أمريكا و الصين صراع لا ينتهى

أمريكا و الصين صراع لا ينتهى

تقرير / أميمة حافظ

شد وجذب مستمر توترات تارة و تارة اخرى استقرار فى العلاقات بين الثنائى الأكبر فى العالم ، و حرب باردة مقامة بين الدولتين على مدار عقود ، أمريكا تستفذ الصين و تصرح تصريحات بلهجة تهديدية و الصين ترد بلهجه اشد ، استفزازات مستمرة مرة إقتصادية و أخرى عسكرية و يبقى الجدل قائما من سيكون الرابح الأكبر فى تلك الحرب الباردة المقامة بين الدولتين .

و شهد تاريخ العلاقات بين البلدين تعاون خلال فترة الحرب العالمية الثانية، لكن أثناء الحرب الباردة بعد مجئ ماو تسي تونغ إلى السلطة وتحويله الصين إلى بلد شيوعي تغيرت العلاقات بين البلدين، حيث حاربت الصين الولايات المتحدة في الحرب الكورية وفي حرب فيتنام وأصبحت الصين ثاني أخطر عدو للولايات المتحدة بعد الاتحاد السوفييتي، لكن بعد الإصلاح الاقتصادي الصيني انفتحت العلاقات بين البلدين ووقع البلدين إتفاقية خفض الأسلحة النووية وإتفاقيات مكافحة الإرهاب.

العلاقات الثنائية بين الحكومة الأمريكية والحكومة الصينية بدأت منذ القرن الثامن عشر ، و كانت العلاقات بين البلدين معقدة ، وتأرجحت بين الإيجابية والسلبية الشديدة ، و تواصلت بين الشد و الحذب

توضدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل سريع بعد عام 1980 ، و اتخذت العلاقة شكل التعاون الاقتصادي، التنافسية المهيمنة في المحيط الهادي، والشك المتبادل حول نوايا بعضهما البعض ، فتبنت كل دولة موقفاً حذراً تجاه الأخرى كخصم محتمل ، لكنها في الوقت ذاته حافظت على شراكة اقتصادية قوية للغاية ، وقد وصفها قادة العالم والأكاديميون بأنها أهم العلاقات الثنائية في العالم في القرن الحادي والعشرين.

و فى عام 2019 ، أعتبرت الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم وكانت الصين تاليها كثاني أكبر اقتصاد في العالم على الرغم من الناتج المحلي الإجمالي الأكبر لدى الصين حسب القدرة الشرائية المقارنة .

كانت العلاقات بين البلدين مستقرة بشكل عام تخللتها فترات من الصراع المفتوح، وأبرزها خلال الحرب الكورية وحرب ڤيتنام ، و الآن لدى الصين والولايات المتحدة مصالح سياسية واقتصادية وأمنية متبادلة، مثل انتشار الأسلحة النووية لكن هناك مخاوف لم يتم تسويتها فيما يتعلق بدور الديمقراطية في الحكومة الصينية وحقوق الإنسان في الصين.

و تعد الصين هي ثاني أكبر دائن أجنبي للولايات المتحدة بعد اليابان ، و لا يزال البلدان في نزاع حول القضايا الإقليمية في بحر الصين الجنوبي .

فى إستطلاع رأى تم فى 2017 أجرتة بى بى سى :
فإن 33% من الصينيين يرون النفوذ الأمريكي بشكل إيجابي، بينما 61% يرونه سلبياً. وبالمثل، يرى 22% فقط من الأمريكيين تأثير الصين بشكل إيجابي، و70% يرونه سلبياً

و فى 2019 أجرى مركز پو للأبحاث دراسة نشرها المركز حيث ذكر فيها ، إن 26% من الأمريكيين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه الصين ، بينما أعرب 60% عن وجهة نظر سلبية نحوها ، و 24% من الأمريكيين يعتبرون الصين أكبر تهديد للولايات المتحدة .

