التوكسوبلازما.. العدو الخفي في أجسامنا

التوكسوبلازما.. العدو الخفي في أجسامنا

“التوكسوبلازما” طفيلي واسع الانتشار، يثير قلق الأطباء والباحثين لما له من تأثيرات خفية قد تصل إلى الدماغ، وتزداد خطورته لدى الحوامل والمرضى ضعيفي المناعة، وبينما يمرّ أغلب المصابين به دون أعراض تُذكر، قد يكون للبعض الآخر قصة مختلفة تماماً، و يمكن لطفيلي مجهري أن يعيش في جسدك لسنوات دون أن تشعر، بل وقد يؤثر على سلوكك أو صحتك دون أن تدري، وهو واقع يعيشه ملايين البشر حول العالم بسبب هذا الطفيل

تعريف التوكسوبلازما وأسبابه

عبارة عن عدوى سببه طفيل توكسوبلازما جونداى Toxoplasma gondii، وسببه تناول اللحوم غير المطبوخة جيدا وتسمى undercooked meet، والتعامل مع فضلات القطط حيث إنها تلعب أساسي فى نقل العدوى للإنسان وبالأخص للمرأة الحامل ومنها إلى الجنين فيتسبب فيما يسمى بالإجهاض “Abortion”.

معظم المرضى لا يحتاجون لعلاج، والبعض يمر عليه هذا المرض كأعراض الانفلونزا ،والبعض الآخر تكون أعراض هذا المرض شديدة وتحتاج إلى تدخل طبي لأنه بدوره  يضعف المناعة وبدوره يؤثر على صحة الأحنة ويتسبب فى موتهم.

الأعراض

معظم الأشخاص المصابين بداء القطط “التوكسوبلازما” لا تظهر عليهم أي أعراض، وغالبًا لا يعلمون بإصابتهم، وقد تظهر لدى بعض الأشخاص أعراض شبيهة بالإنفلونزا، وتشمل ما يلي:

  • الحمى.
  • تورم الغدد اللمفاوية، وقد يستمر لعدة أسابيع.
  • الصداع.
  • آلام العضلات.
  • طفح جلدي.

أعراض الإصابة بالمرض في العين

قد تصيب طفيليات التوكسوبلازما أنسجة العين الداخلية، وقد يحدث ذلك حتى لدى الأشخاص ذوي الجهاز المناعي السليم، لكن يكون المرض أكثر خطورة لدى من يعانون من ضعف المناعة، وتعرف العدوى في العين باسم داء القطط العيني ocular” toxoplasmosis”، وقد تشمل الأعراض ما يلي:

  • ألم في العين.
  • ضعف في الرؤية.
  • ظهور أجسام عائمة “نقاط أو خيوط تبدو وكأنها تسبح في مجال الرؤية”.
  • وفي حال عدم علاج المرض العيني، قد يؤدي إلى “فقدان البصر.”

تأثير داء التوكسوبلازما على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة

الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أكثر عرضة للإصابة الشديدة بداء التوكسوبلازما، وقد تنشط عدوى قديمة بالتوكسوبلازما حدثت في وقت سابق من الحياة. وتشمل الفئات المعرضة للخطر:

  •  الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
  •  المرضى الذين يتلقون علاجًا للسرطان
  • المصابين بزرع أعضاء.

بالإضافة إلى الإصابة الشديدة في العين، قد يسبب داء التوكسوبلازما مرضًا حادًا في الرئتين أو الدماغ لدى الأشخاص ضعيفي المناعة، ونادرًا ما قد تظهر العدوى في أنسجة أخرى من الجسم.

عدوى الرئة قد تسبب

  • صعوبة في التنفس.
  •  الحمى.
  •  السعال.

وقد يسبب داء التوكسوبلازما التهابًا في الدماغ “التهاب الدماغ”، وتشمل الأعراض:

  •  التشوش الذهني.
  • ضعف التنسيق الحركي.
  •  ضعف العضلات.
  •  التشنجات.
  •  تغيّرات في مستوى الوعي.

تأثير داء التوكسوبلازما على الجنين أو الرضيع

يمكن أن ينتقل داء التوكسوبلازما من الأم إلى الجنين أثناء الحمل، وتُعرف هذه الحالة باسم داء التوكسوبلازما الخلقي، و غالبًا ما تسبب العدوى خلال الثلث الأول من الحمل مرضًا أكثر شدة، وقد تؤدي أيضًا إلى الإجهاض.

بالنسبة لبعض الأطفال المصابين بالتوكسوبلازما، قد تظهر أعراض شديدة عند الولادة أو في الأشهر الأولى من الحياة.

المشاكل الصحية المحتملة تشمل:

تراكم السوائل في أو حول الدماغ “الاستسقاء الدماغي”.

تختلف أعراض المرض الشديد، وقد تشمل:

  •  مشكلات في المهارات العقلية أو الحركية.
  •  العمى أو مشاكل أخرى في الرؤية.
  • مشاكل في السمع.
  •  التشنجات.
  •  اضطرابات في القلب.
  •  اصفرار الجلد وبياض العينين “اليرقان”.
  •  الطفح الجلدي.

معظم الأطفال المصابين بداء التوكسوبلازما لا تظهر عليهم أعراض عند الولادة، لكن قد تظهر المضاعفات لاحقًا في مرحلة الطفولة أو سن المراهقة، وتشمل:

  • عودة التهابات العين.
  •  تأخر في النمو الحركي.
  •  صعوبات في التفكير والتعلم.
  •  فقدان السمع.
  •  بطء في النمو.
  •  البلوغ المبكر.

العلاج

يُستخدم الدواء لعلاج العدوى النشطة، وتختلف مدة وجرعة العلاج حسب عدة عوامل، منها شدة الحالة، وكفاءة الجهاز المناعي، ومكان الإصابة، ومرحلة الحمل في حال وجوده.

قد يصف الطبيب مزيجًا من الأدوية المقررة بوصفة طبية، وتشمل:

  • بيريميثامين “Pyrimethamine – Daraprim”: يُستخدم لمكافحة العدوى الناتجة عن الكائنات الدقيقة. ويعمل على تثبيط استخدام الجسم لحمض الفوليك،  ومن آثاره الجانبية المحتملة عند استخدامه لفترات طويلة كبت نخاع العظم، وتسمم الكبد.
  • كالسيوم ليوكوفورين “Leucovorin calcium”:  يُعطى للمساعدة في تقليل تأثيرات البيريميثامين على نشاط حمض الفوليك.
  • سلفاديازين “Sulfadiazine”:  مضاد حيوي غالبًا ما يُستخدم مع البيريميثامين.
  •   وتشمل الأدوية الأخرى الممكنة: كليندامايسين “Clindamycin – Cleocin”، وأزيثرومايسين “Azithromycin, Zithromax” وغيرها.

علاج الرضع

قد يستمر علاج الرضع المصابين بالتوكسوبلازما من سنة إلى سنتين، ويستلزم ذلك متابعة دورية منتظمة للكشف عن الآثار الجانبية، ومشكلات الرؤية، والنمو الجسدي والعقلي، والتطور العام.

علاج إضافي لأمراض العين

بالإضافة إلى العلاج الدوائي المعتاد، قد تُستخدم الستيرويدات المضادة للالتهاب من نوع الجلوكوكورتيكوستيرويدات

“Glucocorticosteroids”لعلاج إصابة العين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *