الذكاء الاصطناعي..هل سنصبح عبيدًا للآلات؟
يعد الذكاء الاصطناعي من أهم مخرجات الثورة الصناعي الرابعة، حيث يستخدم في العديد من المجالات الاقتصادية والعسكرية والتقنية والصناعية والتطبيقات الطبية، مما أدى إلى حدوث تغييرًا جذريًا في حياة الإنسان، ووفقًا لما نراه من تطور تكنولوجي، وما يشهده العالم من تغيرات في ظل الثورة الصناعية الرابعة، فسيكون هو المحرك الأساسي للتقدم والنمو خلال السنوات القادمة.
وقد اعتادت المملكة العربية السعودية الخروج عن السرب، وعدم انتظار المستقبل، بل التوجه إليه، واستباق التحديات في محاولة إجاد الحلول الملائمة للوصول إلى مبتغاها، وهذا ما يفسر توجهها نحو الثورة الصناعية والتي من أهمها الذكاء الاصطناعي باعتباره لغة المستقبل.
وأتخذت الدولة عدة إجراءات لتفعيل تطبيقاته على كافة المستويات، حيث عملت على تطوير القدرات المحلية، والكفاءات العلمية والمتخصصة، كما قامت بتدريب موظفي الحكومة من خلال عمل دورات لهم في علم البيانات، وتم نشر ثقافة الذكاء الاصطناع بين أفراد المجتمع.
ماهية الذكاء الاصطناعي؟
لمعرفة ماهية الذكاء الاصطناعي، يتوجب علينا التعرف على الذكاء البشري أولًا، فهو الذي يعتمد على القدرات العقلية، والقدرة على حل المشاكل، والتخطيط، والاستنتاج، والاستفادة من التجارب والخبرات.
بينما الذكاء الاصطناعي فهو محاكاة للذكاء البشري عن طريق برامج للحاسب الآلي قادرة على فهم طبيعته، وينتشر حاليًا في كل مكان، كما شهدنا تطبيقاته في صناعة سيارات ذاتية القيادة ، وطائرات بدون طيّار…
ويستخدم أيضًا في مجالات الاستثمار وغيرها من التطبيقات الأخرى.
الذكاء الاصطناعي فرصة أم تهديد؟
تلك التكنولوجيا التي تثير الجدل و التساؤلات، هي ثورة حقيقية تعصف بالعالم، وتُحدث تغييرات جذرية في مختلف المجالات، فما هي فوائد هذه التكنولوجيا؟ وكيف تُساهم في تحسين حياتنا؟
- تحسين كفاءة الأعمال: يُمكنه اتمتة العديد من المهام المتكررة، مما يُساعد على تحسين كفاءة الأعمال وزيادة الإنتاجية، كما يُمكنه تحليل البيانات بشكل دقيق وتقديم تنبؤات مُفيدة، مما يُساعد الشركات على اتخاذ قرارات أفضل.
- تعزيز الابتكار: يُقدم أدوات جديدة تُساعد على تعزيز الابتكار في مختلف المجالات، على سبيل المثال، يُمكن استخدامه لتطوير أدوية جديدة، أو تصميم منتجات مُبتكرة، أو تحسين الخدمات المقدمة للعملاء.
- تحسين جودة الحياة: يعمل على تحسين جودة الحياة في مختلف المجالات، حيث يُمكن استخدامه لتطوير أنظمة رعاية صحية مُتقدمة، أو تحسين التعليم، أو توفير خدمات ذكية في المنازل.
- حل بعض التحديات العالمية: يُمكنه لعب دور هام في حل بعض التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، والفقر، والجوع. على سبيل المثال، يُمكن استخدامه لتطوير تقنيات جديدة تُساعد على تقليل انبعاثات الكربون، أو تحسين الزراعة، أو توفير خدمات غذائية مُستدامة.
- خلق فرص عمل جديدة: يُتوقع أن يخلق ملايين الوظائف الجديدة في مختلف المجالات، حيث ستحتاج الشركات إلى متخصصين في تطوير وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وخبراء في تحليل البيانات، ومُبرمجين لتصميم تطبيقات جديدة.
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
تم عقد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في يومي 21_22 أكتوبر 2020، والتي قامت بتنظيمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي”سدايا”، وكانت تجمع صناع القرار، والمختصين، والأكاديمين، والخبراء في القطاعات الحكومية والخاصة، وكل الجهات المختصة، بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة، ورجال الأعمال، تحت شعار” الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”.
تناولوا في القمة إمكانية استخدامه على أفضل وجه لبناء مستقبل أفضل للجميع، وذلك سوف يعود بالنفع على المهتمين، وصنّاع القرار، ويمكّنهم من الاستفادة من هذا التطور لخير البشرية.
وقد قام ولي العهد الأمير محمد بن سليمان خلال القمة العالمية بدعوة كل الحالمين في العالم لكي ينضموا إلى المملكة التي تحاول جاهدة أن تحتضن الذكاء الاصطناعي وتكون مركزًا له.
وعبر عن رأيه حول أهميته في مواكبة التحديات المستقبلية، خاصًة أن القمة تزامنت مع جائحة كورونا، والتي أبرزت أهمية هذه التقنيات في مجابهة الخطر البيولوجي، وتشخيصه في المراحل الأولى، كما يعد ركيزة في التحوّل لتحقيق رؤية 2030.
تحديات الذكاء الاصطناعي..ثورة تقنية أم مخاطر جمة؟
بينما ينبهر العالم بإنجازات الذكاء الاصطناعي، تخفي هذه التقنية الثورية تحديات جمة يجب مواجهتها، ومن أمثلة تلك التحديات:
- التحيز:
تُشكل خوارزمياته انعكاسًا للمجتمع الذي نشأت فيه، بما في ذلك تحيزاته، وقد يؤدي ذلك إلى تمييز غير عادل ضد مجموعات معينة من الناس، مثل النساء والأقليات.
