في ذكرى وفاة أسمهان.. لغز محير ينهي حياتها
أسمهان هي صاحبة الصوت الفريد والوجه الحسن ايقونة فنية نادرة في عالم الغناء لمع اسمها وذاع صيتها حين كانت على قيد الحياة، ولا تزال ذكراها خالدة حتى اليوم في تاريخ الطرب الأصيل، ولدت علي متن سفينه في البحر المتوسط لذلك لا يوجد مكان محدد لميلادها، وتعتبر واحدة من أبرز الفنانات في تاريخ الموسيقى العربية، وبالرغم من أنها لم تحظ بشهرة ضخمة مثل بعض الفنانات الذين كانوا من عمرها، إلا أن تأثيرها على الساحة الفنية كان كبيرا ولا يمكن إنكارهفما هي أهم محطات حياتها؟.
من هي أسمهان؟
هي الأميرة الحسناء آمال فهد إسماعيل الملقبة بأسمهان، كانت تنتمي إلى عائلة ذات تاريخ عريق فهي شقيقة الفنان والملحن فريد الاطرش وابنة الأمير فهد الأطرش الذي كان من أبرز الزعماء جبل الدروز في سوريا، ولدت أسمهان الموافق يوم 25 نوفمبر 1912 ميلادية من أب سوري وأم لبنانية، لقد أنجبتها والدتها على متن سفينة في البحر المتوسط.
حياة أسمهان الشخصية
كانوا يتنقلون من تركيا الى سوريا حيث كان والدها يعمل لصالح السلطات التركية في ذلك الوقت.
أما عن والدتها علياء المنذر فقد كانت أم لي 5 أولاد هما فؤاد وفريد وآمال وويداد وانور، حيث توفي الله الابن الاخير انور وذلك بسبب الأمراض الشائعة في ذلك الوقت من التاريخ، حيث استقرت العائلة في جبل العرب في السويد لفترة من الزمن وهناك بدأ الأب نضاله مع الثوار ضد الاحتلال الفرنسي، الأمر الذي دفع الفرنسين للتفكير في اعتقال العائلة بأكملها انتقاما منه، خشيت الأم من العواقب رغبت الأم في البحث عن مكان آمن للأسرة، لذلك قررت الهروب إلى مصر برفقة أبنائها الثلاثة وذلك بعد انفصالها عن زوجها.
مسيرتها الفنية
كانت أسمهان تحب الغناء منذ صغرها فكانت تغني في المنزل أو في المدرسة كلما سنحت لها الفرصة، كما شاركت اخيها فريد الغناء لأول مرة في صالة ماري منصور في القاهرة، لم يكن فريد مجرد أخا في حياة أسمهان بل كان خير الداعم لها وساعدها كثيراً لكى تبدأ مشوارها الفني، كما لحن لها العديد من الأغاني على عكس فريد كان شقيقهما فؤاد، لقد كان قاسيا جداً في معاملته لها فكان يتطاول عليها بالألفاظ السيئة والضرب بعد الاوقات.
اكتشف الملحن داود حسني موهبة أسمهان حيث كان في زيارة لهم فعندما سمع صوتها العذب والجذاب يأتي من الغرفة المجاورة، طلب أن يلتقي بها كي يسمع صوتها الذهبي، وأطلق عليها أسمهان تيمنا باسم شابة موهوبة توفيت قبل أن تشتهر في عالم الغناء.
بمساعدة أخيها ودادو حسني بدأت أسمهان الغناء في عدة أفلام أغنية ليت للبراق عينا في فيلم ليلي بنت الصحراء، كما شاركت محمد عبد الوهاب في الأوبرا مجنون ليلى، برغم من مساندة فريد لها إلى ان أخيها الأكبر فؤاد وقف في طريقها وخشي أن تبدأ عمل في مجال السينما، لذلك أجبرها على اعتزالها الفن والزواج من ابن عمها.
بعد انفصالها عن زوجها عادت إلى مصر كي تستكمل مسيرتها الفنية، بعد عودتها إلى مصر أخدت أول تجربة في التمثيل السينمائي لفيلم انتصار الشباب بجوار شقيقها فريد الأطرش.
