أعراض الزهايمر وطرق الوقاية منه

أعراض الزهايمر وطرق الوقاية منه
الزهايمر

مرض الزهايمر هو حالة دماغية تؤدي إلى تدهور تدريجي في مهارات الذاكرة، والتفكير، والتعلم، والتنظيم، ويؤثر في النهاية على قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية الأساسية، ويُعد هذا المرض هو السبب الأكثر شيوعاً للخرف.

الفرق بين الزهايمر والخرف Dementia

الزهايمر هو مرحلة سابقة للخرف، حيث أنه في نهاية الزهايمر قد يصل الأمر إلى الإصابة بالخرف، ويصف الخرف حالة الوظيفة العقلية للشخص، وهو ليس مرضاً محدداً، ويُعرف بأنه انخفاض في الوظيفة العقلية من مستوى أعلى سابقاً، ويكون شديداً بما يكفي للتدخل في الحياة اليومية، ويعاني الشخص المصاب بالخرف باثنين أو أكثر من هذه الصعوبات المحددة:

  • انخفاض في الذاكرة.
  • عدم القدرة على التعامل مع المهام المعقدة. 
  • مشاكل في اللغة وفهم الشكل المرئي.
  • تغيرات في السلوك والشخصية.

يتراوح الخرف في شدته حيث أنه في المرحلة الأولى الخفيفة يكون الانخفاض في الأداء العقلي طفيفاً، ويتطلب بعض المساعدة في المهام اليومية، بينما في المراحل الشديدة يعتمد الشخص المريض على الآخرين كلياً للمساعدة في المهام اليومية البسيطة.

يتطور الخرف عندما تؤثر العدوى أو الأمراض على أجزاء الدماغ المرتبطة بالتعليم، أو الذاكرة، أو اتخاذ القرارات، ومرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للخرف حيث يمثل ما لا يقل عن ثلثي حالات الخرف لدى الأشخاص الذين يبلغون 65 عاماً فأكثر.

على من يؤثر ألزهايمر؟

يؤثر مرض الزهايمر بشكل رئيسي على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً وكلما زاد العمر زادت احتمالية الإصابة، ويصاب بعض الأشخاص بالمرض قبل سن 65 عاماً عادة في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، وهذا ما يُسمى بداء الزهايمر المبكر الذي يُعد نادر الحدوث، حيث أن أقل من 10% من حالات الإصابة بالمرض تبدأ مبكراً.

مدى انتشار مرض ألزهايمر

مرض الزهايمر شائع ويؤثر على ما يقرب من 24 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويعاني شخص واحد من كل 10 أشخاص أكبر من 65 عاماً وما يقرب من ثلث الأشخاص الأكبر من 85 عاماً بهذه الحالة.

مراحل ألزهايمر

لا يوجد شخصان يعانيان من مرض الزهايمر بنفس الطريقة، وتتطور الحالة خلال المرض بسرعات مختلفة، ولن تحدث كل التغيرات في كل الأشخاص، وهناك بعض المنظمات التي قامت بتقسيم مراحل المرض من حيث الخرف إلى:

1- مرض ألزهايمر قبل الإكلينيكي.

2- زهايمر بسبب ضعف الأدراك الخفيف MCI.

3- الخرف الخفيف بسبب ألزهايمر.

4- الخرف المعتدل الناتج عن ألزهايمر.

5- الخرف الشديد بسبب ألزهايمر.

وهناك نطاق أوسع لتقسيم مراحل المرض إلى لطيف، ومعتدل، وشديد، أو إلى مبكر، ووسط، ومتأخر.

أعراض ألزهايمر

1- أعراض المرحلة الخفيفة من خرف ألزهايمر: تصبح أعراض المرض ملحوظة في المرحلة الخفيفة، وأكثر الأعراض المبكرة شيوعاً هي نسيان المعلومات المكتسبة حديثاً خاصة الأحداث، والأماكن، والأسماء الأخيرة، وتشمل العلامات والأعراض الأخرى لمرض ألزهايمر الخفيف ما يلي: 

  • صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة للتعبير عن الأفكار.
  • فقدان الأشياء أو وضعها في غير مكانها أكثر من المعتاد.
  • صعوبة في وضع خطط أو التنظيم.
  • صعوبة في حل المشكلات.
  • استغراق وقت أطول لإكمال المهام اليومية الروتينية.

لا يواجه معظم الأشخاص في المرحلة الخفيفة من المرض مشكلة في التعرف على الوجوه المألوفة ويمكنهم عادة السفر إلى أماكن مألوفة.

