“الولا حاجة”إريا ترحب بكم.

“الولا حاجة”إريا ترحب بكم.

كثيرا ما ينتابنا شعور ساذج بضرورة الاهتمام بأمور ما ،قد تفصح عن نفسها فى نهاية الأمر بالدركات السفلى من أجندة أولوياتنا،لتستكين بمنطقة الشغف وشهوة الاستطلاع،والتى يكون من أعراضها تلك المشاعر الركيكة التى تغدق علينا بالملل والكلل والتوتر وضيق النفس،حتى يكاد تحمل الذات لنفسها يستدعى المشقة والثقل.

 

وعند حدوث ذلك يلزم كل منا الهرولة نحو علاج اللا مبالاة لتفادى تلك الأعراض عاجلا،وبدون تلك الخطوة أو الحبو باتجاها فيجب أن تشحذ همتك للاستعداد لتلك الأمراض التى تتوغل إليك من باب الصداقة،لتنقلب عليك فى نهاية المطاف بالتآمر مع الموت ضدك،ومن ثم تعال معى لأصطحبك برحلة إلى”الولا حاجة” إريا حيث الاستشفاء من كل ما تعانى منه.

 

وما الحياة إلا مسرح كبير.

 

وسط تكاثر تلك المشاكل التى تنذر بمزيد من الكأبة حولنا،يعود ذلك الى التحدى الذى يواجهنا لمحاولة التأقلم مع السلوكيات التى نرفضها من قبل كثير من الناس،فإذا قام كل منا بمقاطعة هؤلاء الذين لا نتوافق معهم فكريا فسوف نجد أنفسنا أسرى للوحدة بلا شك.

 

فتلك الحياة تشبه المسرح الكبير الذى يصطف عليه الممثلون ليؤدى كل منهم دوره،فمنهم من يبرع فى أداء هذا الدور لفترة طويلة والبعض الأخر يقتصر دوره على الكومبارس،وهذا كله يتوقف على دورك أنت لاكتشاف تلك المواهب “كاذبون جوت تالنت” ،وفى النهاية تنتهى تلك المسرحية بأحداث غالبا لا تكون فى صالحنا ويتقمص أبطالها أدوارا جديدة بمسرحية جديدة أيضا.

 

يسعى هؤلاء الذين نتحدث عنهم للقيام بدور”ترزية”للمبادئ والقيم التى تمنحهم فرضية الحكم على الأخرين دون امتلاكهم أهلية فعل ذلك،فى حين تسقط أقنعتهم أمام ذواتهم الخربة دون مواربة، عندما يتعرضون للمواقف متطابقة ولا يفعلون ما ينادون به.

 

 “الولا حاجة”إريا ترحب بكم.

 

هى نظرية تمثل طوق نجاة من هؤلاء الظليوون الذين ترى أشباهم ولا تلمس أقوالهم على أرض الواقع،ولهذا يجب أن يدرك عقلك جيدا أن التناقض بين الفعل والقول أصبح ظاهرة إياك أن تغفل عنها.

 

انطلق نحو العيش بنظرية”الولا حاجة” من خلال حقنة تخديرية لمنطقة الاندهاش والتعجب التى بداخلك،فإذا بدا عليك ترديد عبارات من شأنها عدم الاهتمام واللا مبالاة فأعلم أن نظرية “الولا حاجة” إريا باتت تؤتى ثمارها بنجاح داخل عقلك.

 

ستجد نفسك تقول “ولا حاجة” مع هؤلاء الذين تنكروا لك عندما احتجت إليهم فى وقت بذلت فيه قصارى جهدك لإرضاءهم،كذلك ستقول”ولا حاجة” لهؤلاء الذين جلسوا معك على مائدة طعام واحدة يوما ما وفى اليوم الذى تلاه جلسوا مع غيرك ليأكلوا من لحمك.

 

 

ستقول”ولا حاجة” لتلك الحسناء التى كانت تقف بجوارك لتكون أما لأولادك فى المستقبل عندما ضاق بك الحال وتغير المآل إلى ظروف اكثر قسوة،أيضا ستقول” ولا حاجة” لمن لم يقبل اعتذارك عن هفوة غير متعمدة وأصبح مرؤتك معه حق مكتسب له.

 

عندما يسألونك ماذا بك ،قل لهم أهلا بكم فى” الولا حاجة” إريا.