من المسؤول عن “العنوسة”… الرجل ام المرأة؟
تعد العنوسة واحدة من أخطر المشاكل التي يعانى منها الشباب والفتيات على حد سواء و التى تسبب ضرر بالغ لكل منهما وأضرار أخرى تلحق بالمجتمع ككل نتيجة إنتشار هذه الظاهرة و التى تزيد يوما بعد يوم و لا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وتضافرت فيه المهالك وهذه الأضرار لا تقتصر على الفتاة فقط وإنما يعاني منها المجتمع أيضًا ولكن هناك تساؤلات كثيرة من هو المسؤول عنها لذا قررنا في المحايد الإخباري أن نقوم باستطلاع لمعرفة من هو المسؤول عن العنوسة.
من المسؤول عن العنوسة هل هو الرجل ام المرأة؟
وكانت البداية مع المستشار والخبير التربوي أيمن سعد الصقلي حيث قال، أن العنوسة ليس مسؤول عنها الرجل أو المرأة، ولكن المجتمع هو المسؤول عنها في المغالاه في المهور والطلبات التي تطلب من الزوج المتقدم وأشياء أخرى كثيرة، ومنها أيضًا الحالة الاقتصادية للشباب والوظائف.
وقبل الحكم على أي ظاهرة يجب علينا معرفة أن المسؤولية لا يتحملها أي طرف بمفرده بمعنى أنه لا يجب علينا الحكم على المرأة بأنها لا تريد أن تتزوج أو الرجل يريد أن يتزوج، إنما الإثنان يريدان أن يتزوجوا ويستقروا في الحياة.
لأن الإستمرار في الحياة العائلية والمتطلبات الأسرية، والأشياء التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في الرجل والمرأة تجعل الطرفين يطلبوا حالة الإستمرار العام في كل النواحي الخاصة بهم ولكن المفاهيم المتواجدة حاليًا في الزواج هي مفاهيم التباهي وتعجيز الشاب المتقدم. وهذا يجعل الشباب يعزف عن الزواج حاليًا، وبالتالي يترتب عليه تأخير سن الزواج بالنسبة للفتيات والوصول لمرحلة ما يطلق عليه العنوسة، وأيضًا الشاب يتقدم في العمر وهو أيضًا لا يستطيع ان يتحمل نفقات مثل هذا الإرتباط وما يطلب منه في مغالاه كبيرة جدًا والدخل الوظيفي له لا يستطيع أن يلبي هذا الإحتياج.
ولكن يجب على الشباب أن تكون عقليته متفتحه بمعنى أنه في مرحلة الاستطاعة الجسدية لبذل الجهد، ثم يالتالي من الممكن هذه الفترة في تفكير بعض الشباب أنه يكتفي بالوظيفة التي تعرض عليه ويكون له فيها شروط وهذا في الوقت الحالي أو في المرحلة الأولى من حياة الشباب.
ويجب أن يتغاضى عن بعض الأمور التي يقال أنها تمنع لقبول الوظائف، وبالتالي هو في مرحلة أنه يعمل في وظيفة ذات جهد جسدي عالي أو يقضي فيها عدد ساعات أطول، وبالتالي من الممكن أن يكون العائد لديه يكفي لجميع متطلباته هذا بالنسبة للشباب.
وبالنسبة للفتيات يجب يكون هناك توعية بأن الحياة ليست أيام مرفهة ومنعمة، وإنما نحن من نصنع هذا بنفسنا، فالتشارك والتعاون بين شريكي الحياة هو ما يطفئ على الحياة السعادة والاحساس بقيمتها، ولا يجعل أي طرف من الأطراف يشعر بأنه يوجد عليه ضغط كبير يفوق طاقته هذا فيما يتعلق بالفتيات.
هل العنوسة لها إرتباط بالشريعة الإسلامية؟
بينما تري إيمان علي ناشطة إجتماعية وعضو مجلس في المجتمع المحلي، أن الزواج نعمة من الله، ففيه السكينة والإستقرار، ومن خلاله تتعاقب الأجيال، وبتركه تفتح أبواب الإنحراف، وإنتشار ظاهرة العنوسة بين الجنسين مع ما يصاحبها من تعقيدات نفسية، وخسائر إجتماعية، فضلاً عن مخالفة الترك لمراد الشارع الكريم.
ولأن الزواج يضبط العلاقة بين الرجل والمرأة في قالب شرعي محدد وواضح، فإن ذلك لا يسير وفق هوى أهل الشهوات متعددي النزوات، فصاروا يزينون الإنحراف ويعسرون سبل العفاف وذلك لحقدهم وحسدهم على أصحاب الفضيلة التي حرموا لذتها ونعيمها.
