أهم 5 أغراض شعرية في الأدب الجاهلي

أهم 5 أغراض شعرية في الأدب الجاهلي
الأدب الجاهلي

الشعر في الأدب الجاهلي، فقد جعلوه همهم وأولوه كبير اعتنائهم به، كما قد صبوا فيه مشاعر نفوسهم. 

واتخذوه فنهم الأدبي الأول، إذا كانوا قد صنعوا ذلك فإن الدارسين ألفوا وفرحوا، حين يدرسونه حتى أنهم يصنفوا قصائده في موضوعات كبرى حسب الهدف من القصيدة. 

 وما تحتويه في داخلها من أهم محتوياتها الموضوعية، وأطلقوا على هذا التقسيم اسم أغراض الشعر في الأدب الجاهلي. 

أغراض الشعر في الأدب الجاهلي 

انقسمت أغراض الشعر في الأدب الجاهلي إلى 10 أقسام وهما ما يلي. 

  1. المديح. 
  2. الفخر. 
  3. الحماسة. 
  4.  الهجاء. 
  5. الرثاء. 
  6. الغزل. 
  7. الاعتذار. 
  8. الشكوى. 
  9. الحكمة. 
  10. الوصف. 

المديح في الشعر الجاهلي  

 

المديح في الأدب الجاهلي، يعني به أن يذكر الشاعر مآثر رجل غيره، ويحدث عن صفاته المستحبة فيه وأفعاله المستحسنة منه.

ونحو ذلك من سائر ما يعتز به هذا الرجل في بيئته، ويعلو به قدره في مجتمعهم، وقد كثر هذا الشعر في الجاهلية، وقاله الشعراء في بدء أمرهم اعترافاً بفضل الممدوح.

وشكراً له على أياديه ونعمه، ولم يقصدوا من ورائه إلي كسب، ولم يسعوا إلي عطاء، كما ووظفه بعض الشعراء في حل مشكلات قبائلهم.

فكانوا يقصدون به زعماء القبائل يرجونه في نجدة أو يعينونهم في حرب، ويرحلون به إلي الملوك من الحيرة أو غسان يسعون في العفو عن أسراهم أو الاعتذار عن أخطاء قبائلهم.

ولكن في أخريات هذا العصر هناك شعراء قصدوا به الملوك لينالوا من عطاياهم مكرمة، ليكتسبوا به المال بل لم يتوقفوا عند قصد الملوك.

فكان منهم الأعشى والحطيئة اللذان مدحا به زعماء القبائل والأغنياء من الناس رغبة في المال الذي يعطونهم إياه. 

ومن أشهر شعراء المديح زهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، وأعشى قيس، وحسان بن ثابت، والحطيئة في شعرهم الجاهلي. 

الفخر في شعر الأدب الجاهلي

شعر الفخر في الأدب الجاهلي، هو الشعر الذى يتغنى فيه الشاعر بمزايا نـفسه وقدراته الفردية، وصفاته، وخلقه، وحسن تعامله مع الناس، وقد يذكر فيه أعمال فتوته ومغامراته مع النساء. 

ونحو ذلك من سائر يراه المجتمع أو يراه هو من خلال تقاليد المجتمع شيئا حسناً، حتى وإن خالف بعض تقاليد العصور التالية. 

ومنه الشعر الذي يُعلى به الشاعر ذكر قبيلته، ويوحد فيه شأنها عن طريق ما تخلق به أو تعوده من صفات، وأفعال تراها، ويراها الناس معها شيئاً طيباً.

وهذه الصفات الطيبة مثل كرم النسب، وشهامة النفوس، وكرم الخلق، وجراءة القلب، وظواهر ذلك فى الأفعال من نجدة بذل، وعفة، وشجاعة، ونحو ذلك من علامات الشرف والمجد. 

وقد كثر هذا الشعر حتى ما تكاد ترى شاعراً جاهلياً ليس له افتخار، وازدادت كثرته فى شعر الفرسان من أمثال مهلهل بن ربيعة وعنترة العبسي. 

وزعماء الصعاليك مثل عروة بن الورد، وتأبط شرا ونحوهما، كما زاد فى شعر الشعراء الفتيان من امثال طرفة بن العبد، والحادرة العبسى، وقيس بن الخطيم الأوسي، وغير هؤلاء كثيرون. 

