
يعرّف الاحتراق الوظيفي بأنه حالة من الإرهاق وفقدان الحماس والاهتمام بالعمل، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية وعلى أداء العاملين في مختلف الوظائف.
فما هي أبرز علامات الاحتراق الوظيفي وكيف يمكن التعامل مع أعراضه، وهل يمكن للموظف ان يشخص نفسه بهذه الحالة؟
أسباب الاحتراق الوظيفي
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على معدل رضا الموظفين ومنها:
العلاقة المتوترة مع المدير المباشر:
وذلك لما للمدير المباشر من تأثير بالغ الأهمية على موظفيه، فهو قادر على زعزعة ثقة الموظف بنفسه، وعلى تشويه علاقته الإيجابية مع عمله، وذلك بمجرد توجيه نقد لاذعله.
عبء العمل: فالموظف الذي يُطلب منه انجاز مهام ضخمة جداً بعدد ساعات قليل، يجعل ذلك منه دائم التوتر والتعب والضغط النفسي، وبعد ذلك يصبح عرضة للإحتراق الوظيفي.
الأجر الشهري: ان شعور الموظف عدم الرضا عن انخفاض أجورهم الشهرية، يدفعهم الى الشعور بأن اجورهم لا تتناسب مع جهدهم المبذول فيفقدون بذلك الحافز للعمل.
العمل الروتيني: حيث يخلق العمل الروتيني والجامد والمحدد بقواعد معينة، إحساساً بالضيق النفسي لدى الموظف، فلا يترك لديه مجالا للإبداع والإبتكار والتجديد، وإضافة لمساته الخاصة للعمل.
علامات الاحتراق الوظيفي
يبدأ الاحتراق الوظيفي عندما ينتقل الموظف من مرحلة استمتاع واداء عال في العمل، الى مرحلة من الفتور وانعدام الدافعية فيصبح غير قادر مطلقاً على التأقلم مع ظروف عمله، ويتحول الى شخص إنعزالي او تهكمي في تعاطيه مع الأخرين.
الشعور بالإرهاق الشديد وانعدام الحافز:
حيث يشعر الموظف دائماً بالتعب الجسدي والنفسي، كما يشعر بأن يومه طويل للغاية ولا ينتهي، فيعاني من المشاعر السلبية كالرفض والشكوى والتذمر، وعدم القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
إضافة الى انخفاض الأداء بصورة ملحوظة مع ما يرافق ذلك من تشتت التركيز، وتناقص القابلية للعمل والعطاء.
العصبية واللامبالاة:
حيث يبدأ الموظف بالشعور بأنه غير قادر على الجدال كما السابق، وبأن ليس هناك شيء يستحق النقاش والدفاع عنه، إضافة الى تبنيه لردود فعل عدوانية وعصبية ومبالغ فيها.
عدم التوازن والمشكلات الصحية:
عندما يشعر الموظف بعدم الرضا عن عمله، يتحول لديه العمل الى هاجس.
فيبدأ بالعمل خارج اوقات العمل وبذلك يخسر استقراره في العمل وفي المنزل، ويصبح تعيساً ومكتئباً، اضافة الى المشكلات الصحية التي قد تعترضه نتيجة الضغط النفسي الذي يتعرض له.

علاج الإحتراق الوظيفي
يمكن للموظف الوقاية من الإحتراق الوظيفي وإستعادة شغفه وطاقته للعمل من خلال اتباع النصائح التالية:
الإبتعاد عن الأشخاص السلبيين: وهم الأشخاص الذين يحبطون العزيمة ويعتقدون ان هذا العمل لا فائدة منه، فيصل بك الأمر الى تدهور نفسيتك.
كن اجتماعياً في العمل: وذلك من خلال تكوين صداقات مع الأشخاص في مكان عملك والتحدث إليهم، مما يهون عليك وقت العمل ويخفف من أعراض الاحتراق الوظيفي.
الإستراحة والإستجمام: وذلك من خلال استغلال العطلة بطريقة تعيد لك حيويتك ونشاطك، كما عليك التأكد من الحصول على قدر كاف من النوم لأن قلة النوم تؤدي الى الملل والإرهاق والتعب.
أعد ترتيب أولوياتك، أي إعادة التوازن لبرنامجك اليومي، فلا تسمح للعمل بالتغلب على متطلبات راحتك والتزاماتك الدينية والإجتماعية.
راقب تغييرات حالتك المزاجية والنفسية: انتبه لأي تغييرات في حالتك النفسية والمزاجية، وبادر بدفعها من خلال ممارسة رياضة المشي، او التنزه او طلب المساعدة والدعم من الأصدقاء والأسرة.
التعليقات