وإستثمار أيضاً كافة القنوات التي تحت أيديهم من إعلام وتعليم ومنظمات لتصب جلها في ضرورة تأخير سن الزواج، وتعظيم أمور أخرى بصورة مبالغ فيها من تعليم وخروج المرأة للعمل، وكل ذلك على حساب الأدوار الأصلية والشرعية للمرأة في بنائها لبيتها ورعايتها لذريتها.
وليس أهل الشهوات فقط هم السبب الرئيس في تأخير سن الزواج، بل في أحيان كثيرة يكون الآباء هم صنّاع العنوسة في المجتمع، وذلك بتمسكهم بأفكار ومعتقدات بالية في إختيار شريك الحياة الزوجية، وجميعها تسير وفق هوى الناظر لا مراد الشارع.
والزواج المبكر الذي اشتهر به سلف الأمة، وصار علامة من العلامات المميزة للمسلمين حتى وقت قريب، اضمحل كثيراً وصار عملة نادرة في سوق الزواج في مجتمعاتنا الإسلامية، والغريب أن الأضواء جميعها تسلط على العنوسة التي هي أحد انعكاسات ترك الزواج المبكر بحجج تسويفية، حيث تعقد المؤتمرات وتنظم ورش العمل وتجرى الدراسات لبحث تلك الأزمة.
ونادرًا ما نجد من يشير إلى تشجيع الزواج المبكر كأحد وسائل القضاء على العنوسة؛ بل إنه على نفس المسار نجد أن الزواج المبكر يصنف على أنه من العادات السلبية التي يجب للمجهودات أن تتضافر للقضاء عليها.
فالأمم المتحدة تعتبر الزواج المبكر عنفًا ضد المرأة ينبغي القضاء عليه، وهي تفرق في وثائقها بين زواج الأطفال وبين الزواج المبكر فزواج الأطفال عندها هو ما كان بين 15-19 سنة، بينما الزواج المبكر عندها هو ذلك الزواج الذي يعيق المرأة عن تحصيلها لتعليمها الجامعي، وسعيها للعمل خارج المنزل.
وعلى ضوء ذلك تشدد الأمم المتحدة على حكومات الدول بأن تعمل على توحيد الجهود للقضاء على تلك الظاهرة الحميدة والتي يعتبرونها خبيثة.
وفي سبيل قضاء الأمم المتحدة على الزواج المبكر نجد أن هناك مسارين بارزين تستخدمهما لتحقيق هذا الهدف؛ الأول منها هو سن القوانين التي تكفل رفع سن الزواج كما جاء في وثيقة مؤتمر بكين 1995، والذي تعد مقرراته بمثابة دستور لأدعياء حقوق المرأة.
والتي نصت على ضرورة سن القوانين المتعلقة بالحد القانوني الأدنى لسن الرشد، والحد الأدنى لسن الزواج وإنفاذ تلك القوانين بصرامة، ورفع الحد الأدنى لسن الزواج عند الاقتضاء.
ويلاحظ هنا أن الأمم المتحدة تفرق بين سن الرشد وسن الزواج وهى جزئية لا تمر هكذا في الفقه الإسلامي فهناك فرق فقهي معلوم بين سن الرشد والذي يستحق اليتيم فيه حقه المالي، وبين الزواج الذي لا حرج في إتمامه بعد سن البلوغ.
والطريق الثاني هو إستخدام التعليم للحد من الزواج المبكر من وثيقة بكين على “توليد الدعم الإجتماعى من جانب الحكومات والمنظمات غير الحكومية لإنفاذ القوانين المتعلقة بالحد الأدنى لسن الزواج من خلال إتاحة الفرص التعليمية أمام الفتيات”.
كما يشارك بعض الآباء في تأخير سن الزواج للأبناء ووقوعهم فريسة لأزمة العنوسة؛ وحجج الآباء في كثير من الأحيان واهية، فمرد معظمها إلى الكبر في ناحية الفتيات ليتحقق وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتنة والفساد الكبير.
وربما شارك الآباء في صناعة العنوسة من حيث لا يشعرون بالمبالغة في مستلزمات الزواج والمهور وغير ذلك مما يعجز الشباب عن توفيره مما يجعل الهروب من الزواج أسهل الحلول المطروحة.
وأما عن الشباب فمرد التسويف غالبًا ما يكون إلى قلة ذات اليد والعجز عن توفير الحد المقبول “مجتمعيا” للحياة المناسبة وتأسيس بيت والقدرة على الإنفاق على أسرة في وقت يعجز فيه الشباب أحيانًا عن الإنفاق على أنفسهم تحت سطوة ظروف مادية صعبة تعيشها معظم المجتمعات المسلمة،مما يجعل من فكرة الزواج المبكر حلمًا بعيد المنال لبعض الشباب، وأمنية يصعب تحقيقها لدى الغالبية منهم.
