أثر العقاب البدني في المدارس على الطالب وطرق مواجهته

أثر العقاب البدني في المدارس على الطالب وطرق مواجهته

يتردد مصطلح “العقاب البدني” في المدارس مع كل إنطلاقة عام دراسي جديد،  فالعلاقة بين الأستاذ والطالب هي حجز الزاوية في إجتياز السنة الدراسية بأمان، وكثيراً ما نسمع عن مواقف تؤثر على هذه العلاقة إن كان من جهة الطالب الذي يقوم بتصرفات غير لائقة كإزعاج الأستاذ أثناء شرح الدرس، أو من جهة الأستاذ الذي يعمد الى إستخدام أساليب غير تربوية في تعامله مع طلابه مثل الضرب. على النقيض من ذلك قد تجد العلاقة بين الطرفين يسودها المحبة والإحترام والصداقة التي تستمر لسنوات عديدة.

وعلى الرغم من إتجاه معظم دول العالم الى منع  “العقاب البدني” في المدارس، وإصدار بعضها الأخر قوانين وأحكام تُجرم هذا النوع من  “ العنف”  إلا أن هذه الظاهرة لا زالت تمارس في عدد من المدارس خصوصاً في عالمنا العربي، بحجة “التأديب” فما هي أبرز أثار ” العقاب البدني” على مستقبل الطالب وكيف يمكن مواجهته والقضاء عليه؟
العقاب البدني في المدارس

تعريف العقاب البدني

يعرف “العقاب ” بإعتباره شكلاً من أشكال العنف على انه تدخل يحدث ألماً جسدياً بهدف تغيير او إيقاف سلوك ما غير مرغوب فيه، ويمكن اساءة إستخدام هذا النوع من العقاب الى الحد الذي يؤدي الى جروح جسمية لدى الشخص الذي تتم معاقبته.العقاب البدني في المدارس
خصائص العقاب البدني في المدارس

  • يتم توقيع العقاب من أحد البالغين وهو في غالب الأحيان المعلم.
  • يتم توقيع العقاب بدون إجراء محاكمة رسمية يعبر فيها الطالب عن وجهة نظره.
  • يتم معاقبة الطالب على إرتكاب تصرفات لم يحرم فعلها مسبقاً في المدرسة، لكن يتم عقابه لمجرد إعتبار تلك التصرفات “غير أخلاقية”.
  • يرى العديد من التربويين أن  العقاب البدني ضار بعملية التعلم حيث ينتج عنه أثار سلبية في المجال الإنفعالي والسلوكي والتربوي والإجتماعي. كما أشارت العديد من الدراسات ان هناك أثار سلبية نفسية جمة للعقاب البدني منها:
  • العقاب البدني في المدارس
  • الإكتئاب
  • صعوبات النوم
  • الغياب عن المدرسة
  • فقدان الثقة بالنفس
  • ظهور الجنح
  • تحطيم الطالب نفسياً
  • القضاء على قدرة الطالب على التفكير الناقد بسبب الخوف من المعلم حيث يتوقف عن طرح الأسئلة او التفكير فيها خوفاً من ردة فعل الأستاذ.

وترى الجمعية القومية لعلماء النفس في المدارس، أنه من الأثار السلبية للعنف داخل المدرسة ان الطلاب المعنفين يصابون ” بالجُبن”، وسوف يكذبون للهروب من العقاب. كما أن هذا النوع من العقاب له العديد من الأثار السلبية الإجتماعية النفسية والتربوية التي تؤدي الى إكتساب الطلاب إتجاهات عدائية في أثناء مرحلة الطفولة والمراهقة.

 

طرق حل مشكلة العقاب البدني في المدارس

العقاب البدني في المدارس

  • إن القضاء على كل أشكال العنف ومن أشكاله – العقاب البدني_ داخل أروقة المدرسة سيؤدي الى إنصراف الطلبة والمعلمين ومديري المدارس والمسؤولين الى تجويد العملية التربوية، وسيعطي مجالاً لإزدهار التربية والتعليم ، وسيساهم في تخريج آلاف الطلاب  ليكونوا مواطنين إيجابيين قادرين على إحترام آراء الأخرين، بعيدين كل البعد عن الصدام الفكري والإجتماعي والسياسي.
  • تزويد المدارس بالمتخصصين النفسيين المؤهلين، لمواجهة مشكلات الطلاب وتعديل السلوكيات المنحرفة.
  • عقد دورات تدريبية للمعلمين لتدريبهم على إستخدام إستراتيجيات لتعديل السلوك الخطا لدى الطلاب، بدلاً من إستخدام العقاب البدني.
  • التنسيق مع أولياء الأمور والأخصائيين الإجتماعيين لحل مشكلات الطلاب.
  • تشجيع المعلمين على إبتكار انشطة تعليمية ورياضية مختلفة، يستوعبون من خلالها طاقات وقدرات الطلاب.

العقاب البدني في المدارس

لذلك ومهما بلغت درجة معاناة المربي من ضغوط نفسية وإجتماعية ناتجة عن  العمل او الحياة اليومية، لا بد له من إحتواء طلابه ومعاملتهم بأسلوب ذكي وإحساس مرهف.