الأسطورة بين رؤية السينما والواقع الحقيقى

الأسطورة بين رؤية السينما والواقع الحقيقى

بقلم : إسلام يوسف

يعد مسلسل الأسطورة للفنان محمد رمضان واحدا من أهم أعماله الدرامية الموسمية التى تعرض فى رمضان من كل عام ، يتناول المسلسل عدة جوانب فى المجتمع المصرى منها جانب الوظيفى فى الهيئات العليا كالقضاء ، إضافة إلى الجانب الأسرى وعلاقة الزوجة مع أهلها وأهل زوجها ، ومشكلة الفقر مع وجود العلم والتحول إلى غول ضد من يواجهه ، فكرة طبقات الكفاءة الزواج .

يبدأ المسلسل بحكاية اسرة مكونة من أربعة أفراد هم الأم وولدين من الذكور وبنت ، الأم ربة منزل متوسطة الحال والابن الأكبر حداد ورشة لصناعة الخرطوش والسلاح النارى غير المرخص بتمرير ودعم من عصابة لترويج تلك المنتجات ، الابن الأصغر طالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق الأول على دفعته ثلاثة سنوات وهو فى سنة التخرج وقد حصل على تقدير تراكمى امتياز يحب فتاة من أسرة راقية ابيها رجل أعمال ليس همه سوا المال تقدم ناصر لخطبتها من أهلها ولكن الصدمة وعدم الكفاءة فى ميزان الزواج جعل أهلها يفيضوا به انتقاصا لكرامته ومن مستوى أهله الإجتماعى كيف لابنة المليونير أن تناسب ابن حارة فقير فنهمر بالبكاء ليقف على حقيقة أهله ومن هنا بدأت قصة المسلسل ، ثم تلقى الضربة الثانية عندما تقدم لمسابقة النيابة العامة لتعين أوائل الدفع وهو أحق بالتعيين ليصعق عندما تم قبول المقابلة الشخصية واجتياز الأسئلة ولكن نقطة الفصل هى الضمان المالى لتولى تلك المناصب حال دون حصوله على أمنية حياته وأمنية أسرته وهو واقع مرير فى المجتمع لشاب عبقرى لا يجد فى تعليمه الفرصة التى درس من أجل حلمه عندما يصل إلى نقطة الحلم يجده سراب منهمرا .

الابنة سماح متزوجة من أسرة معادية لأسرة أخوتها بسبب الورش الحدادة التى كانت لدى الأسرتين وصراع بينهم من تكون له نصيب الأسد عند تجار السلاح والعجيب والمثير للجدل هى انضمامها إلى صف زوجها على حساب مصلحة أخواتها فقد علمت بتآمر أسرة زوجها على أخوها ورغم ذلك تم ضربها لكى لا تبغ أخيها بما سمعته فنفذت وعد زوجها وتقبل الإهانات أم زوجها وتحكيرها لها فهل هنا طاعة الزوج واجب على طاعة الأهل وبين الطرفين نار يفتح وتغلق من حين إلى أخر هل الزوجة إذا وقفت مع زوجها فى صراع مميت مع أهلها ألم تخسر أهلها وسندها فى الحياة وتكون مكسورة الجناح إذا حدثت لها شىء من أهل زوجها ؟ تناقد وجدناه فى تلك القضية للفطرة الإجتماعية بين الزوجة وعلاقتها بأهلها وعلاقتها بزوجها وأهل زوجها .
ثم الحبكة الدرامية فى مقتل الابن الأكبر رفاعة الدسوقى ويتولى المنافسة سلف سماح عصام النمر السوق فى تجارة السلاح والدعم من رجال العصابة وأصبح ناصر الابن الأصغر والوحيد هو رب الأسرة الكبيرة أم وأبناء أخيه الثلاثة واخته وزوجة أخيه وهو رجل تربى على العلم لم يكتفى منافسه بقتل أخيه بل عمد إلى الإبلاغ عن ناصر وعمه وخاله أنه تجار سلاح وتمت مداهمة الورشة وضبط أسلحة غير مرخصة بالمكان وعمل قضية تجارة سلاح وحكم عليهم بالسجن مابين 15عاما إلى سبع سنوات لأنهم لا طرف لهم بإدارة الورشة لأنها كانت مسجلة باسم رفاعة الدسوقى ، فظهر عبرقية رجل العلم فى القانون وهو ناصر الذى تم القبض عليه ليلقن المحامى الدفاع الكلمات التى سيقولها للمحكمة وتم الطعن على الحكم وأتوا بفاعل شكلى لشهادة بأن المضبوطات كانت تخصه وتم قبول الطعن وحكمت المحكمة بالبراءة لنصار وعمه وخاله من القضية المنسوبة إليهم .

أثناء فترة السجن تعرف ناصر على طرف خيط فى شبكات العصابات وهو سلماوى الذى تم الإطاحة به من تلك العصابة لتولى أحد بدل منه فكون ناصر وسلماوى صداقة ووعد شرف بالثأر من الجميع ، هنا تحول شخصية رجل العلم إلى رجل فساد وتدنى أخلاقى وهو أسوء أنواع الجريمة فى المجتمع ثلاث إذا اتيحت لهم الدنيا الويل لمن وقف أمامهم ( فقير إذا اغتنى – رجل علم فسد خلقه – حليم إذا غضب من الظلم الذى وقع عليه )
لم يجد ناصر سبيل إلا أن ينضم بغابة الوحوش ليس بماله ولكن بذكائه فتوغل فى صناعة السلاح بدل ما كان أخوه يبيع 55قطعة باع هو 15ألف قطعة والأثار والمخدرات حتى ظهر إلى المجتمع أنه الرجل الأول فى الإقتصاد لدى العصابة ، وكل هذا ولم ينسى ما فعلته ابنة رجل الاعمال فيه فقرر بطريق غير مباشر الدخول لأسرتها عن طريق أخت زوجها ابن أحد الوزراء لتزاوج السياسة مع المال وهنا رسم دور الرجل المهذب ذو أخلاق ومبادىء ليرسم الدور على الجميع باشتراك ابنة الوزير بالكذب على أهلها انه متزوج من امرأتين وهى الثالثة فوافقت من أجل ماله ومن أجل أنها كانت متزوجة قبل ذلك ، ليجد حبيبته زوجة أخ زوجته فى مشهد الند للند رفضتمونى لأنى كنت فقير جئت إليكم اليوم مشارك نفس الأسرة التى فضلتموها على إنها أسرة وزير وابنه شمام هروين الذى تزوج من حبيبته ليصبح التدنى الأخلاقى للجميع سواء فقير أو غنى .

أختتم حديثى بقول لبطل المسلسل : ” اتقى شر متعلم فاسد ” ليتفوق على خبراء الإجرام فى التهرب والافلات من القانون ، ويسبقهم بألف خطوة قبل أن ينفذوا شىء ضده تلك هى رسالة وجهها مخرج المسلسل للدولة برعاية العباكرة قبل أن ينضموا إلى شبكات الإجرام بدافع الانتقام من الدولة .