الكاتب الجزائري كمال داود الفائز بجائزة غونكور لعام 2024
يعد الكاتب الجزائري كمال داود المولود في مدينة مغنية بالجزائر عام 1970 والبالغ من العمر 54 عاما أديبًا عالميًا له تأثيرٌ واسع وله اسلوبٌ مميز اتفقنا او اختلفنا مع آرائه، وقد خدمه كثيرا دراسته وتأملاته في تاريخ الجزائر كما خدمه إتقانه للغة الفرنسية خاصة بعد تجنسه بالجنسية الفرنسية ليتوج حياته بالجائزة الأشهر أدبيًا في فرنسا وهي جائزة غونكور.
مكانته الأدبية
الكاتب الجزائري كمال داود تأثر ببلده كثيرًا في مدرسته الأدبية حيث ولد وتعلم ثم درس في جامعة وهران الأدب الفرنسي وما لبث أن اتجه بعد تخرجه إلى الصحافة من خلال الكتابة في صحف عدة قبل أن يبدأ المسيرة الأدبية الروائية بروايته “المرشد” لكن بدأت شهرته بعد صدور روايته “مختوم”.
ومن الغريب أنه بالرغم من تركيزه في رواياته إلى الصراع بين الهوية الوطنية والحداثة الغربية إلا أنه نفسه كتب رواياته باللغة الفرنسية وليست العربية ربما ليحسم اختياره النهائي بين الطريقين ممهدًا للرحيل التام لفرنسا ليصبح فرنسياً بالفعل ويبدأ مشواره في الجوائز بجائزة فرانسوا ميتراك عن روايته مختوم التي ذاع صيتها، وترجمت للعديد من اللغات، وتناولت قضايا شائكة في ثناياها كالصراع المزعوم بين العلمانية والدين والمساواة بين الجنسين وميزات الهوية واغراءات الحداثة .
من مختوم وصولاً للحوريات
واصل الكاتب الجزائري كمال داود رحلة تثبيت الذات الفرنسية لديه في كتاباته باللغة الفرنسية فأصبح الكاتب الفرنسي وليس الجزائري وربما تقول او لا ذو الأصول الجزائرية.
وأصبح مسار جدل داخل الجزائر وخارجها ليرسخ مدرسته الأدبية الساخرة في عمومها من مختوم لتصل أوجها في روايته الحوريات التي نالت رضا غلاة العلمانية ونال هو عنها الجائزة الأكبر في فرنسا جائزة غونكور الصادرة عن دار غاليمار والرواية تتناول العشرية السوداء.
كما تسمى في الجزائر وآثار الاحتلال الفرنسي وأحداث العنف بعد الغاء فوز جبهة الانقاذ بالانتخابات ومن ثم الغائها من قبل الجيش واندلاع الحرب الداخلية نتيجةً لذلك وتصويره لذلك بارهاب الجبهة وحربها على السلام والمجتمع الجزائري.
الحوريات فتحت الانتقادات
رغم تأييد الرئيس ايمانويل ماكرون للأديب الفرنسي كمال داود إلا أنه يلاقي حرب على الصحف الفرنسية وغير الفرنسية واتهامات بسرقة أسرار مريضة نفسية أدلت بها لزوجته كونها الطبيبة التي تعالجها نفسياً، وزوجته تلك هي الجزائرية التي ساعدها بعلاقاته في الحصول على الجنسية الفرنسية، وربما اخبرت زوجها بتفاصيل المريضة والتي صاغها في روايته الحوريات – كما يٌتهم- بل تطور الأمر لدعوى قضائية واتهامه بالخيانة لنشره أسرار المريضة بل ان الجزائر منعت تداولها بداخلها .
ارتباطات السياسة بالجوائز الأدبية
لوحظ بوضوح ارتباط الجوائز الأدبية العالمية بتوجه الروايات وكاتبيها للقيم اللادينية أو العلمانية أو على الأقل التوجهات الحديثة في المجتمعات الغربية، ومن ذلك رواية “أولاد حارتنا” للروائي العالمي المصري “نجيب محفوظ” وكذلك الرواية التي حصل عليها الكاتب الجزائري كمال داود – الحوريات- وارتباطها بقضايا مثل العنف ضد المرأة ولصقها بجبهة الإنقاذ الإسلامية الأمر الذي ربما يكون هدفا للكتاب لنيل تلك الجوائز .