بالرغم من جميع التحديات والصعوبات في حياة أسمهان التي واجهت حلم النجومية والشهرة إلا أنها كانت تسعى لها عدد مرات حيث شاركت للمرة الثانية والأخيرة في التمثيل في فيلم غرام وانتقام لكن لم تتمكن من تصوير المشاهد الأخيرة.اختصار بواسطة الذكاء الاصطناعى.
أبرز أعمالها
من أبرز أغاني لامِهَان التي لا تنسى:
الليالي
أنت عمري
عندك علم
تعد هذه الأغاني من علامات الطرب الأصيل التي لازالت تُسمع حتى اليوم، وقد ساعدت في رفع مكانتها بين أفضل المغنيات في جيلها.
زواجها
تزوجت أسمهان من ابن عمها الامير حسن الأطرش وسافرت معه إلى وطنها الأصلي في جبل الدروز في سوريا، لكنها لم تتخلا يوما عن حلمها في تحقيق الشهرة، بعد أن اكتشفت حملها اقنعت زوجها للسفر الي القاهرة حتي تبقي بجوار والدتها خلال فترة الحمل، ولكن السر الذي لايعرفه زوجها هو أن أسمهان فكرت بإجهاض جنينها بمجرد وصولها إلى مصروفي نفس ذات اللحظة.
لقد خافت أن ينهي الطفل أحلامها وتحقيق آمالها في الفن والغناء، إلى أن تراجعت عن قرارها بعد أن حظرتها والدتها من شر النتائج، أنجبت الأميرة أسمهان ابنتها الوحيدة كاميليا ثم عادت إلى سوريا بعد أن تركت ابنتها الوحيدة في مصر كي تكون ذريعة للعودة الى القاهرة من حين الى آخر، وطلبت الطلاق من زوجها مرات عديدة إلى أنه كان يرفض طلبها تماماً، وبعد محاولات عديدة للأنتحار.
نالت أسمهان مرادها وانفصلت عن زوجها بعد زواج دام 6 سنوات، تزوجت أسمهان من المخرج أحمد بدرخان من اجل أن تنال الجنسية المصرية إلا أنها طلبت الطلاق بعد زواج عرفي دام 55 يوما.
وبعد ذلك تزوجت الأميرة أسمهان الزيجة الأخيرة من أحمد سالم والذي انفصلت عنه بمأساة دموية، ففي أحدى الليالي عادت أسمهان في وقت متأخر إلى منزلها، وهذا ما أثار غضب زوجها أحمد سالم ودفعه لمحاولة قتل أسمهان، فما كانت أن تستعين بالشرطة لحل الأمر وبسبب إطلاق النار من الطرفين أصابت زوجها برصاصة حيث دخلت في صدره وتوفي في ذات اللحظة.
السياسية
بعد العودة لسوريا لقد اختارتها المخابرات البريطانية، كي تكون وسيط بينها وبين الزعماء الدروز في الجبل، حيث طلبوا منها أن تقنع الثوار بعدم التعرض لجيوش الحلفاء الذين يرغبون في احتلال سوريا.
وبعد أن قامت مهمتها بنجاح وعلى أكمل وجه، دفعت لها بريطانيا مبالغ هائلة كمكافأة لها، وبعد ذلك تم اتهمها بالتجسس لصالح الأعداء، ولم تكن أسمهان مرتاحة في تلك الفترة فقد شعرت بأن حياتها أصبحت مليئة بالمخاطر.
وفاة أيقونة الفن
فارقت الحياة في ظروف غامضة بشكل مفاجئ الموافق يوم 14 يونيو 1944 كانت النجمة متوجهة مع صديقتها ومديرة أعمالها ماري إلى منطقة رأس البر في مصر برفقة السائق وقبل وصولهم وقعت الفاجعة الكبرى.
حيث فقد السائق السيطرة على السيارة لتسقط بهم في مستنقع ماء لتنتهي حياتها هي وصديقتها، أما عن السائق هو الذي نجا من الحادث بعد أن قفز من السيارة في اللحظة المناسبة.
لم يكن موتها حدثا عاديا فقد ازدادت الشكوك والشبهات بعد هروب السائق واختفائه عن النظر، ووجهوا أصابع الاتهام نحو أشخاص كثيرة إلى أن من فعل ذلك لم يجدوه حتى يومنا هذا، ولا يزال حادث موتها لغزا يحير الجميع.