أحدث أساليب التعليم ودور الذكاء الاصطناعي مميزات وعيوب
تحديث أساليب التعليم، هو نتيجة حتمية تسارع نمو تقانة المعلومات، يرافقه تطوير في الخطط المتبعة، بحيث تضمن للمتعلم تحقيق الإستفادة القصوى من المناهج الدراسية و التدريب على أدوات البحث والتحليل؛ لتمنحه فرصة تنمية مهارات النقد والقدرة على حل المشكلات، ولم تعد مهمة المعلم تقتصر على نقل وشرح معلومة جديدة للطالب، بل انتقل دوره من التلقين إلى آفاق أوسع و أكثر شمولية، يكفل تهيئة جيل قادر على مواكبة تطورات العصر.
كيف كانت أساليب التعليم قديمًا
اقتصر دور المعلم قديمًا على أسلوب التلقين أما الطلاب فكانت مهمتهم فقط في الحفظ والتكرار، وكان يتم التقييم بناءً على نتائج الإختبارات الكتابية التي تقيس مدى قدرة المتعلم على التذكر، دون مراعاة للاحتياجات الخاصة بالمتعلمين وفهم اختلاف قدراتهم ووجود مشاكل صعوبات التعلم لديهم.
كيف أصبح التعليم حديثًا
يعتمد على الاهتمام بالمتعلّم نفسه، والتركيز على فهم الاختلاف بين المتعلمين، مع مراعاة الفروق الفردية لتضمن لهم تجربة أكثر غنًا وعدالة، وذلك بالإستعانة بوسائل استخدام التكنولوجيا، وتمكينهم من الوصول إلى موارد وأدوات تعليمية تزيد من التّفاعل داخل الغرفة الصّفية، بين المُتَعلِّم والمعلّم من ناحية، وبين المتعلمين فيما بينهم.
أحدث أساليب التعليم
بالطريقة المعكوسة: التي تعتمد على تكليف المتعلمين بمراجعة فحوى الدرس خارج الفصل الدراسي من خلال فيديو أو قراءات مُعدّة مسبقًا من قبل المعلم؛ ثم تتم مناقشة ما استوعبه الطلاب من المادة العلمية المقررة لهم.
بإسلوب التحقق: يتبع فيها الطلاب طرق تشبه الباحثين من أجل تكوين المعلومة، حيث يقوم المتعلمون بعملية بحث ذاتية تحت إشراف المعلم، من خلال إجراء تجارب عملية تشجع هذه الطريقة المتعلمين على طرح الأسئلة، وإجراء البحوث، واستكشاف الموضوعات بشكل مستقل مما يعزز مهارة التفكير الناقد.
بطريقة التعاون: حيث يقوم المعلم بتشكيل مجموعات طلابية يطلب منها حل ومناقشة مسألة، مما ينمي مهارات التواصل والعمل الجماعي فيما بينهم، و يضفي أجواء مليئة بالشغف والمرح.
بإسلوب تعليم الأقران: تعتمد على دمج الطلاب في العملية التعليمية ، وتشجيعهم على شرح المعلومة لبعضهم البعض، مما يخلق حس المسؤولية ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.
المرتكز على الألعاب: يدمج اللعب مع التعلم لتشجيع الطلاب على التفاعل والمشاركة مما يساهم في تنمية التفكير الإبداعي.
من خلال المشاريع: يرتكز على توفير تجارب عملية للطلاب من خلال تنفيذ مشاريع تطبيقية تحاكي في ظروفها العالم الحقيقي، وتتمثل أهمية هذا الأسلوب في تطوير المهارات الحياتية فيصبحوا قادرين على التفكير التحليلي.
بإسلوب التوجيه الذاتي: تجعل الطلاب يعتمدون على أنفسهم مع تأمين الدعم والإرشاد، تتبع هذه الطريقة في التعلم عن بعد وفي الجامعات الافتراضية، وبالتالي تشجع المتعلمين على تطوير مهارات البحث والتحليل الذاتي وتطوير قدراتهم الشخصية.
دور الذكاء الاصطناعي في تطوير أساليب التعليم
يعد استثمار الذكاء الاصطناعي في التعليم كشريك مكمل لا كبديل عن العنصر البشري، ففي عالم غزت فيه التكنولوجيا جميع مناحي الحياة أصبح لازامًا على الحركة التعليمية أن تواكب هذا التطور لا أن تحاربه، وأن تطوع هذه التقنيات في استحداث طرق تزيد من فرص تطوير القدرات الإبداعية.
مميزات الذكاء الاصطناعي في أساليب التعليم الحديثة
الذكاء الاصطناعي بشكل عام هو عملية استنساخ الذكاء البشري في الآلة، لتحقيق الإستفادة القصوى من أداء الوظائف، وقد برز دوره بشكل لافت وفعال في التعليم على صعيدي الطلاب و المعلمين
تمثل دوره في خدمة الدارسين من خلال:
- تبسيط وتسهيل الطرق للوصول إلى مخزن المعلومات بطريقة سلسلة مؤرشفة دون عناء.
- فرصة الوصول إلى مخرجات تعليمية عالية الجودة دون سفر أو مصاريف باهظة التكاليف.
- مرشد افتراضي يتابع تطور الدارس بشكل مستمر وتقديم التقييمات و حل المشاكل، وايجاد أجوبة لكل تساؤلات.
- توفير ترجمات فورية لأي نص إلى اللغة الأم التي يتحدث بها المتعلم مما يسهل فهم أي معلومة وتذليل المصاعب التي كانت تشكل عائقًا أمام تطور مسيرة الطالب التعليمية.
- تقديم المساعدة في أي وقت.
- يقدم مساعدة نوعية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بأساليب تناسب احتياجاتهم، مثل ترجمة المناهج المكتوبة إلى كتب مسموعة.
دور الذكاء الاصطناعي في خدمة المعلمين عبر:
- تحديد مستويات الطلاب من خلال تحليل الأداء، وقياس مدى تقدمهم.
- المساعدة في إيجاد نقاط القوة والضعف للطلاب، للعمل على تطوير المناهج.
- المساعدة في اقتراح الأسئلة والاتمتة وتصحيح الإختبارات؛ مما يوفر جهد كبير كان يقوم به المعلم، وتحد من محاولات الغش.
- تكسر الحواجز في التواصل وتفتح أفق أوسع للتفاعل بين المعلم والطالب، بما يتوافق مع مهارته
عيوب الذكاء الاصطناعي في أساليب التعليم الحديثة
مع كل ما يتمتع به الذكاء الاصطناعي من مميزات؛ وعلى الرغم من الفوائد العظيمة التي يقدمها في مجال أساليب التعليم الحديثة إلا أنه لن يستطيع أن يقلل من أهمية تواجد العنصر البشري؛ حيث أن الاعتماد المبالغ فيه على التكنولوجيا سيترتب عليه آثار وتبعات سلبية منها :
- فقدان التفاعل الإنساني الذي يعد حجر أساس في الرحلة التعليمية، بما تحمل من ترابط إيجابي بين المعلم والطالب يساهم بشكل حقيقي في تطوير مهارات الطلاب الاجتماعية والعاطفية.
- تغليب نظم البيانات في عمليات التحليل و التصحيح، والتي تعتمد على أجوبة دقيقة، خالية من المرونة التي يستطيع المعلم فقط مراعاتها من اختلافات ثقافية واجتماعية وانسانية بين الطلبة، مما يؤدي إلى تقييمات روبوتية لا انسانية.