المرأة المصرية في حضرة المشروع الوطني للقراءة
في المجتمعات الشرقية هناك اعتقاد راسخ بأن المرأة وخاصة المرأة المصرية مخلوق ضعيف، لا تستطيع فعل أي مما يستطيعه الرجل، وأنها مخلوق ضعيف.
ناسين كونها نصف المجتمع، الذي يلد ويربي النصف الآخر من الرجال، ومتناسين أنها قد تبلغ بضعفها ما لا يبلغه الرجل بقوته كما يقول جمال الدين الأفغاني.
فالمرأة هي المصدر الأول والأخير لكل ما يدور في أي مجتمع، هذه هي حال أية امرأة عادية متعلمة كانت أم لا، فما بالنا بالمرأة المصرية القارئة.
المرأة القارئة التي وصفها جوزيف كابوني بأنها الأشد خطورة على المجتمعات، والمرأة المصرية أشد قوة.
المرأة المصرية..
ومنذ انطلقت فعاليات الحفل الختامي من مسابقة المشروع الوطني للقراءة في دورته الأولى بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
ونحن بصدد حدث جلل في تاريخ سيدات وفتيات مصر جميعهم، فقد تم الإعلان عن أسماء فائزين الدورة الأولى من سيدات ورجال وتكريمهم على مستوى الجمهورية.
ليتم تتويج خمسة عشرة فتاة وسيدتين من الأربعون فائز، أي حصلت 17 فتاة وسيدة على أوسمة المشروع الوطني للقراءة.
وهو عدد كبير جدا إذا ما تم مقارنة عدد المشاركين من السيدات نظير عدد المشاركين من الشباب والرجال بوجه عام.
فالمسابقة تستهدف أربعة فئات من فئات المجتمع المصري، من طلبة المدارس وطلبة الجامعات والأساتذة والمؤسسات المجتمعية التنويرية.
لتأتي أسماء فائزات طلبة المدارس من فئة المرحلة الثانوية والإعدادية، اللاتي حصلن على لقب الطالب المثقف كالتالي:
أشرقت جمال..
أشرقت ابنة محافظة المنيا التي فازت بالمركز الأول بمنافسة الطالب المثقف وحصدت لقب سفير المعرفة.
ابنة الصعيد، المثال المشرف لكل فتاة وسيدة، دفعتها القراءة هي وصديقاتها، لتأسيس ناد للقراءة في بني مزار.
وصل عدد المشتركين به إلى 35 شخص إلى الآن، يجتمعن فيه على عشق الكتب وتبادلها ومناقشتها.
سلمى محمد..
ابنة محافظة بني سويف، طالبة بالمرحلة الإعدادية، حصلت على المركز الثاني بفئة الإعدادي بمنافسة الطالب المثقف.
الكتاب كان ولا يزال رفيق رحلتها اليومية من المنزل إلى المدرسة، ومن خلال قراءاتها صنعت بمنزلها مكتبة صغيرة بأدوات بسيطة.
منة الله أشرف..
ابنة محافظة الدقهلية، مدينة دكرنس، استطاعت أن تفوز بالمركز الثالث فئة إعدادي بمنافسة الطالب المثقف.
بدأ حبها للقراءة أثناء حفظ القرآن الكريم، ورغبتها في معرفة تفسير الآيات، خاصة في المرحلة الابتدائية، ومن هنا بدأت رحلتها مع القراءة.
كانت أفضل لحظاتها عندما صنعت لها والدتها مكتبة كبيرة في غرفتها، والمشروع الوطني وضعها على طريق فهم الكتب بصورة أعمق.
أروى محمد عشري..
بنت محافظة سوهاج، الفائزة بالمركز الرابع، فئة المرحلة الإعدادية، التي كثيرا ما أحبت العلوم الممزوجة بالدين.
والتي كثيرا ما تأثرت بالعالم والمفكر الراحل دكتور مصطفى محمود، لأنه يمزج العلم بالدين.
ومن ثم أتاحت لها منافسة المشروع الوطني للقراءة قراءة كتب كثيرة للراحل دكتور مصطفى محمود.
زينب محمد..
ابنة مصر الأصيلة وابنة الصعيد محافظة أسوان التي عشقت كل ذرة من ذرات تراب مصر، لتحصل على المركز الخامس، لتحقق أمنيتها وترفع اسم أسوان وعائلتها.
تقول: “لوني معجون بطمي أسوان، أعشق كل ما فيها، من النيل حتى المكتبات والأماكن السياحية”.
ملك شعبان..
ابنة محافظة الفيوم وبطلة من أبطال المشروع الوطني للقراءة، دائما ما كانت تصطحبها معلمتها لمكتبة قريتها، لذلك أحبت القراءة.
وكثيرًا ما تأثرت بشخصية الخليفة عمر بن عبد العزيز، لذلك كانت أكثر شخصية قرأت عنها.
ندى محمود..
صاحبة ال ١٩ عام، التي فازت بالمركز الثالث في منافسة الطالب المثقف فئة الثانوي.
كانت من المعروفين بالاهتمام بالقراءة والمسابقات الثقافية، فقد أحبت القراءة منذ أن تعلمت الصغر، شاركت في مسابقات ساعدتها بالوصول إلى تلك المكانة.
تقول: “عندما سمعت اسمي ضمن الطلاب الفائزين اعتقدت أنه تم ذكره بالخطأ من هول المفاجأة وأكثر ما أرجوه أن يكون لي أثر طيب على الآخرين”.
أروى محمود..
