الطفل والحضانة..هل هو القرار الصحيح؟ تجارب وآراء من الواقع

الطفل والحضانة..هل هو القرار الصحيح؟ تجارب وآراء من الواقع

تعتبر مرحلة الحضانة من المراحل المهمة في حياة الطفل، حيث يبدأ في التعرف على العالم الخارجي، وتختلف آراء الآباء والأمهات حول الطفل والحضانة، وماهو السن المناسب لذهاب الطفل إلى الحضانة؟ حيث يرى البعض أنها توفر بيئة تعليمية وتنموية مناسبة، في حين يخشى آخرون من التأثيرات السلبية المحتملة والمخالفات النفسية والجسدية، وإرسال الطفل إلى الحضانة يعتبر خطوة كبيرة تتطلب الكثير من التفكير والتخطيط، فمن الضروري أن يأخذ الآباء في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة، مثل جودة الحضانة، والسياسات المتبعة، وتجارب الآباء الآخرين، من خلال اختيار الحضانة المناسبة ومتابعة تقدم الطفل، يمكن للآباء أن يضمنوا حصول أطفالهم على تجربة تعليمية وتنموية إيجابية دون التعرض للمخاطر السلبية المحتملة، سنستعرض تجارب وآراء بعض أولياء الأمور حول هذا الموضوع وتأثير هذه المرحلة على الأطفال.

تجارب وآراء أولياء الأمور حول الطفل والحضانة

وبسؤال “سارة محمد” التي تبلغ من العمر 35 سنة وتعمل طبيبة، حول ماهو السن المناسب لذهاب الطفل إلي الحضانة؟ تقول: لقد أرسلت ابني إلى الحضانة عندما كان عمره سنتين ونصف، فأنا أعتقد أن الحضانة ستساعده على تنمية مهاراته الاجتماعية وتعلم الاعتماد على النفس، ومع ذلك شعرت بالقلق بشأن التأثيرات السلبية المحتملة مثل التنمر أو الإيذاء البدني من الاطفال الاخرين، ولكنني اخترت حضانة ذات سمعة جيدة وموظفين مدربين، وهذا ساعد في تقليل مخاوفي.

وأضاف “أحمد علي” البالغ 40 سنة ويعمل مهندس معماري في أحد الشركات: بالنسبة لي، كان من الصعب اتخاذ قرار إرسال ابنتي إلى الحضانة في سن مبكرة، اخترت الانتظار حتى بلغت سن الرابعة، كنت قلقًا من أن تتعرض لأي نوع من الإيذاء النفسي أو البدني، فتجربتي الشخصية كانت إيجابية وخاصًا بأنها ألتحقت بالحضانة في سن كبير، حيث تستطيع التعبير عن نفسها والتحدث بشكل جيد، إذ أن الحضانة ساعدت في تحسين مهاراتها اللغوية والاجتماعية دون أن تتعرض لأي مشاكل.

أما فاطمة حسن، 30 سنة، معلمة في مدرسة للمرحلة الثانوية تقول أنا مع فكرة إرسال الأطفال إلى الحضانة في سن مبكرة، لأنني أعتقد أن ذلك يساعدهم على التأقلم بشكل أفضل مع البيئات التعليمية، لكن يجب على الأهل اختيار حضانة موثوقة والتأكد من أن الطفل يحصل على الرعاية اللازمة، مع التأكد بأن المدرسات داخل الحضانة خريجي كليات تربوية يستطيعون التعامل مع الطفل وفهم احتياجاته في هذة المرحلة العمرية، تجربتي مع ابني كانت رائعة، حيث تعلم العديد من المهارات الاجتماعية والأكاديمية.

وتقول ليلى عبد الله البالغة من العمر 29 سنة، وهي ربة منزل:
كنت مترددة جدًا في إرسال ابنتي إلى الحضانة في عمر ثلاث سنوات، لان الطفل في هذا العمر يحتاج حنان الام أكثر ويكون مرتبط بها أرتباط شديد، لكنني قررت تجربتها بناءً على نصيحة أحد الأصدقاء، وكانت بفضل من الله تجربة إيجابية، حيث تعلمت ابنتي الكثير من المهارات الاجتماعية وأصبحت أكثر استقلالية ومع ذلك، كنت قلقة بشأن بعض المخالفات الأخلاقية التي قد تحدث داخل الحضانة، لذلك كنت أحرص على التواصل المستمر مع المعلمات لمتابعة حالتها.