ومن أمثلة الفخر القبلى قول معاوية بن مالك معود الحكماء: 

إني امرؤ من عُصبة مشهورة                                            خشد لهم مجد أشم تليد 

وإذ كلّ حَى نابت بأرْومة                                               نبت العضاة فماجد وكسيد 

ومن الفخر الفردى قول عنترة يمتدح خلائقه، وعفته، ونفسه قائلًا: 

ما استحت أنثى نفسها في موطن                                      حتى أوفي مهرها مولاها 

إلى امرؤ سمح الخليقة ما جد                                      لا أتبع النفس اللجوج هواها

 الحماسة في الشعر الجاهلي

شهر الحماسة في الأدب الجاهلي، وهو الشعر الذي تذكر فيه أحاديث الحرب بمواقف الأبطال فيها، أو وصفاً لوقائعها الشديدة، وآلاتها القوية. 

على حسب كانت الأحاديث عنها داعية للحث عليها والثبات فيها أو الإغراء بها أو نحو ذلك مما يصل بأسبابها، ويدفع إلى إثارته لا إلى النفرة منها. 

ولأن الإنسان العربي في جاهليته عاش حياته مستعداً للحرب متهيئاً لها عادياً على غيره أو معدواً عليه كثر حديثه عن الحرب ومواقفه فيها وتعييره غيره بالنكوص عنها أو الفرار منها. 

 عمرت بهذا الشعر دواوين الشعراء الفرسان من أمثال عنترة العبسي وعامر بن الطفيل العامري وعمرو بن معد يكرب الزبيدي، ولم يكن يخل من هذا الشعر ديوان شاعر أو مجموعة قصائد. 

ومن أمثلة هذا الشعر قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي:  

أعددت للحرب فضفاضة                                              دلاها تنثي على الراهش

الهجاء في الشعر الجاهلي 

شعر الهجاء في الأدب الجاهلي، أصحابه لم يستخدمة إلا قليلاً منهم فلم يتناولوا أي من أغراضه، ولم يهتموا في الصفات الموجودة فيه.

وإنما لجأوا في كثير من الصور إلى تجريد المهجو من الصفات الفاضلة،وذلك لكي ليلبسوا صفة ردينة غير مقبولة في مجتمعه.

ومن أمثلة ذلك قول النابغة الذبياني، يهجو زرعة بن عمرو بن خولید يقول: 

أرأيت يوم إنا اقتسمنا خطيئتنا                                بيننا تحت العجاج لما شققت غباري 

فلتأتيك قصائد وليد فعن                                             جيشًا اليك قوادم الأكوار 

رهط ابن كور محقى أدراعهم                                        فيهم ورهط ربيعة بن حذار  

ومن نماذج الهجاء المقذع قول الجميح الأسدي يهجو العامريين:

يمرج جاراستها إذا ولدت                                        يهدر من كل جانب خصم 

الرثاء في الشعر الجاهلي

شعر الرثاء في الأدب الجاهلي، وهو الشعر الذي يتجمع فيه البكاء على الموتى، ويذكر فيه ما كان أو يتصف به من محامد وما كان يصنع لنفسه ولغيره من خيرات.

وما كان يبنيه لأهله من أمجاد وما فقد بموته من تلك الملامح الطيبة والصفات الحميدة، وأحياناً ما كان الشاعر يبكى فى شعره الميت.

ويتفجع عليه ويصف حال الناس، وحاله عند شعوره بفقده من أن يهتم بصفات يذكرها للميت، فيصير الرثاء لأحوال الأحياء وفجائعه في موتهم وحسب. 

وقد كثر الرثاء في المأثور من الشعر الجاهلى كثرة أملتها ظروف الحياة القلقة و المتحاربة التى عاشها إنسان الجاهلية، وكانت كثرته في شعر النساء وظواهر اللوعة فيه.

وكانت الخنساء وجليلة بنت مرة من أشهر من عُرفن بهذا الشعر؛ ومن نماذجه قول النابغة يرثى حصن بن به القزاری يقول: 

يقولون: حصن ثم تأبَى نُفُوسِهُم                                       وكيف يحصن والجمال جُنُوح 

 ولم تلفظ الأرضُ القَبُورَ وَلَمْ تَزَلْ                             نجومُ السَّماء والأديم صحيح   

 فعما قليل ثمّ جَاشَ نَعِيه                                       قبات ندى القوم وهو ينوح 

ولم يخل الشعر الجاهلى من ظواهر فى رثاء الممالك والأمم السابقة، وأن يكن ذلك قليلاً فيه لكن مجرد وجوده يدل على عراقة هذا الموضوع في الأدب العربي

ومنه يقول الأسود بن يعفر النهشلي: 

أهل الخورنق والسدير وبارق                             والقصر فى الشرفات من سنداد 

أرضا تخيرها لدار أبيهم                                       کعب بن مامة وابن أم دؤاد 

نزلوا بأنقرة يسيل عليهم                                       ماء الفرات يجيء من أطواد