بدأت العلاقات مع الصين في عهد الرئيس الأمريكي جورج واشنطن ، مما أدى لتوقيع معاهدة وانك ‌شيا 1845. تحالفت الولايات المتحدة مع جمهورية الصين أثناء حرب المحيط الهادي، لكن بعد انتصار الشيوعيين في بر الصين الرئيسي أثناء الحرب الأهلية الصينية، خاضت الولايات المتحدة نزاعاً مسلحاً كبيراً مع جمهورية الصين الشعبية في الحرب الكورية ولم تستؤنف العلاقات بين البلدين إلا بعد زيارة الرئيس نكسون للصين عام 1972. منذ زيارة نكسون، قام جميع رؤساء الولايات المتحدة بزيارة الصين، باستثناء جيمي كارتر.

و توترت العلاقات مع الصين في ظل استراتيجية آسيا المحورية التي اتبعتها إدارة الرئيس باراك أوباما ودعمه لليابان في نزاع جزر سن‌كاكو ، على الرغم من التوترات خلال فترة ولايته، فإن تفضيل السكان الصينيين للولايات المتحدة بلغ 51% في العام الأخير من رئاسة أوباما في 2016، إلا أنه تراجع خلال إدارة الرئيس ترامب .

و فى عهد الرئيس الأمريكى دولاند ترامب تراجعت العلاقات بشكل كبير ، حيث شنت ادارته حرباً تجارياً على الصين، ومنعت الشركات الأمريكية من بيع المعدات لشركة هواوى وزادت قيود التأشيرة المفروضة على الطلبة والباحثين الصينيين ، وصنفت الصين كمتلاعب في العملة .

و منذ بدء الحرب التجارية الأمريكية الصينية، بدأ المراقبون السياسيون في التحذير من اندلاع حرباً باردة جديدة ، حيث حذر مايكل سوين في 2019، من أن “القوى والمصالح والمعتقدات الإيجابية والمتفائلة المتواصلة في العلاقات الثنائية المستمرة لعقود تفسح المجال أمام التشاؤم والعداء الذي لا مبرر له والعقلية الصفرية في كل مجال من مجالات المشاركة تقريباً”.

و مع ظهور فيرس كورونا بحلول مايو 2020، شهدت العلاقات تراجعاً جديداً حيث كان كلا الجانبان حلفاء لمهاجمة الآخر فيما يتعلق بمسئولية نشر جائحة ڤيروس كورونا العالمية .
و بقى الأمر هكذا ينتظر مزيدا من التطورات فى عهد الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن ، الا إنه بات قريبا حيث هاجم ، مؤخرا الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الصيني شي جينبينغ، معتبرا أنه “لا يتصف بالديمقراطية”.

وقال الرئيس الأمريكي في مقابلة تم بثها، 7 فبراير إنه لم يتحدث بعد إلى نظيره الصيني شي جينبينغ، معتبرا أنه لا يوجد “أي سبب لعدم الاتصال به”، بحسب صحيفة “بوليتيكو”.

لكن بايدن هاجم شي جينبينغ بحسب مقتطفات من المقابلة التي عرضتها شبكة سي بي اس قائلا: “إنه (شي) قاس جدا” ، مضيفا ليس هناك ذرة من الديمقراطية في شخصه، ولا أقول ذلك من باب الانتقاد، إنها الحقيقة فقط .

وأوضح أن الخصومة بين الولايات المتحدة، والصين سوف تتخذ شكل “منافسة قصوى”، مؤكدا في الوقت ذاته أنه يريد تجنب أي “نزاع” بين أكبر قوتين اقتصاديتين.

وفي أواخر الشهر الماضي قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكين إنه من مصلحة الولايات المتحدة التعاون مع بكين في قضايا مثل تغير المناخ .

و يبقى السؤال قائما كيف سيكون مستقبل البلدين بل و مستقبل العالم فى ظل هذا التوتر المستمر .