- البطالة:
تُهدد هذه التقنية وظائف كثيرة، خاصةً تلك التي تعتمد على مهام روتينية.
- الأمن السيبراني:
تُشكل أنظمته أهدافًا مغرية للقراصنة، الذين يمكنهم استغلالها لشن هجمات مدمرة.
- الشفافية:
تعتمد خوارزمياته على عمليات معقدة يصعب فهمها، مما يثير مخاوف بشأن شفافية اتخاذ القرارات.
- الأخلاقيات:
تُثير تقنياته، مثل التعرف على الوجه، تساؤلات أخلاقية حول الخصوصية والمراقبة.
- التحكم:
يُثير مخاوف بشأن التحكم والسيطرة على المجتمع.
- الهوية الإنسانية:
يُمكن أن تؤدي الاعتمادية المفرطة على الذكاء الاصطناعي إلى إضعاف المهارات الاجتماعية والإبداعية، مما يُهدد الهوية الإنسانية.
كيف تطورت تقنية الذكاء الاصطناعي؟
عام 1950، قام العالم آلان تورنج بنشر ورقته البحثية والتي بعنوان” آلات الحوسبة والذكاء”، حيث درس مدى إمكانية قيام الآلات بالتفكير، وصاغ فيها مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة، وعرضه كمفهوم نظري وفلسفي.
بين عامي 1957 و 1974 طور العلماء من خوارزميات تعلّم الآلة “ML”، كما قاموا بتطورات في الحوسبة لأجهزة الكمبيوتر، مما جعلها تعمل على تخزين المزيد من البيانات، ومعالجتها بشكل أسرع.
وطبقًا للتقدم السريع الذي شهدناه في هذا المجال، قامت وكالة مشروعات البحوث المتطورة الدفاعية”DARPA” بإنشاء صندوق لأبحاث ال “AI”، وكان الهدف الرئيسي من الورقة البحثية هو معرفة إذا كانت أجهزة الكمبيوتر قادرة على نسخ اللغة المنطوقة وترجمتها أم لا.
خلال الثمانينات من القرن العشرين، تم التوسّع في مجموعة الأدوات الخوارزمية التي يستخدمها العلماء في الذكاء الاصطناعي، ونشر ديڤيد روميلهارد وجون هويفيلد أبحاثًا عن تقنية التعليم العميق، والتي أوضحت أن أجهزة الحاسوب يمكن أن تتعلم من التجربة.
من عام 1990 إلى 2000، حقق العلماء خلال هذه الفترة العديد من أهداف التقنية، حيث تمكنت البرامج من أداء المهام المعقدة، كما توفرت العديد من بيانات الحوسبة، وأصبحت القدرة على المعالجة تتزايد في العصر الحديث مقارنةً بالسنوات السابقة.
فرص وظائف مجال ال”AI”..ثورة تقنية تخلق فرصًا هائلة
يشهد مجال (AI) نموًا هائلًا في جميع أنحاء العالم، مما يخلق فرصًا وظيفية جديدة ومثيرة للاهتمام في مختلف المجالات، ووفقًا لتقرير لشركة “ماكينزي” العالمية، فمن المتوقع أن تكون القيمة الاقتصادية الناتجة من تطبيقه تتراوح بين 17 و 26 دولار أمريكي، وهذا يزيد من فرص العمل في المجال.
وتتنوع مجالات العمل فيه بشكل كبير، وتشمل:
- مهندسو التعلم الآلي: مسؤولون عن تصميم وتطوير الخوارزميات الذكية التي تُستخدم في مختلف التطبيقات، مثل معالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، والروبوتات.
- علماء البيانات: مسؤولون عن جمع وتحليل البيانات الضخمة، واستخلاص المعلومات القيمة منها، واستخدامها في تحسين العمليات واتخاذ القرارات.
- مهندسو البرمجيات: مسؤولون عن كتابة وتطوير البرامج التي تُستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
- الباحثون: مسؤولون عن تطوير نظريات وأساليب جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
- المُحللون: مسؤولون عن تقييم وفهم احتياجات الأعمال، وتحديد أفضل الحلول التي تلبي هذه الاحتياجات.
ما هي المهارات المطلوبة للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي؟
تختلف المهارات المطلوبة للعمل حسب نوع الوظيفة، لكن بشكل عام، يجب على المهتمين بهذا المجال أن يمتلكوا:
- مهارات قوية في البرمجة.
- معرفة جيدة بعلوم البيانات والتعلم الآلي.
- مهارات حل المشكلات وتحليل البيانات.
- مهارات التواصل والعمل الجماعي.
- إبداع وابتكار.
كيف يمكنك الحصول على وظيفة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
هناك العديد من الطرق للحصول على وظيفة في هذا المجال، إليك بعض النصائح:
احصل على التعليم والتدريب المناسب: يمكنك الحصول على شهادة جامعية في علوم الحاسوب أو الرياضيات أو الهندسة، أو يمكنك الحصول على شهادات مهنية في مجال “AI”.
تعلم لغات البرمجة التي تُستخدم في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل Python و R
انضم إلى مشاريع مفتوحة المصدر أو قم بتطوير مشاريعك الخاصة في هذا المجال.
احصل على خبرة عملية: ابحث عن فرص للتدريب أو العمل التطوعي في مجاله.
ابحث عن فرص العمل في هذا المجال على مواقع التوظيف مثل LinkedIn و Indeed.