غلق مضيق هرمز.. هل يفتح باب لحرب عالمية ثالثة؟!

يُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم، حيث يمر من خلاله نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، ومع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في منطقة الخليج، عاد الحديث بقوة عن إمكانية غلق المضيق؛ مما أثار مخاوف دولية من تداعيات اقتصادية وأمنية واسعة النطاق ومن المتوقع اختلاق أزمة عالمية كبرى.

أهمية مضيق هرمز

يُمثّل المضيق الممر البحري الوحيد من الخليج العربي إلى المحيط المفتوح، ويُعدّ أحد أهمّ نقاط الاختناق الاستراتيجية في العالم، ويُشكّل المضيق طريق التصدير الرئيسي لمنتجي الخليج، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق والكويت.

يعد هذا المضيق أيضا من أهم عشرة مضائق وأكثرها اهتمامًا من قِبل دول العالم التي تحتوي على 120 مضيقًا يتوزّعون عبر مياهه ومحيطاته، وهذه المضائق العشرة هي: مضيق فلوريدا، مضيق دوفر، مضيق ساجدات، مضيق موزمبيق، مضيق باب المندب، مضيق جبل طارق ومضيق ملقة، مضيق لومبورك، مضيق لوزون، ومضيق البوسفور ومضيق الدردنيل، وأخيراً مضيق هرمز.

لماذا يعد هذا المضيق صراع دائم؟

يُعد مضيق هرمز موضع صراع دائم نظرًا لأهميته الجيوسياسية والاقتصادية، فهو لا يُمثل مجرد ممر مائي، بل شريان حيوي يربط دول الخليج بالأسواق العالمية، تمر من خلاله كميات ضخمة من النفط والغاز؛ مما يجعله هدفًا حساسًا في أوقات التوتر، وبسبب قربه من إيران، استخدمته طهران كورقة ضغط استراتيجية ضد خصومها، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية أو الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، كما تسعى القوى الكبرى لحماية مصالحها وتأمين حركة الملاحة في؛ مما يؤدي إلى تداخل عسكري وأمني دائم يجعل المضيق نقطة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة.

تداعيات قرار إيران بغلق مضيق هرمز

أعلنت إيران رسميًا فى السويعات الأخيرة  غلق مضيق هرمز بسبب قصف أمريكا لأهم مفاعلات نووية فى إيران و يُمثّل هذا تصعيدًا غير مسبوق يضع المنطقة والعالم أمام اختبار بالغ الخطورة، فهذا القرار لا يعد فقط تحديًا مباشرًا للقانون الدولي الذي يضمن حرية الملاحة في الممرات الدولية، بل هو أيضًا رسالة سياسية مشحونة موجّهة إلى خصوم طهران، وعلى رأسهم الولايات المتحدة ودول الخليج، ومن شأن هذا القرار أن يُشعل توترات حادة، حيث إن الرد عليه قد لا يقتصر على العقوبات، بل قد يشمل تحركًا عسكريًا دوليًا لحماية الممر الحيوي لنقل الطاقة.

إيران قد تكون راهنت على أن الغلق المؤقت أو الجزئي سيمنحها نقاط ضغط في مفاوضات أو ملفات إقليمية، لكن مثل هذا التحرك محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى اندلاع صراع عسكري مفتوح، خاصة إذا اعتُبر أنه يهدد أمن الطاقة العالمي.

في هذا السياق، ستتجه الأنظار نحو ردود الفعل الأمريكية، وتحركات الأسطول الخامس، وكذلك موقف القوى الكبرى مثل: الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، الذين يعتمدون بشكل كبير على تدفق النفط من الخليج عبر هذا المضيق.