التهاب الكبد المناعي الذاتي.. العدو من الداخل

التهاب الكبد المناعي الذاتي.. العدو من الداخل

يُعد التهاب الكبد المناعي الذاتي أحد أمراض الكبد المزمنة والنادرة، وينتج عن خلل في الجهاز المناعي يجعل الجسم يهاجم خلايا الكبد السليمة عن طريق الخطأ، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق لهذا الخلل غير معروف حتى الآن، إلا أن المرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُشخَّص ويُعالج في الوقت المناسب، وتكمن أهمية التعرف على هذا المرض في أن أعراضه قد تتشابه مع أمراض كبدية أخرى، مما يجعل التشخيص الدقيق والعلاج المبكر أمرًا بالغ الأهمية.

أسباب التهاب الكبد المناعي الذاتي

يحدث التهاب الكبد المناعي الذاتي عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم ” الذي عادةً ما يهاجم الفيروسات والبكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى ” الكبد بدلاً من ذلك، هذا الهجوم على الكبد يمكن أن يؤدي إلى التهاب مزمن و تلف خطير في خلايا الكبد، ولا يزال السبب الدقيق وراء تحول الجسم إلى مهاجمة نفسه غير واضح.

الأعراض

تختلف أعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي من شخص لآخر، وقد تظهر فجأة، في بعض الحالات، لا يعاني المرضى من أعراض واضحة في المراحل المبكرة من المرض، بينما قد يعاني آخرون من أعراض تشمل:

  •  الشعور بالتعب العام والإرهاق.
  •  انزعاج أو ألم في منطقة البطن.
  •  اصفرار الجلد وبياض العينين، ويُعرف ذلك باليرقان، وقد يكون ملاحظته أسهل أو أصعب حسب لون البشرة.
  • تضخم في الكبد.
  • ظهور أوعية دموية غير منتظمة على الجلد تُعرف بـالوحَمات العنكبوتية “Spider Angiomas”.
  •  طفح جلدي.
  •  آلام في المفاصل.
  • انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء.

أنواع التهاب الكبد المناعي الذاتي

حدد العلماء نوعين رئيسيين من التهاب الكبد المناعي الذاتي:

النوع الأول من التهاب الكبد المناعي الذاتي “Type 1”:

وهو الأكثر شيوعًا بين أنواع المرض، ويمكن أن يُصاب به الأشخاص في أي مرحلة عمرية.

حوالي نصف المرضى المصابين بهذا النوع يعانون أيضًا من أمراض مناعية ذاتية أخرى، مثل:

  • الداء البطني “celiac disease”.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • التهاب القولون التقرحي.

النوع الثاني من هذا المرض “Type 2”:

ورغم أن البالغين يمكن أن يُصابوا به، فإنه يظهر غالبًا لدى لأطفال والمراهقين.

وقد يُصاحب هذا النوع أيضًا أمراض مناعية ذاتية أخرى.

تشخيص المرض

الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص التهاب الكبد المناعي الذاتي تشمل:

  • تحاليل الدم:

تحليل عينة من الدم للكشف عن الأجسام المضادة يمكن أن يساعد في تمييز التهاب الكبد المناعي الذاتي عن التهاب الكبد الفيروسي والحالات الأخرى التي قد تُسبب أعراضًا مشابهة، كما تُساهم اختبارات الأجسام المضادة في تحديد نوع التهاب الكبد المناعي الذاتي.

  • أخذ عينة من  الكبد “Liver Biopsy”:

قد يتم أخذ عينة من نسيج الكبد لتأكيد التشخيص وتحديد درجة ونوع تليف الكبد.

خلال إجراء هذا الفحص، يتم إدخال إبرة رفيعة في الكبد عبر شق صغير في الجلد لأخذ عينة صغيرة من نسيج الكبد، ومن ثم يتم عمل التحاليل اللازمة لها.

العلاج

يهدف علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي إلى إبطاء أو إيقاف هجوم الجهاز المناعي على الكبد، مما يساعد على تأخير تطور المرض ومنع تدهوره، و لتحقيق هذا الهدف، غالبًا ما يُستخدم أدوية تعمل على تقليل نشاط الجهاز المناعي.

العلاج المعتاد هو الستيرويد المعروف باسم بريدنيزون “Prednisone”، وفي بعض الحالات، يُوصى بإضافة دواء آخر يُدعى أزاثيوبرين “Azathioprine”، ويُعرف تجاريًا باسم “Azasan أو Imuran”، إلى جانب البريدنيزون.

مدة العلاج

رغم أن بعض المرضى قد يدخلون في فترة هدوء أو تحسن “Remission” بعد عدة سنوات من بدء العلاج، إلا أن المرض غالبًا يعاود الظهور إذا تم إيقاف الدواء.

لذلك، قد يحتاج بعض المرضى إلى علاج مدى الحياة حسب حالتهم واستجابتهم للعلاج.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *