
يُعدّ سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، خاصة بعد سن الخمسين، ويتميز بنمو غير طبيعي في خلايا غدة البروستاتا، قد يبقى بطيء النمو وغير ملاحظ لفترة طويلة قبل أن تظهر أعراضه، ومع تقدم الطب، أصبح من الممكن الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان من خلال اختبارات بسيطة مثل تحليل PSA أو الفحص السريري عبر المستقيم، ورغم أن معدلات الشفاء ترتفع عند التشخيص المبكر، إلا أن الإهمال أو تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل الانتشار إلى العظام وأعضاء أخرى.
أسباب سرطان البروستاتا
في كثير من الأحيان، لا يكون من الواضح ما الذي يسبب سرطان البروستاتا، ومع ذلك تمكن المتخصصون في الرعاية الصحية من تحديد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
ومنها: التقدم في العمر، السمنة، والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان البروستاتا. وغالبًا ما تبقى الأسباب الدقيقة للإصابة غير معروفة.
يبدأ سرطان البروستاتا عندما تحدث تغيرات في الحمض النووي (DNA) لخلايا غدة البروستاتا، يحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي تُوجّه الخلية حول كيفية عملها.
في الخلايا السليمة، تُشير هذه التعليمات إلى النمو والانقسام بمعدل محدد، كما تُشير أيضًا إلى وقت محدد لموت الخلية.
أما في الخلايا السرطانية، فتؤدي التغيرات في الحمض النووي إلى تعليمات مختلفة، إذ تُحفّز هذه التغيرات الخلايا السرطانية على النمو والانقسام بسرعة كبيرة، وتسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في حين تموت الخلايا السليمة في الظروف نفسها، مما يؤدي إلى تراكم عدد كبير من الخلايا.
وقد تتجمع هذه الخلايا السرطانية لتشكّل كتلة تُعرف بالورم، ويمكن لهذا الورم أن ينمو ويغزو أنسجة الجسم السليمة ويدمرها، ومع مرور الوقت، قد تنفصل بعض الخلايا السرطانية وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهي الحالة التي تُعرف باسم”Metastatic Cancer”.
عوامل الخطر “Risk factors” لسرطان البروستاتا:
تشمل العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا ما يلي:
- التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بالمرض مع التقدم في السن، ويُعد هذا السرطان أكثر شيوعًا بعد سن الخمسين.
- العرق والإثنية: في الولايات المتحدة، يكون خطر الإصابة بسرطان البروستاتا أعلى لدى ذوي البشرة السمراء مقارنةً بالأعراق والإثنيات الأخرى. ولا يزال السبب الدقيق لهذا الاختلاف غير معروف بشكل كامل، كما يُرجّح أن يكون سرطان البروستاتا أكثر عدوانية أو متقدمًا عند تشخيصه لدى ذوي البشرة السمراء.
- التاريخ العائلي للإصابة بالمرض: إذا تم تشخيص أحد الأقارب من الدرجة الأولى، مثل الوالد أو الأخ، بسرطان البروستاتا، فإن خطر الإصابة يزداد، وقد يرتفع الخطر أيضًا إذا كان هناك أقارب آخرون مصابون، مثل الأجداد أو أعمامك/خالاتك من جهة الوالدين.
- التاريخ العائلي لتغيرات في الحمض النووي (DNA): بعض التغيرات الجينية التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان قد تنتقل من الوالدين إلى الأبناء، من بين هذه التغيرات الجينية المعروفة الطفرات في “BRCA1” و “BRCA2″، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض، إلى جانب علاقتها المعروفة بسرطان الثدي والمبيض.
- السمنة: قد يكون الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن الصحي، إلا أن نتائج الدراسات حول هذا الأمر متفاوتة. ويبدو أن سرطان البروستاتا لدى المصابين بالسمنة يميل إلى النمو بسرعة أكبر، ويكون أكثر احتمالًا للعودة بعد العلاج.
- التدخين: أظهرت بعض الأبحاث وجود علاقة بين التدخين وسرطان البروستاتا، لكن لم تتفق جميع الدراسات على ذلك، ومع ذلك، فإن المصابين بهذا المرض ممن يدخنون قد يكونون أكثر عرضة لعودة السرطان بعد العلاج، كما أن التدخين قد يزيد من احتمال انتشار السرطان خارج البروستاتا.
طريق تشخيص المرض
غالبًا ما يبدأ تشخيص هذا المرض بالفحص السريري وتحليل دم. قد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء هذه الفحوصات كجزء من برنامج ” الفحص المبكر لسرطان البروستاتا” أو يتم إجراؤها إذا ظهرت لديك أعراض تشير إلى احتمال وجود المرض.
إذا كشفت هذه الفحوصات الأولية عن أمر مثير للقلق، يمكن استخدام فحوصات التصوير الطبي للحصول على صور لغدة البروستاتا بهدف البحث عن علامات السرطان.
وللتأكد من وجود هذا المرض من عدمه، قد يتم أخذ عينة من خلايا البروستاتا وتعرف ب”prostate biopsy” لتحليلها مخبريًا.
طريق العلاج
تشمل علاجات سرطان البروستاتا:
- الجراحة.
- العلاج الإشعاعي.
- الأدوية.
تتضمن الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان البروستاتا ما يلي:
- العلاج الهرموني.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الموجّه.
العلاج المناعي
وفي بعض الحالات، تُستخدم علاجات أخرى، مثل:
العلاج بالتخثير الحراري أو التجميدي (Ablation therapy): والذي يَستخدم الحرارة أو البرودة لإتلاف الخلايا السرطانية.
العلاج الإشعاعي الموجه بالأدوية، حيث تُعطى أدوية تحتوي على مواد مشعة تستهدف الخلايا السرطانية مباشرة.
عند وضع خطة علاج سرطان البروستاتا، يأخذ الفريق الطبي في الاعتبار عدة عوامل، من بينها:
- حجم الورم.
- ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- سرعة نمو السرطان
- الحالة الصحية العامة للمريض
- تفضيلات المريض الشخصية