
يُعد تحليل Fecal Calprotectin أو ما يعرف بالكالبروتكتين البرازي من الفحوصات الحديثة والفعّالة والمهمة في تقييم صحة الجهاز الهضمي، حيث يُستخدم للكشف عن وجود التهابات في الأمعاء بطريقة غير جراحية وبسيطة، يعتمد التحليل على قياس مستوى بروتين الكالبروتكتين الموجود في البراز، لذلك يُعتبر هذا التحليل أداة تشخيصية مهمة توفر الكثير من الوقت والجهد مقارنة بالوسائل التقليدية مثل المنظار.
ماهو تحليل Fecal calprotectin كالبروتكتين البرازي”؟
اختبار الكالبروتكتين في البراز يقيس بروتينًا يُسمى كالبروتكتين في عينة من البراز، ويُعرف هذا الفحص أيضًا باسم اختبار الكالبروتكتين البرازي، ويُستخدم للكشف عن وجود التهاب (تورم وتهيج) في الأمعاء.
من الطبيعي أن يوجد مقدار صغير من الكالبروتكتين في البراز، لكن المستويات المرتفعة تُعد مؤشرًا على وجود التهاب في الأمعاء، فعندما يحدث التهاب في الأمعاء، يقوم جهاز المناعة بإرسال أنواع معينة من خلايا الدم البيضاء إلى منطقة الالتهاب، وتقوم هذه الخلايا بإفراز الكالبروتكتين داخل الأمعاء، حيث يختلط مع البراز.
دواعي إجراء تحليل Fecal calprotectin
يُستخدم اختبار الكالبروتكتين Fecal calprotectin في البراز للكشف عن وجود التهاب في الأمعاء، في معظم الحالات، يلجأ الأطباء إلى هذا الاختبار للمساعدة في التمييز بين مرض التهاب الأمعاء المزمن “IBD” و متلازمة القولون العصبي “IBS”.
كلا الحالتين “IBD و IBS” هما حالتان مزمنتان “طويلتا الأمد” قد تصيبان البالغين والأطفال، وتسببان أعراضًا متشابهة تظهر وتختفي مثل: الإسهال، وآلام البطن، والتقلصات، لكن الفرق أن الالتهاب لا يحدث إلا في حالة IBD.
- مرض التهاب الأمعاء “IBD”:
هو مجموعة من الأمراض الهضمية التي قد تسبب إسهالًا مائيًا و/أو دمويًا، ومع مرور الوقت، يؤدي الالتهاب الناتج عن IBD إلى إتلاف بطانة الأمعاء، قد تختفي الأعراض لأسابيع أو حتى سنوات ثم تعود للظهور.
ويُعتقد أن لـ IBD عدة أسباب محتملة، منها اضطرابات المناعة الذاتية والعوامل الوراثية. أهم نوعين من IBD هما:
- داء كرون “Crohn’s disease”:
- التهاب القولون التقرحي “Ulcerative colitis”
- متلازمة القولون العصبي “IBS”:
هي مجموعة من الأعراض التي تحدث مجتمعة، وتشمل:
- الانتفاخ، الألم و/أو التقلصات أثناء التبرز
- بالإضافة إلى الإسهال أو الإمساك أو الاثنين معًا.
ويُعتقد أن IBS قد يكون ناتجًا عن خلل في طريقة التواصل بين الدماغ والأمعاء، بخلاف IBD، لا يُسبب القولون العصبي تلفًا في الأمعاء، كما أن الفحوصات لا تُظهر وجود التهاب.
اعتمادًا على الأعراض والتاريخ الطبي، قد يُستخدم اختبار الكالبروتكتين Fecal calprotectin في البراز مع اختبارات براز أخرى تساعد في تحديد سبب الإسهال المزمن، مثل:
- اختبار الدم الخفي في البراز “Fecal occult blood test”.
- فحص البكتيريا في البراز.
- فحص الطفيليات والبيض.
- اختبار وجود كريات الدم البيضاء في البراز “WBC stool test”.
القيم الطبيعية والمرتفعة لتحليل Fecal calprotectin
المستويات الطبيعية أو المنخفضة من الكالبروتكتين غالبًا ما تعني أن الأمعاء غير ملتهبة، أي أنك لا تعاني من أمراض التهاب الأمعاء “IBD”.
وفي هذه الحالة، من المرجح أن تكون الأعراض ناجمة عن حالة غير التهابية.
قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية لتحديد السبب الحقيقي للأعراض.
ومع ذلك، من الممكن أن تكون نتائج اختبار الكالبروتكتين طبيعية حتى مع وجود التهاب في الأمعاء، ويُعرف هذا بـ النتيجة السلبية الكاذبة “False negative”، والتي تُلاحظ غالبًا عند الأطفال.
أما المستويات المرتفعة من الكالبروتكتين فغالبًا ما تعني أن الأمعاء ملتهبة، وكلما ارتفعت كمية الكالبروتكتين في البراز، زادت شدة الالتهاب.
إذا أظهرت نتائج الفحص ارتفاعًا في الكالبروتكتين، فقد يوصي الطبيب بإعادة الفحص بعد عدة أسابيع لمراقبة التغيرات.
هناك العديد من الحالات التي قد تسبب ارتفاع مستويات الكالبروتكتين، ولذلك قد تحتاج إلى فحوصات أخرى لتحديد السبب. وبشكل عام المستويات المرتفعة جدًا من الكالبروتكتين غالبًا ما ترتبط بـ:
- مرض التهاب الأمعاء “IBD”
- التسمم الغذائي الناتج عن أنواع معينة من البكتيريا.
المستويات المرتفعة بدرجة متوسطة من الكالبروتكتين قد ترتبط بـ:
- سرطان الأمعاء أو القولون والمستقيم
- الداء البطني “Celiac disease”
- بعض أنواع العدوى البكتيرية في الأمعاء مثل Clostridium difficile (C. diff)
- تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية “NSAIDs”
- مرض التهاب الأمعاء تحت العلاج
إذا أظهرت نتائج اختبار الكالبروتكتين أن الأمعاء ملتهبة، فقد يطلب الطبيب منظار القولون Colonoscopy الذي يستخدم كاميرا دقيقة لرؤية داخل الأمعاء، مما يساعد في تحديد ما إذا كان السبب مرض التهاب الأمعاء أو حالة أخرى، لكن إذا أشارت نتائج الفحص إلى أن الأمعاء على الأرجح غير ملتهبة، فإن إجراء منظار القولون لا يكون مفيدًا في التشخيص، وبهذه الطريقة، يساعد اختبار الكالبروتكتين البرازي في تجنب مناظير القولون غير الضرورية.