2- أعراض المرحلة المتوسطة لمرض ألزهايمر: عادة ما يكون مرض ألزهايمر المتوسط أطول مرحلة ويمكن أن يستمر لسنوات عديدة، وعادة ما يحتاج الأشخاص في المرحلة المتوسطة من المرض إلى الرعاية والمساعدة، وقد يعاني الأشخاص في تلك المرحلة من الآتي:

  • زيادة في فقدان الذاكرة، والارتباك، وغالباً ما ينسى الأشخاص الأحداث أو التفاصيل المتعلقة بحياتهم مثل رقم الهاتف والأماكن.
  • ارتباك متزايد حول أي يوم من أيام الأسبوع هو، وفي أي موسم، ومكان الوجود.
  • صعوبة في التعرف على الأصدقاء والعائلة.
  • تكرير القصص، أو الأفكار، أو الأحداث التي تدور في أذهانهم.
  • صعوبة في حل الرياضيات البسيطة.
  • الحاجة إلى المساعدة في الرعاية الذاتية مثل الاستحمام، والعناية الشخصية، واستخدام المرحاض.
  • الاكتئاب، أو اللامبالاة، أو القلق مع تقدم المرض.
  • وجود شكوك لا أساس لها حول العائلة أو الأصدقاء.
  • سلس البول أو البراز.
  • اضطراب في النوم.
  • التجول بعيداً عن مكان المعيشة.

3- أعراض المرحلة الشديدة من الزهايمر: تكون في هذه المرحلة أعراض الخرف شديدة ويحتاج المصابون إلى رعاية مكثفة وتتمثل الأعراض في الآتي:

  • فقدان كامل للذاكرة.
  • عدم الإدراك لما يحيط بهم.
  • الحاجة إلى المساعدة في جميع الأنشطة اليومية مثل الأكل، والجلوس، والمشي.
  • فقد القدرة على التواصل ويقتصر الحديث على بضع كلمات أو عبارات.
  • يُصبح المريض عرضة للعدوى خاصة الالتهاب الرئوي والتهاب الجلد.

أسباب مرض ألزهايمر

يتسبب التراكم غير الطبيعي للبروتينات في الدماغ في الإصابة بالزهايمر، حيث يؤدي تراكم تلك البروتينات( أميلويد وتاو) إلى موت الخلايا في الدماغ، ومن الجدير بالذكر أن الدماغ تحتوي على أكثر من 100 مليار خلية عصبية وخلايا أخرى، وتعمل الخلايا العصبية معاً لتحقيق جميع الاتصالات اللازمة لأداء الوظائف مثل التفكير، والتعلم، والتذكر، والتخطيط.

يعتقد العلماء أن بروتين الأميلويد يتراكم في خلايا الدماغ مكوناً تلاً أكبر يُسمى لويحات، وتتشكل الألياف الملتوية لبروتين آخر يُسمى تاو في شكل متشابك، تلك اللويحات والتشابكات تمنع الاتصال بين الخلايا العصبية مما يمنعها من القيام بوظائفها، ويؤدي الموت البطئ المستمر للخلايا العصبية إلى ظهور أعراض المرض.

يبدأ موت الخلايا في منطقة واحدة من الدماغ عادة في المنطقة التي تتحكم في الذاكرة ثم ينتشر إلى مناطق أخرى، وعلى الرغم من البحث المستمر فلا يزال العلماء لا يعرفون سبب تراكم تلك البروتينات، ولكن هناك اعتقاد أن الطفرة الجينية قد تسبب داء الزهايمر المبكر، بينما الزهايمر المتأخر يكون نتيجة سلسلة معقدة من التغيرات الدماغية التي قد تحدث على مدى عقود، وقد تساهم مجموعة من العوامل الجينية، والبيئية، ونمط الحياة في السبب.

تشخيص مرض ألزهايمر

في الخطوات الأولى للتشخيص سيطرح مقدم الرعاية أسئلة لفهم الصحة والحياة اليومية بشكل أفضل، وقد يطلب المساعدة من شخص قريب مثل أحد أفراد العائلة للحصول على نظرة ثاقبة للأعراض مثل السؤال عن الصحة العامة، والأدوية الحالية، والتاريخ الطبي، والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية، وتغيرات المزاج، والسلوك، والشخصية، وسيقوم مقدم الرعاية أيضاً بما يلي: 

  • إجراء فحص جسدي وعصبي.
  • اختبار الحالات العقلية والذي يتضمن اختبارات لتقييم الذاكرة، وحل المشكلات، والانتباه، والرياضيات الأساسية، واللغة.
  • فحوصات طبية قياسية مثل اختبارات الدم والبول لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.
  • اختبارات تصوير الدماغ مثل التصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لدعم تشخيص المرض أو لاستبعاد الحالات الأخرى.

علاج مرض ألزهايمر

 لا يوجد علاج لذلك المرض لكن بعض الأدوية قد تبطئ مؤقتاً من تفاقم أعراض الخرف، ويمكن أن تساعد الأدوية والتدخلات الأخرى في علاج الأعراض السلوكية، وقد يساعد بدء العلاج في أقرب وقت في الحفاظ على الأداء اليومي لفترة من الوقت، ومع ذلك فإن الأدوية الحالية لا توقف المرض، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على نوعين من الأدوية لعلاج أعراض المرض: 

1- مثبطات الكولينستيراز التي قد تساعد في علاج أعراض نوع الزهايمر الخفيف إلى المتوسط مثل دونيبيزيل Donepezil،  وريفاستيجمين Revastigmine، وجالانتامين Galantamine، حيث تعمل تلك الأدوية عن طريق منع عمل أسيتيل كولينستراز، وهو الإنزيم المسؤول عن تدمير أسيتيل كولين (أحد المواد الكيميائية التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل)، حيث يسبب انخفاض مستويات أسيتيل كولين بعض أعراض الزهايمر.