أما يوسف حسن، 38 سنة ويعمل مدير تسويق يقول: ابني البكر ذهب إلى الحضانة في عمر سنتين ونصف، وكانت التجربة سيئة لأنه تعرض للتنمر من قبل بعض الأطفال الأكبر سنًا، لذا قررنا إعادته إلى المنزل وانتظار سنة أخرى قبل محاولة إرسال أخيه الأصغر، وتعلمنا من التجربة أن نختار حضانة تهتم بالأطفال بشكل فردي وتراقب سلوكهم.

وأضافت هند مصطفى، 33 سنة، مهندسة:
أنا مع فكرة إرسال الأطفال إلى الحضانة من سن مبكرة، شرط أن تكون البيئة آمنة وصحية، ابني استفاد كثيرًا من الحضانة، خاصة في تطوير مهاراته اللغوية والاجتماعية، وهو ذو وضع خاص لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، فكان من الصعب العثور علي حضانة تلائم ظروفه وتستطيع التعامل معه، لذلك يجب أن تكون الحضانة مجهزة بكاميرات مراقبة وتوفير بيئة آمنة.

وكان للاستاذة علياء سمير، 45 سنة، محامية رأي آخر حيث قالت: أعتقد أن السن المناسب لذهاب الطفل إلى الحضانة هو حوالي خمس سنوات، تجربتي مع ابنتي كانت سلبية جدًا، حيث أصبحت أكثر عدائية، وخوف من الآخرين، وهذا نتيجة الاهمال والتسيب والايذاء البدني التي تعرضت له داخل الحضانة، سواء كان من الاطفال الاخرين او المدرسات الغير مؤهلات أطلاقًا للتعامل مع أطفال في هذا السن الصغير، حيث أن كثير من الحضانات الأهلية تلجأ لمعلمات حديثي التخرج.

ويقول سامح إبراهيم، 50 سنة، طبيب أسنان:
كنت مترددًا في إرسال ابنتي إلى الحضانة في عمر ثلاث سنوات، لكنني وجدت أن الحضانة توفر بيئة تعليمية جيدة وتساعد الأطفال على تنمية مهاراتهم، بالطبع هناك بعض المخاوف بشأن تعاملها مع الاخرين والإيذاء النفسي، لكن يمكن التغلب عليها من خلال اختيار حضانة جيدة والتواصل المستمر مع المعلمات.

الإيذاء النفسي والبدني الذي يمكن ان يتعرض له الطفل

من بين المخاوف الأخرى التي تثير قلق الآباء، هو الإيذاء النفسي والبدني الذي قد يتعرض له الطفل داخل الحضانة، فالإيذاء النفسي يمكن أن يكون نتيجة تعامل غير لائق من قبل الموظفين أو تعرض الطفل للتنمر من قبل الأطفال الآخرين، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على نفسية الطفل ويؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد في الثقة بالنفس والتفاعل الاجتماعي.

أما الإيذاء البدني، فقد يحدث نتيجة للإهمال أو عدم مراقبة الموظفين للأنشطة التي يقوم بها الأطفال، قد يتعرض الطفل للسقوط أو الإصابات أثناء اللعب، ومن المهم أن تكون هناك مراقبة دقيقة وضمان سلامة البيئة في الحضانة لتجنب مثل هذه الحوادث.

إرسال الأطفال إلى الحضانة في سن مبكرة يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية فمنها تأثير الانحراف الأخلاقي والمخالفات داخل الحضانة، قد يتعرض الأطفال لأشخاص أو مواقف غير مناسبة قد تؤثر على سلوكهم ونموهم الأخلاقي، لذلك من المهم أن يكون لدى الحضانة سياسات واضحة وصارمة بشأن سلوك الموظفين والأطفال.

ماهو السن المناسب لذهاب الطفل إلى الحضانة؟

يختلف السن المناسب لذهاب الطفل إلى الحضانة باختلاف الأسر وظروفها، بينما يفضل بعض الآباء إرسال أطفالهم في سن مبكرة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات، يفضل آخرون الانتظار حتى يبلغ الطفل سن الرابعة أو الخامسة، وتتوقف علاقة الطفل والحضانة بشكل كبير على مدى استعداد الطفل النفسي والعاطفي، بالإضافة إلى جودة الحضانة المختارة والظروف الاجتماعية والمادية للاسرة.