ما السر الذي يخفيه خندق ماريانا بداخله ؟؟
ترقد عشرات من المداخن الطبيعية في قاع البحر على عمق 3700 متر (12000 قدم) ، فهناك يقع خندق ماريانا والذي يعد أعمق نقطة في سطح الكرة الأرضية غرب المحيط الهادي إلى شرق من جزر ماريانا الشمالية ، حيث تنبعث السوائل الساخنة عند درجة حرارة 290 درجة مئوية (554 درجة فهرنهايت) ولكن ما السر الذي يخفيه الخندق ؟؟
بداية الاكتشاف
تعود تسمية الخندق لجزر ماريانا المسماة بواسطة أنغولا عام 1668 , و التي كانت مستعمرة إسبانية، وأطلق تلك الاسم تكريمًا لملكة إسبانيا ماريانا من النمسا أرملة ملك إسبانيا فيليب الرابع ، فبعد عدة سنوات تمكن إحدى المغامرين لكتشاف أعمق نقطة معروفة في العالم ، حيث وصل إلى منطقة ( شالنجر ديب ) أو كما يطلق عليها ( خندق ماريانا ) والتي تعتبر أعمق نقطة على سطح الكرة الأرضية، إذ يبلغ عمقها 11.03 كيلومترًا، وطولة حوالي 2550 كيلومتر بينما يبلغ عرضة 70 كيلومترًا .
كما في عام 2010 ، كشفت دراسة للحياة في خندق ماريانا عن وجود مركبات لكالكاريوس في عينات أخذت من عمق تشالنجر، تلك الصفائح المكونة من كربونات الكالسيوم لطحالب صغيرة يطلق عليها (الكوكولثوفورات) ، كما وجد العديد من شظايا العوالق البحرية ، فقد بنت هذه المخلوقات المجهرية بيوتها من مواد مثل السيليكا ومعادن الكوارتز، حيث يعقد أنها وصلت إلى هذا العمق عن طريق ثلج بحري سريع الغرق انجرف في المحيط.
فعند قاع الخندق تلتقي الصفيحتان المسؤولة عن تكون جزر ماريانا ، حيث يولد عمود الماء فوق ضغطًا يبلغ 108.6 ميجا باسكال، وهذا يعادل أكثر من ألف ضعف الضغط الجوي القياسي عند مستوى البحر ، لتقع فيها محمية خندق ماريانا الوطنية ، وذلك يرجع إلى أن جزء من النظام (قوس إيزوبونن) الخاص بالخندق يشكل حدودًا بين صفيحتين ، وذلك لأن الحافة الغربية للمحيط الهادي تزلق تحت صفيحة ماريانا الصغيرة لأنها أكبر الصفائح التكتونية على الأرض على الإطلاق.
فقد مضى على المادة القشرية عند الحافة الغربية منذ تكونها حوالي 170 مليون عام وأكثر مما جعلها تكتنز وتصبح كثيفة للغاية ، فسبب ارتفاعها الذي يختلف بشكل هائل بالنسبة إلى صفيحة ماريانا عند النقطة التي تنزلق فيها قشرة صفيحة المحيط الهادي ، فتلك المنطقة العميقة هي مكان خندق ماريانا .
كائنات الخندق
بالرغم من الظلام التام داخل الخندق إلا أن هناك العديد من الأسماك التي تعيش في أعمق جزء بالمحيط العالمي ، حيث يخضع جسدها لعديد من التغيرات علي مستوي الجينات بوقت قصير لتتعايش وتتكاثر بهاوية تشالنجر ، ففي عام 1960 نزلت غواصة الأعماق ( ترييست ) لأول مرة إلى قاع الهاوية ليكتشف قائدها أن هناك تقع السمكة المسطحة والتي تشبه سمكة الروساف الأوروبي ، حيث تملك عينان دائريتان ولكنها تحركت على طول القاع وكانت تحيط بها مادة مخاطية لكنها اختفت في الليل .
فقد حاول كثير من الباحثين الوصول مرة أخرى إلى تلك السمكة بمختلف الطرق ولكنهم فشلوا ولكن في عام 2012 تمكن المخرج جيمس كاميرون والذ يعد الشخص الثالث الذي شاهد السمكة المسطحة مرة أخرى بقاع الهاوية ، كما عثر أيضًا علي نوع من أسماك شعاعيات الزعانف و17 عينة من هذة الأنواع ، وبالرغم من تلك الاكتشافات للأسمكاك مازال الباحثين يتعمقون أكثر داخل الخندق للوصول إلى جميع أسراره التي لم يفصح عنها بعد .