الذكاء الاصطناعي في التعليم.. الفرص والتحديات
أصبح الذكاء الاصطناعي في التعليم مثل غيره يلعب دوراً رئيسياً في كافة مجالات الحياة في عصرنا الحالي وذلك بفضل التطور التكنولوجي الهائل والذي أصبح قادر على القيام بأعمال تحاكي العقل البشري تماما.
وكما شاهدنا الإنسان الآلي ” صوفيا” وقدرتها على بناء علاقات شبه حقيقية مع البشر، والربوت ” نوماد” ومهمته في البحث والاستكشاف عن المناطق البعيدة في القطب الجنوبي وتحديد أماكن النيازك وغيره.
وبالرغم من ذلك لكن ينتاب البشر القلق من هذا التطور، وفي هذا الضوء سنسلط الضوء على الفرص والتحديات من استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
تعريف الذكاء الاصطناعي
هو قدرة الحواسيب والآلة الرقمية على القيام بمهام مثل العقل البشري كالقدرة على التفكير والتعلم وإتخاذ القرارات وتنفيذها وفقا للمهام المحددة لها، والاستفادة من التجارب السابقة التي تحتاج إلى حسابات ذهنية.
لم يكن الذكاء الاصطناعي وليد العصر، ولكن ظهرت كلمة روبوت عام 1921 لأول مرة في مسرحية روبوتات للكاتب التشيكي ” كارل تشابيك”.
شهد عام 1950 اختبار تورينج وهو أول اختبار يتم إجراؤه لقياس قدرة جهاز الكمبيوتر على القيام بأعمال تحاكي عقل الإنسان، وعلى إثر ذلك تم إنشاء أول برنامج للذكاء الاصطناعي على يد العالم ” كريستوف ستراشي.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم
تتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم لأغراض مختلفة مثل البحث، وإعداد محتوى تعليمي، وكتابة الأبحاث والقصص وسردها، وإنشاء فيديوهات تعليمية وغيره، ومن هذه البرامج ما يلي:
– تطبيق دولينجوو الذي يستخدم لتعلم اللغات، وتخصيص الدروس لكل دارس.
-تطبيق سمارت ايد ويعمل على تخصيص المحتوى العلمي للكتاب المدرسي والمواد الدراسية بطريقة سهلة.
-تطبيق فرنت فو يقدم مهام متنوعة منها إعداد تقارير حول مستوى تقدم الطلاب.
مميزات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم
– تصميم الكتاب المدرسي بمحتواه العلمي تمكين ذوي الهمم من تطوير مهاراتهم وقدراتهم وزيادة رغباتهم في التعلم بأساليب تناسبهم.
– يستخدم في التصحيح الإلكتروني ويوفر المزيد من الوقت والجهد والتكلفة.
– يساعد في تطوير المقررات التعليمية ومعالجة عيوب الممارسات التدريسية والإدارية.
– يساعد على حفظ البيانات والمعلومات مما يسهل الحصول عليها عند الحاجة.
– يمكن الطلاب من تلقي العلوم في أي وقت وأي مكان، وخاصة في أحلك الظروف كما رأينا في فترة انتشار وباء كورونا في أواخر عام 2019.
– تساعد الطالب في وضع النقاط على الحروف من خلال معالجة نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة ،وتقدم له مرشد افتراضي يتابع معه.
التأثيرات السلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم
-عدم الإلمام بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة بسبب اللجوء إلى التطبيقات المختلفة مثل مايكروسوفت ورد، وشات جي بي تي وغيره.
– الاعتماد بشكل كبيرعلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة في الدراسة وإهمال المحتوى العلمي.
– إدمان الإنترنت والاستخدام المفرط للتكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل سيء قد يؤدي إلى مخاطر التعرض لبعض الأمراض الاجتماعية والنفسية والعضوية.
– الرغبة في العزلة مما يؤثر على مهارات التواصل لدى الطلاب، ويؤثر على اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
– الخوف والقلق الناجم عن عدم الحفاظ على خصوصية بيانات الطلاب والمؤسسات التعليمية.
– الذكاء الاصطناعي في التعليم يتميز بوجود رقابة يمكن الطلاب من اللجوء إلى مشاهدة المواقع الإباحية وينجم عن ذلك سوء وفساد الأخلاق.
تحديات الذكاء الاصطناعي
– فقدان العديد من الوظائف والأيدي العاملة.
– عدم تطور البنية التحتية الرقمية وجاهزيتها للتطور التكنولوجي وخاصة في المناطق النائية والقرى وغيره.
– ضعف العلاقات والروابط الاجتماعية بين الأخرين في الواقع وتقوية العلاقات الافتراضية.
– قلة المتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي المختلفة.
– وجود تفاوت في المرتبات مابين الوظائف التي تعتمد على العنصر البشري والوظائف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
– مسألة الخصوصية وسرية البيانات مثل برامج الهاكرز وغيره.
آليات مواجهة تحديات للذكاء الاصطناعي
– نشر التوعية والتثقيف بين الجميع بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومخاطره وتحدياته وتثقيف المستخدمين والعملاء حول كيفية حماية بياناتهم الشخصية وتخزينها.
– ضمان ثقة الجمهور العام لاستخدام هذه التقنيات.
– تعاون المنظمات الدولية المختلفة مع الشركات الكبيرة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم لصياغة مجموعة من المبادئ والإرشادات والأطر التنظيمية للعمل بها عند استخدام برامج الذكاء الاصطناعي.