وقد يكون أحيانًا المتأخر في سن الزواج هو اللاعب الرئيسي في الحالة التي وصل إليها من عنوسة؛ فنادرًا ما نجد فتاة تأخر زواجها إلا وقد تقدم لها يومًا ما عريس مناسب تتوافر فيه كافة شروط السنة في الزوج الكفء، أو بعضها مما يقام على مثله حياة أسرية مقبولة.
ولكنها ترفض بحجج تسويفية غرورة، تتخفي في ” صناعة الذات” من تعليم ووظيفة أو كِبر، وجميعها مبني على الجهل وقصر النظر وضعف الإيمان.
ومن ناحية الشباب نجد أن من يتخوف من تلك الخطوة إنما يضعف لديه اليقين في الرزق، متناسيًا أن بالزواج تفتح أبواب الرزق، وبالتماسه يتحقق الغني بإذن الله.
وقد يلتبس عند البعض أمر التعليم والزواج، وأن التعليم مقدم على الزواج، وبالتالي فإن الزواج ينبغي أن يأتي بعد الانتهاء من التعليم؛ فهل هذه النظرة صحيحة ؟ التعليم هو أمر مكمل لا يفوت به الزواج الذي فيه المصالح العظيمة والمنافع الكثيرة مع أنه يمكن الجمع بين الأمرين، بأن يحصل الزواج و تواصل الدراسة.
أما إذا تعارض الزواج مع الدراسة، فيجب أن يتم تقديم الزواج، لأن تفويته فيه أضرار بالغة بخلاف تفويت التعليم فإنه لا يترتب عليه كبير ضرر إننا بحاجة ماسة إلى إعادة إحياء سنة الزواج المبكر داخل المجتمع.
هل العنوسة أمر مشترك بين الرجل والمرأة؟
أضاف الإعلامي عبدالرحمن محمد الشيخ عضو مجلس الإدارة والعضو المنتدب بأكادمية ثري إم للتدريب، قائلًا “أن العنوسة أمر مشترك بين الرجل والمرأة، وزيادة على ذلك هو أن الشاب والفتاة إذا اتفقوا تجد الأب أو الأم يتعنتوا ويرهقوا الشاب حتى يعزف عن ابنتهم، وهم بالعكس إن التزموا بما أمر به لكان هذا الأمر غير موجود، حتى وإن وجد فسيكون بنسبة قليله جداً”.
وتقول نشوي توفيق طالبة بكلية الزراعة الفرقة الرابعة جامعة الفيوم، أن الرجل والمرأة كلاهما غير مسؤول عن العنوسة، بل المجتمع الذي نعيش فيه والعادات والتقاليد التي أصبحت منتشرة بحجة أن الفتاة من المفترض أن تعيش في مستوي راقي مثلها مثل باقي فتيات بلدتها أو أقاربها من ذهب لمسكن للأثاث منزل لمهر لفرح لمناظر كاذبة كلها أمام الناس.
وأيضًا بسبب الخوف من المستقبل وحالات الطلاق وفشل زواج حالات كثيرة وغير ذلك، ولكن في مصر لا أعتقد أنه توجد عنوسة كثيرة، بالعكس بل أصبحت الفتيات تتزوج في سن مبكر جدًا، بحجة أنها إذا إنتظرت وتقدمت في العمر سوف تعنس.
وبسبب المجتمع المتخلف الذي نعيش فيه، والناس الساذجة التي تنظر للفتاة بعد سن العشرين أنها عانس، ولو إنتظرت لسن 25 سنة سوف يتقدم لها شخص كبير في العمر أو مطلق أو زوجته متوفية أو غيره لأنها أصبحت عانس.
والعنوسة أساسًا كلمة تطلق على الفتيات والرجال ولكن مجتمعنا يميز بين الذكور والإناث، وقد إرتبط هذا المصطلح أكثر مع الفتيات لأن أجدادنا وأهالينا في الماضي كانوا يقولوا ستروا فتياتكم.
وأيضًا العنوسة بسبب فكرة التسوية التي بتنادي بأن تكون الفتاة مستقلة وتعمل لوحدها وأنها ليست بحاجة إلى أحد مثل زوج يكون مسؤؤل عنها مثلًا، فجعلها تصل إلى هذا العمر دون زواج، بحجة أنها لو تزوجت سوف تحمل مسؤولية وتجد من يتحكم فيا وغيره من أسباب.
وهناك أسباب كثيرة ولكني لا أستطيع أن أقول السبب هو الفتاة أو الشاب، لأن أي شاب حاليًا إذا أعجب بفتاة يريد أن يدخل الباب من بابه، ولكنه يجد عقبات كثيرة في طريقه تقوم بتعجيزه، وأيضًا نحن كفتيات لأن نحب أن يقول أحد علينا عانس.
