أحمد علي صالح يكتب (العشر الأوائل)

أحمد علي صالح يكتب (العشر الأوائل)
أحمد علي صالح يكتب (رجب.. شهر الله الأعظم)

هلت علينا أيام النفحات والبركات والخيرات والأعمال الصالحات، أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة،

وهي التي قال عنها المصطفي صلي الله عليه وسلم في الحديثالذي رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال:

(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر،فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟

فقال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء). رواه البخاري

أفضل الأيام

مما يعني اجتماع أجل العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيام، ولفظ الأيام الوارد في الحديث المذكور يدل على أن العمل الصالح يستغرق اليوم كله.

واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغل به المسلم نهار هذه الأيام هو الصيام،

كما أن أفضل ما يستغل فيه الليل صلاة القيام.

الأيام المعلومات

وهذه الأيام المباركات مثلها مثل العشر الأواخر من رمضان، بل تزيد عليها كونها أفضل أيام الدنيا علي الإطلاق، قال تعالي: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ)

(سورة البقرة: من الآية 203).

قال ابن عباس: “الأيام المعدودات” هي أيام التشريق، و”الأيام المعلومات” أيام العشر، التي قال تعالي عنها: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ

عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)(سورة الحج: الآية 28).

قال ابن عباس: “ليشهدوا منافع لهم” قال: منافع الدنيا والآخرة; أما منافع الآخرة فرضوان الله، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والربح والتجارات.

وكذا قال مجاهد، وغير واحد: إنها منافع الدنيا والآخرة، كقوله: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ) (سورة البقرة: من الآية 198).

وقوله: “ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام” قال شعبة وهشيم عن أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس:

الأيام المعلومات: أيام العشر، وعلقه البخاري عنه بصيغة الجزم به.

اغتنام الطاعات

فعلي المسلم أن يغتنم هذه الأيام العظيمة ويكثر فيها الطاعات، حيث تعد العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة في الشرع.

وقد حث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس،

ووصف العمل فيها بأنه أفضل من الجهاد في سبيل الله كما ذكرنا في الحديث عاليه.

الأعمال الصالحة

ولم يقيد النبي الأعمال الصالحة في العشر الأوائل بعمل معين، وجعل الأمر مطلقًا؛ فالعمل الصالح أنواعه كثيرة، ويشمل الفرائض والواجبات

وكل أعمال البر والمعروف وأعمال التطوع مثل ذكر الله عز وجل، والصيام، وصلة الرحم، وتلاوة القرآن، والحج.

التكبير

بالإضافة إلي الصلاة والإكثار من النوافل، والذكر، والصلاة علي سيدنا النبي، والتكبير والتحميد والتهليل، ويروي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما،

أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: (ما مِن أيَّامٍ أعظمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَملِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ؛ فأَكْثِروا فيهِنَّ مِن التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحْمِيد).

رواه أحمد في مسنده وغيره

الصدقة

كما أن الصدقة، من أفضل الأعمال إلي الله في هذه الأيام، والاستغفار، وإفشاء السلام،

وإطعام الطعام، والإصلاح بين الناس،والإحسان إلي الجيران،

وكفالة الأيتام، وزيارة المرضي، والعطف علي المساكين والمحتاجين.

يوم عرفة

كما أن فيها يوم عرفة، ويستحب صيامه لمن لم يحج، لأنه يكفر ذنوب سنتين، سنة ماضية وأخري لاحقة،

فعن أبو قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:

(صيام يوم عرفة، أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله) رواه مسلم

والدعاء يوم عرفة مستجاب قال رسول االله:

(خيرُ الدُعاءِ يوم عرفةَ وخير ما قلت أنا والنَبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِ شيءٍ قدير).

تحفة المحتاج عن جد عمرو بن شعيب.

وقال عليه الصلاة والسلام:

(أفضلُ الدعاء دعاء يومِ عرفةَ)

تخريج زاد المعاد في هدي خير العباد عن طلحة بن عبيدالله.

وكل عام وحضراتكم بخير

كاتب المقال/ باحث دراسات إسلامية