أما أروى التي كانت تقضي فسحة المدرسة داخل المكتبة، فقد اتخذت المسابقة كدافع لحب الكتب والقراءة، لذلك أعدت القراءة جائزتها الكبرى.
نور عمرو..
الطالبة بالمرحلة الثانوية، التي شرفت محافظتها القاهرة بالفوز وخوض مثل هذه التجربة التي ساعدت في تنمية مهاراتها الحياتية.
هيا عبد الله..
ابنة كفر الشيخ، الطالبة بالمرحلة الثانوية، التي أضافت القراءة الكثير لشخصيتها، ووسعت مداركها، لتفتح لها أبواب العالم على مصراعيها.
استطاعت أن تحصد المركز الخامس على مستوى الجمهورية، في منافسة الطالب المثقف
مريم أشرف..
ابنة صعيد مصر، أسوان، التي قررت التبرع بجزء من جائزتها للمستشفيات حال فوزها بالجائزة الكبرى.
أمل خالد..
الفائزة السيناوية الوحيدة، ابنة جنوب سيناء، كل ما ترجوه هو أن تصبح كاتبة مثل عباس محمود العقاد، ورسالتها لكل من لا يقرأ إن الكتاب هو إكسير الحياة.
فائزات طلبة الجامعات من المدونة الماسية..
في هذه المنافسة استطاعت ابنة محافظة الشرقية وابنتي محافظة الدقهلية أن تحصدن مراكز متقدمة من بين عشرة طلاب.
زينب حمدي..
سفيرة القراءة والكتب، صاحبة ال 21 عام، طالبة بكلية الطب جامعة بورسعيد، حصلت على المركوزالثالث، ساعدتها رؤية مكتبة والدتها منذ صغرها لى اجتياز أي صعوبات.
مها عيد..
ابنة محافظة الشرقية التي حازت بالمركز الخامس، على مستوى الجامعات، القراءة ساعدتها على تحقيق أحلامها وجعلتها أكثر تفوقا في دراستها وحياتها العادية، وهي بالنسبة لها كالماء والهواء.
أسماء العشري..
طالبة بكلية الطب جامعة المنصورة بدأت القراءة في المرحلة الثانوية كان الدافع الأكبر بالنسبة لها رغبتها في إيجاد حلول لمشكلات كانت تواجهها، ووجدت ضالتها مع الكتب.
سيدات مصر.. المعلمات المثقفات
في هذه المنافسة فازت اثنتين من سيدات محافظات الصعيد، وهن السيدة حنان محمد عصمت من محافظة بني سويف، والسيدة هبة مصطفى علي.
اللاتي أحببن القراءة كعينيهم، متخذين الكتب رفيق دربهم الأوحد.
وللذكر الجوائز ستكون كالآتي..
سيحصل الفائز بالمركز الأول في كل منافسة على مليون جنيه، ولقب القارئ الماسي أو سفير المعرفة أو المعلم المثقف كل حسب فئته.
وكل أصحاب المركز الثاني على نصف المليون، وأصحاب المركز الثالث على ربع المليون جنيه.
أما أصحاب المراكز من الرابع للعاشر سيحصل على المائة ألف جنيه، مع رحلات لمكتبات حول العالم للأربعون فائز.
نخبة من المشاركين..
وفي هذا الصدد فقد شارك بالحفل كل من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.
كلمة دكتور طارق شوقي..
قال دكتور طارق شوقي أن وزارة التربية والتعليم لا تدخر جهدا أمام النهوض بالمنظومة التعليمية، لذلك تحرص على توحيد قواها مع مختلف المؤسسات والهيئات.
مشيدا بدور المشروع الوطني للقراءة في إثراء القدرات المعرفية للطلاب والمعلمين والمساهمة في خلق جيل مبدع.
كلمة دكتور محمد الضويني..
خلال حديثه شكر فضيلة وكيل الأزهر المشروع الوطني للقراءة وجميع مؤسسيه، مؤكدا على أن الأزهر الشريف شريك فاعل في المشروع بكل طاقاته ومنتسبيه وطلابه ومعلميه.
كلمة رئيس مؤسسة البحث العلمي..
من جانبها أشادت نجلاء الشمسي رئيس مؤسسة البحث العلمي بدولة الإمارات بجهود أبناء مصر وقراءها.
قائلة: “اليوم، اللوحة التي ألهمتنا بأهدافها وألوانها لوحة «مصر بألوان المعرفة»، أصبحت واقعا ننظره، اليوم نكرم نخبة قراء المشروع الوطني لعامه الأول، ثلاثة ملايين ونصف المليون قارئٍ”.
عن المشروع الوطني للقراءة..
يذكر أن المشروع الوطني للقراءة هي مسابقة أطلقتها مؤسسة البحث العلمي التابعة لدولة الإمارات بشهر مارس لعام ٢٠٢٠ بهدف تنمية الوعي بأهمية القراءة.
بالتنسيق مع الأزهر الشريف وكل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والتضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة.
أبعاد المشروع الوطني للقراءة..
وترتكز أبعاد المشروع على أربعة أبعاد رئيسية هي: الطالب المثقف وهي منافسة في القراءة بين طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية.
ومنافسة المدونة الماسية وهي لطلاب الجامعات، ومنافسة في القراءة للمعلمين وهي المعلم المثقف.
وتأتي في النهاية منافسة المؤسسات المجتمعية، وهي بعنوان المؤسسة التنويرية.
زينب وأسماء ومنة وندى.. بين التنافس والفوز والصداقة.. حكاية أبطال المشروع الوطني للقراءة