2- مضادات NMDA مثل دواء ميمانتين لعلاج نوع الزهايمر المتوسط إلى الشديد، حيث أنه يساعد في الحفاظ على صحة بعض خلايا الدماغ، وأثبتت الدراسات أن الذين يتناولون تلك الأدوية يؤدون الأنشطة اليومية بشكل أفضل مثل الأكل، والمشي، واستخدام المرحاض، والاستحمام، وارتداء الملابس.

إدارة التغيرات السلوكية أثناء مرض ألزهايمر

تتم إدارة التغيرات السلوكية أثناء مرض عن طريق اتخاذ خطوات لإبقاء المريض مرتاحاً في بيئته مثل :

  • الحفاظ على البيئة دون تغيير في التصميم.
  • توفير أشياء مريحة.
  • إعادة توجيه الانتباه إذا كانوا تحت ضغط.
  • تجنب المواجهة.

ولأنه لم تتم الموافقة على دواء لإدارة الأعراض السلوكية فهناك بعض الأدوية التي قد تساعد في علاج بعض الأشخاص مثل:

-مضادات الكتئاب لعلاج القلق، والأرق، والاكتئاب.

–  الأدوية المضادة للقلق لعلاج الهياج.

– الأدوية المضادة للاختلاج لعلاج العدوانية.

– مضادات نفسية لعلاج البارانويا، والهلوسة، والانفعالات.

قد تسبب تلك الأدوية آثاراً جانبية مزعجة مثل الدوخة والسقوط لذا يصفها مقدمو الرعاية لفترات قصيرة عندما تكون المشكلات السلوكية شديدة.

علاج مشاكل النوم لدى مرضى ألزهايمر

في حالة المرض الشديد يحتاج مريض ألزهايمر إلى من يرعاه ويقوم على خدمته ويقدم له يد المساعدة حتى في أوقات الليل، ولأن المريض يعاني من اضطرابات النوم، فهذا يؤثر بطريقة سلبية على المريض وعلى من يراعيه.

من مشاكل النوم التي يعاني منها المريض:

_الاستيقاظ كثيراً أثناء الليل والاستيقاظ مبكراً صباحاً.

_ الإفراط في النوم نهاراً، أو صعوبة الاستغراق في النوم والاستمرار فيه.

_ الارتباك، والإثارة، والقلق، والعدوانية في المساء، وهذا ما يسمى بظاهرة غروب الشمس التي تحدث للمريض نتيجة انخفاض الإضاءة وزيادة الظل.

_ انقطاع التنفس المتكرر أثناء النوم.

لعلاج تلك المشاكل أو لإدارتها يمكن عمل الآتي

_ الحفاظ على عمل روتين يومي لأوقات تناول الطعام، والاستيقاظ، والنوم.

_ علاج الحالات التي قد تعيق النوم مثل الاكتئاب وانقطاع التنفس، مع الابتعاد عن الأدوية التي تؤدي إلى الأرق.

_ البعد عن الكحول، والنيكوتين، والمنبهات لأنها تعيق النوم، وأيضاً مشاهدة التليفزيون ليلاً غير مستحبة للمرضى.

_ تقليل النوم نهاراً وتهيئة جو مناسب للنوم ليلاً.

_ ممارسة الأنشطة الرياضية.

عوامل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بذلك المرض  مثل تقدم العمر، والوراثة، وإصابة في الرأس، والكآبة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والإصابة بالسكري، والتدخين، والسمنة.

الوقاية من مرض الزهايمر

يتم تقليل خطر الإصابة بالمرض عن طريق:

  • البقاء على النشاط العقلي مثل ألعاب الطاولة، والقراءة، وحل الكلمات المتقاطعة، والعزف على آلة موسيقية، وممارسة هوايات تتطلب قوة ذهنية.
  • الحرص على النشاط البدني حيث أن التمارين تزيد من تدفق الدم والأكسجين إلى العقل مما يؤثر على صحة خلايا الدماغ، وارتداء أغطية رأس واقية في حالة المشاركة في أنشطة تزيد الإصابة في الرأس.
  • الحفاظ على النشاط الاجتماعي عن طريق التحدث بانتظام مع الأصدقاء، والعائلة، والانضمام إلى أنشطة جماعية مثل الخدمات الدينية، وأندية الكتاب، والعمل التطوعي.
  • تناول طعام صحي يحتوي على مضادات الأكسدة.

ومن الجدير بالذكر أن المدة التي يعيشها المصابون بعد الإصابة تختلف من شخص لآخر ولكن في المتوسط يعيش الأشخاص المصابون بالزهايمر فوق 65 عاماً حتى 4- 8 سنوات بعد الإصابة، ومع ذلك يعيش بعض الأشخاص حتى 20 عاماً بعد ظهور الأعراض الأولى.

وتشمل الأسباب الشائعة للوفاة الالتهاب الرئوي، وسوء التغذية، والجفاف، والتهابات أخرى، فالزهايمر هو السبب الرئيسي السابع للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية. 

   

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *