ليُقاوم الزلازل ودرجات الحرارة المرتفعة، ويُبرز الإضاءة الطبيعية في قاعات العرض.
معالم معمارية مبهرة
- الواجهة: واجهة ضخمة من الألمنيوم والزجاج المثلث الشكل بطول 800 متر.
- المدخل: يستقبل الزائر تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني بارتفاع 11 مترًا.
- السلالم الملكية: تؤدي إلى قاعات عرض ضخمة، محاطة بتماثيل للفراعنة وكبريات الآثار.
أهمية المتحف إقليميًا وعالميًا
- يُعد مركزًا دوليًا للبحث والدراسة الأثرية.
- يستقطب ملايين الزوار سنويًا، ويُتوقع أن يُنعش السياحة الثقافية بشكل كبير.
- يُعزز من مكانة مصر كمهد للحضارات الإنسانية، ويُعيد تسليط الضوء على دورها الريادي في حفظ التراث العالمي.
كنوز تخرج إلى النور
مصر تُعيد كتابة تاريخها بأحرف من نور، والمتحف المصري الكبير شاهد على أن العظمة لا تُدفن تحت الرمال، بل تُشرق كلما اجتمع العالم ليرى عينهاحيث أن من أبرز مقتنيات المتحف المصري الأتي :-
- مجموعة توت عنخ آمون الكاملة والتي تعرض معًا لأول مرة منذ اكتشافها، بما في ذلك القناع الذهبي الأشهر والأثاث الجنائزي الفاخر.
- بالاضافة إلي قاعة العرش التي تضم مركبه الذهبي الفريدة.
- كذلك الدرج العظيم حيث يزين 87 تمثالًا ضخمًا للملوك والملكات طريق الزائرين إلى الطوابق العليا أيضا مومياوات ملكية نقلت من المتحف المصري بالتحرير في موكب مهيب.
- تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني في بهو المدخل.
- مقتنيات يومية كانت تُستخدم في الحياة الفرعوني والبطلمي والروماني، مثل الأدوات والملابس والمجوهرات.
- برديات طبية وفلكية.
- تمثال خفرع الشهير.
كل قطعة داخل المتحف تم ترميمها بدقة فائقة على أيدي خبراء مصريين وعالميين، مما يُعطي للزائر لمحة دقيقة عن حياة المصريين القدماء.
تكنولوجيا حديثة وتجربة تفاعلية
لا يقتصر المتحف على العرض التقليدي، بل يدمج بين الآثار والتقنيات الحديثة مثل:
- شاشات اللمس والواقع الافتراضي التي تُحيي قصص الملوك.
- قاعات سينمائية تُظهر أسرار بناء الأهرامات.
- منطقة ترفيهية وتجارية تضم مطاعم ومتاجر تذكارية.
رسالة ثقافية وسياحية
المتحف ليس مجرد مبنى، بل مشروع وطني يهدف إلى:
- تعزيز الهوية المصرية والافتخار بالتراث.
- جذب السياح من أنحاء العالم لإنعاش الاقتصاد.
- أن يصبح *الوجهة الأولى* لدراسة علم المصريات عالميًا.
فيديو توضيحي لنقل مركب خوفو
الافتتاح احتفال عالمي
تمتد فعاليات الافتتاح على مدار 3 أيام، بحضور زعماء العالم ومشاهير الفن والثقافة، مع عروض صوت وضوء عند الأهرامات، مؤكدةً أن مصر ما زالت قلب الحضارة النابض حيث يمكن للزوار القيام بجوالات داخل المتحف حتي 15/7 يومياً من الساعة 9 صباحاً وحتي 6 مساءاً.
خطوات حجز التذاكر ومواعيد العمل الرسمية
المتحف يستقبل الزوار حاليًا في إطار زيارات محدودة تهدف إلى اختبار جاهزية الموقع وتحسين تجربة الزائر، وذلك تمهيدًا للافتتاح الرسمي الكامل ومن خلال هذه المرحلة، يمكنكم زيارة:
- قاعات العرض الرئيسية
- البهو العظيم
- الدرج العظيم
- المنطقة التجارية
- الحدائق الخارجية
يرجى ملاحظة أن قاعات الملك توت عنخ آمون ستظل مغلقة حتى موعد الافتتاح الرسمي كما أن هذا الموقع المنفذ الرسمي الوحيد لحجز وشراء تذاكر المتحف ولا يتحمل المتحف أي مسؤولية عن التذاكر التي يتم الحصول عليها عبر أي جهات أو مواقع أخرى حيث تتطلع إدارة المتحف إلى استقبالك قريبًا لتجربة استثنائية داخل واحد من أعظم الصروح الثقافية في العالم.
ساعات العمل:
- من الأحد إلى الثلاثاء، والخميس والجمعة:
- مجمع المتحف: من 8:30 صباحًا إلى 7:00 مساءً
- قاعات العرض: من 9:00 صباحًا إلى 6:00 مساءً
- آخر موعد لشراء التذاكر: 5:00 مساءً
- يومي السبت والأربعاء (تمديد ساعات الزيارة):
- مجمع المتحف: من 8:30 صباحًا إلى 10:00 مساءً
- قاعات العرض: من 9:00 صباحًا إلى 9:00 مساءً
- آخر موعد لشراء التذاكر: 8:00 مساءً
ختاماً المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو حلم مصري تحقق، جسد إرادة شعبٍ يؤمن بأن ماضيه هو وقود مستقبله هنا، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، تُكتب فصلًا جديدًا من فصول العظمة المصرية الخالدة.