اعتدنا في مصر بين الفينة والأخرى أن تظهر لدينا تصريحات مثيرة للجدل، سواء من أصحاب الفكر العلماني والليبرالي، وقد جاء الإعلامي ابراهيم عيسى على رأس هذه القائمة أكثر من مرة.
وتشهد هذه الفترة عدة موضوعات مثيرة للجدل بين أكثر من وسط، لكن جاءت تصريحات إبراهيم عيسى هذه المرة الأكثر إثارة على الإطلاق.
وذلك بعدما تداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي تسجيلات يؤكد بها عيسى أن سيدات مصر من الصعيد في فترة الستينات والسبعينات كانوا يرتدون المايوه.
تصريحات..
قائلا: أنا أؤكد لك أن هناك صورة لجدتك ووالدتك بالمايوه، سواء كنت في المنيا أو سوهاج أو بلطيم.
مضيفا: وأحب أن أقول لك أنها لم تكن عاصية أو كافرة أو أي من المصطلحات التي تم غرسها في الأذهان عن المرأة اللي من ضمنها أمك.
ردود فعل أولى..
وقد جاءت ردود فعل الجمهور كضربة قاضية فتحت المجال للحديث حول تلك التصريحات، حيث ثار على الإعلامي إبراهيم عيسى عدد جم من علماء الأزهر والفنانين والشعب قبلهم.
فمن جانبه انتقد الإعلامي مصطفى بكري تصريحات إبراهيم عيسى قائلا “انت بتأخدنا للمنطقة دي لي، هل مطلوب أن نوجه السباب لمن يقرأون القرآن في الصيدليات، وتدافع عن عمل يتناول المثلية، وتطالب بإلغاء الديانة من البطاقة القومية”.
متابعا اعتراضه بمطالبته تدخل المجلس الأعلى للإعلام، لأن ما يحدث فتنه، مناشدا: شوفوا الصعايدة بيعملوا ايه على مواقع التواصل الإجتماعي، عارضا صور لوالدته في فترة السبعينات وهي ترتدي الحجاب والأسود.
إلى جانب العديد من الانتقادات من قبل عدد من المؤثرين والملهمين على السوشيال ميديا، لكن ما اعتبره البعض غريب حقا هو تصريح الفنان تامر عبد المنعم.
تامر عبد المنعم..
ففي مداخلة هاتفية على قناة الحدث اليوم علق رئيس قسم السينما الفنان تامر عبد المنعم على تلك التصريحات قائلا: خانه التعبير.
مضيفا أن نساء الصعيد لهن عادات وتقاليد خاصة بهن، وأن هذه الأمور لم ولن تحدث، قائلا: أتوقع إنه سيعتذر لان الصعيد له خصوصيته.
رد فعل ابراهيم عيسى
لكن توقعات الفنان تامر عبد المنعم لم تكن ثاقبة كليا، حيث أن ابراهيم عيسى علق على التصريحات السابقة بتصريحات أكثر جدلا.
حيث صرح بأن التيارات السلفية هي من تريد تلويث سمعة المرأة وتريد أن تغطيها بالخمار والنقاب، وأن التيار السلفي هو من نفخ الأخلاقيات المتوهمة، وكبر الجوع الجنسي لمطاردة المرأة.
مؤكدا أن سيدات الصعيد في الستينات من الطبقة المتوسطة كانوا يذهبن للمصيف وينزلن البحار.
وتساءل: من الذي حول المايوه إلى عار يجب التبرؤ منه؟ مؤكدا حديثه: نعم كانوا يملأون مصايف مصر بالمايوه.
تصريحات المعراج..
كان من المتوقع فعلا أن تأتي تصريحاته معتذرة أو مبررة ما قاله، لكنه زاد الطين بلة بما قاله حول تصريحات المعراج.
فلم نلبث أن ننتهي من الضجة الأولى حتى وجدنا تصريحات أخرى غريبة إلى حد كبير من نوعها لكن ليست غريبة عليه.
ففي حديث آخر قال عيسى أن قصة المعراج كاملة ما هي إلا قصة وهمية، “وهو ما ورد في السيرة والحديث”.
مؤكدا أن قصة المعراج اختلقها الشيوخ، متاجهلين الروايات التي تنفي حقيقتها، وأن ناقلي تلك القصص سلفيين الفكر.
ردود فعل ثانية..
بعد هذه التصريحات، بالطبع لم يسلم عيسى من النقد والهجوم و ردود فعل ثانية ضده من الوسط الفني والإعلامي.
ففي هذا الصدد أعلن الفنان مصطفى درويش عبر حسابه الشخصي على فيسبوك انسحابه من فيلم الملحد.
الذين كان من تأليف ابراهيم عيسى وذلك احتجاجا على أفكار الأخير حول إنكار قصة معراج النبي.
كاتبا: أسف جدا، أعتذر لكل فريق العمل، مش هكمل في القرف ده، مضيفا أن العمل محترم ولا يوجد به ما يدعو للإلحاد، لكن احتجاجا.
الأزهر يرد على المايوه والمعراج..
عن المايوه..
ومن جانبه رد علماء الأزهر على تلك التصريحات من خلال الدكتور عباس شومان عبر صفحته على فيسبوك: كذبت وافتريت، نساء الصعيد هن أمهاتنا وجداتنا ونفتخر بهن.
مضيفا: لم نر أي منهن ترتدي ما ذكرته ولا تستطع نطقه، انما يعرفن الثوب والشال والطرحة، ولا نعتقد أنك ستنجح في خداع الناس مرة أخرى بعدما انفضوا من حولك.
عن المعراج..
أما حول هذه التصريحات، قال الدكتور عباس شومان: من الغريب بعد قرون من إجماع علماء الأمة على حديثي الإسراء والمعراج أن يظهر لدينا من يشكك فيهم.
مضيفا أن لا يمكن وصف المشكك بهم إلا بالجهل المطبق أو رفض ما نطق به القرآن الكريم، مؤكدا كلامه بسورة حملت اسم حدث الإسراء “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا”
وعلى المعراج من خلال سورة النجم، مضيفا ما جاء من علماء الحديث والسير والتفسير، متسائلا: ماذا سيستفيد الناس من التشكيك بما استقر عليه الثقات عبر عصور الإسلام؟
المجلس الأعلى للإعلام
وخلال دقائق معدودة أعلن المجلس الأعلى للإعلام عن إعداد بشأن ما جاء عن الإسراء والمعراج في برنامج حديث القاهرة الذي يقدمه ابراهيم عيسى.
مطالبا بالابتعاد عن القضايا المثيرة للجدل والفتنة، احتراما للأديان السماوية وتعاليمها ونصوصها.
وحول هذا الهجوم أو الجدل الدائر حول قضية وهمية المعراج لم يصدر حتى الآن أي رد فعل أو تصريح من جانب ابراهيم عيسى.