الإسكندرية برائحة الورد.. أقدم محل ورد بمصر تتنفس ورداته من ١٠٢ عام

الإسكندرية برائحة الورد.. أقدم محل ورد بمصر تتنفس ورداته من ١٠٢ عام

الورود تتحدث ليلًا.. “أو باڤيون دي فلوريل” أقدم محل ورد في مصر.. تتنفس ورداته منذ ١٠٢ عام

بينما تسير في طريقك ثمة أغنية تدور في الخلفية تمتزج نغماتها برائحة الورد؛ تجذبك نحو ذلك الحي اللاتيني العريق.

الذي تفوح منه رائحة الورد، تلك الوردات التي شاهدت تاريخ ولى وفنى، وصنعت برحيقها وأوراقها لحظات الحب السافرة.

لكنها لازالت قابعة في مكانها تدخل السعادة في أوقات التعاسة، وتشهد تاريخ حي باق منذ أكثر من مئة عام.

بافيون دي فلوريل

ذلك الحي اللاتيني العريق بشارع فؤاد بالاسكندرية، الذي زينته الوردات ونغمات أغنية أم كلثوم “الورد جميل”.

إذن نحن الآن في الاسكندرية وبالتحديد أمام لافتة محل “بافيون دي فلوريل”، ذلك المحل التاريخي، الذي يميز شارع فؤاد.

أنتيكة الحي اللاتيني

“باڤيون دي فلوريل” أو انتيكة الحي اللاتيني، هو أقدم محل لبيع الزهور بالاسكندرية ومصر بأكملها، تم تأسيسه عام 1920.

أنشأه الخواجه اليوناني عبده وصديقه المصري حميدو، وأطلقا عليه الاسم الفرنسي”باڤيون دي فلوريل”، أو بيت الزهور بالمصري.

ليكون شاهدا على حقبة تاريخية من أهم حقب وفترات تاريخ مصر، ويصبح المتنفس النقي وسط العتمة الموحشة.

الذي جاءت بعد رحيل الجاليات الأجنبية عن مصر، فقد رحلت الجاليات وتركوا وراءهم أموالهم، مما أثر بالسلب على بيع الزهور.

حرب ونصر

كان الحادث المأساوي في تاريخ المحل عندما رحل صاحبه الخواجة اليوناني عن مصر مع جاليته، بعد حرب ١٩٥٦.

لكن المعلم حميدو لم يغير أي من ملامحه بعد رحيل صاحبه، بل تركه كما هو عليه مثلما كانوا يديرونه معا، أصالة منه.

وما يثير الدهشة حقا هو الفترة التي أقيم وبني فيها ذلك المحل العتيق صاحب الوردات.

فالمصريون في ذلك الوقت لم تكن ضمن اهتماماتهم مهمة شراء الزهور أو صنع مهنة مخصصة لها.

وبعد حرب ١٩٧٣ ومع نصر أكتوبر العظيم بدأوا عشاق الحياة في الظهور، حيث بدأ الانفتاح الثقافي، ومن ثم بدأ المصريون في التعامل بالزهور.

واستخدموها في التعبير عن الامتنان والحب، من خلال بوكيه “الملك فاروق”، الذي كان أشهر بوكيه ورد في مصر حينها.

فنان وكتاب

ومن المجدي ذكره أيضا أن ليس كل المصريين كانوا غير مهتمين بالورد، فقد كان لدينا عظماء من الفنانين والكتاب يتوافدون على المحل.

مثل الكاتبين العظيمين محمد حسنين هيكل وأسامة انور عكاشة، أما الفنانون مثل فاتن حمامة وزبيدة ثروت، وهاني شاكر وسمير صبري وليلى علوي.

نهاية ليست بالنهاية

في النهاية يجب القول أن “أو باڤيون دي فلوريل” ليس محل ورد فحسب، بل أقدم محل ورد ومعلم تاريخي وأثري عريق.

تتحدث ورداته فيما بينها ليلا عن التاريخ وتتنفس رائحة عبق الماضي، ناشره رحيقها على بقية شارع فؤاد.

مضفية إليه شكل معماري من طراز خاص ملونة شرفات مبانيه وعماراته بالورود والأزهار.

مقهى أندريا.. قصة أول ملتقى لليونانيين في مصر