أكد الدكتور محمد علي مبارك خبير التنمية المستدامة والمحاضر الدولي، أن الرجل والمرأة غير مسؤلين تمامًا عن العنوسة، وأن المسؤول الوحيد عن العنوسة هي الظروف، وقد تكون العادات والتقاليد أو الفقر.
هل المرأة هي المسؤولة عن العنوسة؟
أوضحت أميرة فاروق طالبة بكلية الزراعة الفرقة الثالثة جامعة الفيوم، أن المرأة هي المسؤولة عن العنوسة، وذلك لعدم وجود الرجل المناسب لها وهذا يجعلها تتجه لمجال عملها أكثر وتركز أكثر على نفسها، وفي النهاية تجد نفسها لاتلتفت لموضوع الزواج بشكل أكبر.
وأيضًا بسبب الطلاق الذي أصبحت نسبته في مصر مرتفعة جدًا هذه الأيام، فهذا يجعل الفتاة غير مقبله على الزواج كما كانت في السابق، وأنا أري أن المرأة هي الدافع وراء العنوسة، كما أن موضوع العنوسة أمر يضايق المرأة أيضًا.
ولكنها ترى أن هذا أفضل لها من أن تتزوج رجل وتتسبب في مشكلة في النهاية كالطلاق أو تشرد الأطفال، أما بالنسبة للرجل في هذا الموضوع فيعتبر أمر عادي بالنسبة له، لأن الرجل لن يكون السبب في هذا الأمر.
وأضاف وسام العراقي المهندس المعماري والإستشاري القانوني، قائلًا “أن العنوسة لا تحدد بشخص من كلا الجنسين، ولكن توجد عوامل تؤدي للعنوسة، عوامل خارجية، وعوامل داخلية متمثلة بالظروف المحيطة بهم”.
وأوضحت وفاء شديد وكيل بمنظمة فيجور للتسويق الإلكتروني، أن الرجل والمرأة كلاهما مسؤول عن العنوسة، لأننا أصبحنا نصعب أمور وشروط الزواج علي أنفسنا، كما أن غلاء الأسعار بكل مكان جعل الشاب الذي يريد الزواج غير قادر علي تجهيز نفسه، بخلاف الماضي كانوا من الممكن أن يتزوجون في المقاعد، فالبساطة كانت موجودة في الماضي وتيسير الأمور أيضًا.
هل موضوع الزواج له علاقة بالنصيب؟
وأكد أمير خطاب محاسب قانوني، أن الرجل والمرأة كلاهما مسؤول عن العنوسة، لأن المرأة نظرتها للحياة والمجتمع مختلفة تمامًا عن السابق، لأنها ت تريد أن تكمل تعليمها وتجهز نفسها وتعمل وتستقر وأن تكون في مستوي أعلي، وبالنسبة للرجل فإن الزواج أصبح مكلف ويحتاج ماديات عالية، وأصبح عبئ على الرجل أن يجهز نفسه ويختار شريكة الحياة التي تناسبه.
بينما تري مها رشوان طالبة بكلية التربية النوعية الفرقة الثانية جامعة كفر الشيخ، أن الرجل والمرأة ليس لهم علاقة بالعنوسة، وأن موضوع الزواج له علاقة بالنصيب، وكل شخص عندما يولد، تنادي عليه الملائكة وتقول ابنة فلانة تزوجت فلان، وإن لم تتزوج، فإن الله له إرادة في ذلك، وبعيدًا عن الناحية الدينية، فمن الممكن أن تكون العنوسة بسبب المستوي الإجتماعى.
كما أن هناك بعض أهل بعض الفتيات، لا يستطيعون تجهيزهم، وبالتالي يحدث تأخير في الزواج، وهناك بعض الفتيات من تريد أن تكمل تعليمها وتصنع كارير لنفسها، وعندما تصل إلي ما تريده فعندها يكون قطار الزواج قد فاتها مثلما يقولون.
وأضاف خالد عبدالكريم معلم لغة عربية، قائلًا “أن الرجل والمرأة كلاهما مسؤول عن العنوسة، لأن الشاب يتمني أن يتزوج مجانًا، وبالنسبة للفتاة فهي تضع نفسها في مقارنات مع غيرها من الفتيات، في المسكن والزوج والجهاز وقاعات الأفراح وغير ذلك”.
وتقول مريم سماحة تعمل بمجال التسويق الإلكتروني، أن العادات والتقاليد تختلف من بلد لأخري، ونحن في فلسطين تعتبر أسباب العنوسة هي قلة فرص العمل والبطالة وغلاء المهور.
الرجل هو المسؤل عن عنوسة المرأة