أساليب تربية الأبناء دون عنف

أساليب تربية الأبناء دون عنف

يشكو غالبًا معظم الأهالي من سلوك أبنائهم وعدم إطاعتهم للأوامر،  لكن ما يجب مراعاته هنا هو دور الوالدين في معرفة أساليب تربية  الأبناء دون عنف، وأن سلوكيات الوالدين السلبية أو الخاطئة قد تولد العند لدى الأبناء.

حقائق عن أساليب تربية الأبناء 

لكي يتخلص الأبوان من أي سلوك غير مرغوب من الإبن لا بد من التعرف على أربع مبادئ:

  • السلوك السيء هو مجرد عرض: فالتصرفات غير المقبولة الصادرة من الإبن هي مجرد أعراض وليست هي المشكلة الأساسية. ودورنا كآباء هو البحث عن المشكلة التي يمكن أن تتلخص في خوف الابن، أو جوعه، أو تعبه، أو حاجته للانتباه. فلو كانت الأم مشغولة أو مضغوطة على سبيل المثال، فإن الابن يبدأ في العصبية أو إصدار تصرفات تشد انتباهها فيشعر بالحضور والاهتمام.أيضًا في حالة وجود ما يخيف الطفل بسبب مشكلة أو حادث أو حالة وفاة مثلًا، فيجب أن ننتبه إلى أن هذه المواقف قد تبني خوفًا بداخلهم قد يؤدي لقلق دائم. وهذا القلق يصدر عنه تصرفات غريبة بسبب أحاسيس يكون  غير قادر على التعامل معها.
  • مسئولية الوالدين: ينبغي أن يتفهم الأبوان أن مسئوليتهما هي مسئولية إرشادية وليست ديكتاتورية. فلا بد أن يفهم الطفل سبب الرفض، وليس رفض بدون إبداء أسباب، حتى لا ينتج عن ذلك شخص يطيع الأوامر فقط غير قادر على الرفض. فنحن نريد شخص ناجح يستطيع أخذ القرار الصحيح، وقادر على التفكير والاختيار.

كذلك يجب أن أخبر الإبن أنه شخص جيد ولكن تفكيره هو الخاطئ، فأنا لا أهاجم شخصه، ولكن أرفض تصرفه الخاطئ فقط.

  • الثبات على المبدأ والثقة: وهو عامل جوهري في أساليب تربية الأبناء. ويتم ذلك بتنفيذ الوعود المقطوعة، وأيضًا تنفيذ التهديد حتى لا يصبح كلام الأبوين هباءً لا احترام له.

علاوةً على بناء الثقة من خلال نقطة مهمة ألا وهي عدم التكلم بكلام فارغ لا معنى له أو ليس له سند صحيح، وهو ما نسميه بالعامية “الهبد”. فيجب أن تكون معلومات الوالدين صحيحة لبناء جسور الثقة مع الأبناء.

  • احترام الطفل كشخص: وهو من أساليب تربية الأبناء المهمة. فكيف يطلب الأبوان من الابن احترامهما وفي نفس الوقت لا يعطيانه حقه من الاحترام لمجرد أنه صغير في السن.

كما يجب أن يسمع الأبوان لابنهما ويحترما أفكاره، ويضعا نفسيهما في مكانه. بالإضافة إلى نقطة الرفض بدون إبداء أسباب، حيث تلجأ كثير من الأمهات لقول “لا” بدون سبب، هذه المقولة تنعكس في ذهن الإبن ويرددها بدون سبب مقنع أيضًا.

مفاتيح التربية السليمة

تعتبر أساليب تربية الأبناء غير المباشرة تحدٍ كبير للوالدين. إذ يتحتم على الوالدين الابتعاد عن المعاملة السلبية، والاسترخاء عند الحوار ومعرفة مفاتيح التعامل التي تنأى بالأبناء عن القلق والاكتئاب:

  • علم طفلك الفرق بين الخطأ والصواب.
  • تعلم الفرق بين احترام الطفل وبين الحزم.
  • اتبع أساليب المدح والثناء وابتعد عن الصراخ والعقاب.
  • اعرف كيفية بناء شخصية الطفل، فالتقدير والتشجيع مهارتان أساسيتان لهذا البناء.

أساليب تربية الأبناء في الإسلام

اهتم الدين الإسلامي بكل تفاصيل تربية الأبناء، واعتبر الطفل ركيزة يتأسس عليها المجتمع السليم.

كذلك اعتبر تربية الأبناء الصحيحة استمرارًا لحسنات يجنيها الوالدين. فأمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالحفظ على عدة ركائز:

  • الاهتمام بنفسية الابن، فيتجاوب الأبوان بأسلوبٍ بين الحزم والرفق، مع تجنب الصدام والمواجهات الحادة. علاوة على الاستماع لحديث الابن دائمًا دون التشاغل عنه.
  • بناء أخلاقه وشخصيته المسلمة، وهي أهم ما ينبغي للأبوين الاهتمام به باستخدام أسلوب الترغيب للصلاة والصيام.
  • مراعاة صحة الابن الجسدية.
  • مراعاة أساليب التأديب.

في النهاية، فإن تعلُم أساليب تربية الأبناء ليست بالأمر السهل، وقد ينتج عنها بعض السلبيات لعدم قدرة الوالدين على تأدية واجبهما على أكمل وجه. كما أن الأبناء لا يتعلمون مما نقوله، ولكن يتعلمون من تصرفاتنا.