النهاية السعيدة أم الحزينة؟

النهاية السعيدة أم الحزينة؟

يراودنا جميعًا الخوف من النهايات، يرعبنا كوننا لا نعلم كيف ستكون النهاية سعيدة أم حزينة!

 

التفكير الشائع

نستيقظ وننام كل يوم مع أمل أن يكون الغد سعيد وأننا سنعيش بسعادة إلى ما لأ نهاية وإن حياتنا بالتأكيد ستمتلك نهايتنا السعيدة التي تستحقها! نكتئب ونحزن وحتى إننا نبكي بمجرد ألا يتحقق هدف من اهدافنا ونخبر أنفسنا مرارًا وتكرارًا إنها هذه هي النهاية الحزينة.

 

تفكير النهايات الحزينة

عندما يتوفى شخصًا قريب منا نبكي ونحزن ونخبر أنفسنا أنها تلك هي النهاية الحزينة وان حياتنا لن تستمر من بعده. عندما يتم رفضنا من وظيفةٍ ما وعندما نفشل في إختبارٍ ما وعندما يتركنا شخص نحبه وعندما ترفضنا الوظيفة التي نحلم بيها وعندما ندرك إننا لم نبذل مجهود وأن حياتنا مرت عبث. وعندما نشاهد فيلمًا ما فيترك البطلان بعضهم البعض ويمضي كل واحد في حياته. أو عندما يموت إحداهما أو عندما يدركا أنهما لا يحبان بعضهم من الأساس!

 

النهاية السعيدة

ننظر للحياة المثالية كونها هي تلك النهاية السعيدة فلا بد أن تكون حياتنا مثالية. فعندما نشاهد فيلمًا ما ونجد البطلان تزوجا وأصبح لديهم أطفال ويعملون في الوظيفة التي اختاروها بحب ويحبهم جميع من حولهم. ناجحين في وظائفهم ومحبوبين وعائلتهم حولهم ومعهم ثروة كبيرة ويعيشون في بيتٍ ضخم يتكون من أكثر من طابقين. نفكر أنها نهاية سعيدة فماذا يجب أن يتملكا غير ذلك لتصبح نهايتهم سعيدة! لا شيء.

 

أيهما سنكون السعيدة أم الحزينة؟

نحن نعشق تصنيف الأشياء، خير أم شر، أبيض أم أسود، سعيد أم حزين؟ ألا يوجد ما يعرف بالوسط؟ لا بد أن نعلم أن الحياة وسطية لا يوجد بها سعادة دائم أو حزن دائم!

أنت تنظر من الأمام فقط عندما تشاهد فيلمًا ما وترى نهايته سعيدة والأبطال تخطوا مشكلاتهم ويملكون كل شيء عمل، زواج، أطفال، أموال، منزل، عائلة، أصدقاء. وأنت تصنف ذلك على إنه نهاية سعيدة غير مدرج بوجود سنوات آخرى في حياتهم يمكن أن يصبحوا فيها غير متفاهمين ويمكن أن يخسروا جميع أموالهم وعائلتهم ومنزلهم وأصدقاءهم يمكن أن تكون كل حياتهم ووقتهم مشكلات. فبالتأكيد أنت لا تعلم الحقيقة الكاملة!

كما أنك يمكن أن تصنف موت احد البطلين كنهاية حزينة ولكنك لا تعلم أن الآخر يمكن أن يكمل حياته ويعمل ويتزوج بشخص آخر ويحظى بنهايته السعيدة أنت لم تعيش حياته كلها! كما أن مصطلح نهاية سعيدة أم حزينة يختلف من شخصٍ لآخر لذلك دعنا لا نعطي إستنتاجات ولا نفكر في كيف ستكون نهايتنا بل دعنا نعمل لنمتلك نهايتنا السعيدة بأنفسنا.