
حمى البحر المتوسط العائلية ليست مجرد مرض وراثي نادر، بل هى معاناة صعبة يعيشها آلاف المرضى دون أن يُدرك كثيرون حقيقتها ولا يعرفون أسبابها وأعراضها، تظهر في نوبات متكررة من الحمى والآلام الشديدة في البطن أو الصدر أو المفاصل، ثم تختفي فجأة وكأن شيئًا لم يكن، ما يجعل تشخيصها رحلة طويلة من الحيرة والقلق، وهذا المرض المرتبط بجينات تنتشر بين شعوب حوض البحر المتوسط، يفرض على المصاب صعوبة يومية بين التعايش مع الألم والخوف من المضاعفات الخطيرة إذا أُهمل العلاج، ولابد من الوعى المبكر لكى يصنع فارقًا حقيقيًا في حياة المرضى.
أسباب حمى البحر المتوسط
حمّى البحر المتوسط العائلية FMF تنتج عن تغيّر جيني “طفرة” ينتقل من الوالدين إلى الأبناء، و يؤثر هذا التغيير في وظيفة أحد بروتينات الجهاز المناعي المعروف باسم “البيرين “Pyrin”، مما يؤدي إلى خلل في تنظيم عملية الالتهاب داخل الجسم.
لدى المصابين بحمّى البحر المتوسط، يحدث التغيير في جين يُسمّى “MEFV”، وقد ارتبطت العديد من الطفرات المختلفة في هذا الجين بالمرض، بعض هذه الطفرات قد تسبب حالات شديدة للغاية، في حين تؤدي طفرات أخرى إلى أعراض وعلامات أخف حدّة.
ولا يزال من غير الواضح ما الذي يحرّك نوبات المرض بشكل دقيق، إلا أنها قد تحدث نتيجة التوتر النفسي، أو أثناء الدورة الشهرية، أو عند التعرّض للبرد، أو بسبب الإجهاد البدني مثل الإصابة بمرض أو التعرّض لإصابة.
أعراض حمى البحر المتوسط
تبدأ علامات وأعراض حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية “FMF” عادةً خلال مرحلة الطفولة، وتظهر في صورة نوبات تُعرف بـ«الهجمات» تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، وقد تستمر نوبات التهاب المفاصل لأسابيع أو حتى لأشهر.
تختلف علامات وأعراض نوبات حمى البحر المتوسط العائلية من شخص لآخر، لكنها قد تشمل ما يلي:
- الحمى
- ألم في البطن
- ألم في الصدر قد يسبب صعوبة في التنفس العميق
- آلام وتورم في المفاصل، خاصةً مفاصل الركبتين والكاحلين
- طفح جلدي أحمر على الساقين، وخصوصًا أسفل الركبتين
- آلام عضلية
عادةً ما تزول النوبات تلقائيًا بعد عدة أيام، ويشعر المريض بين النوبات بالعودة إلى حالته الصحية الطبيعية. وقد تتراوح الفترات الخالية من الأعراض بين بضعة أيام وعدة سنوات.
وفي بعض الحالات، قد يكون الداء النشواني “الأميلويدوز” هو أول علامة على الإصابة بحمى البحر المتوسط العائلية، وفي هذه الحالة، يتراكم بروتين يُعرف باسم Amyloid A، وهو بروتين لا يوجد عادةً في الجسم ، داخل الأعضاء ولا سيما الكلى، مما يؤدي إلى حدوث التهاب ويؤثر سلبًا في وظائف الكلى.
طرق العلاج
لا يوجد علاج شافٍ لحمّى البحر الأبيض المتوسط العائلية. ومع ذلك، يمكن للعلاج أن يساعد في تخفيف الأعراض، والوقاية من النوبات، ومنع المضاعفات الناتجة عن الالتهاب.
تشمل الأدوية المستخدمة لتخفيف الأعراض والوقاية من نوبات حمّى البحر الأبيض المتوسط العائلية FMF ما يلي:
الكولشيسين “Colchicine”:
يؤخذ الكولشيسين على هيئة أقراص، ويعمل على تقليل الالتهاب في الجسم، كما يساعد على منع حدوث النوبات وتطور الداء النشواني “الأميلويدوز”، يجب التعاون مع الطبيب لتحديد أفضل نظام جرعات مناسب لك؛ فبعض الأشخاص يتناولون جرعة واحدة يوميًا، بينما يحتاج آخرون إلى جرعات أصغر ومتكررة على مدار اليوم، و تشمل الآثار الجانبية الشائعة آلام البطن، والغثيان، والإسهال. ويكون العلاج عادةً مدى الحياة.
