ايجابيات الهوية القومية وسلبياتها تجاه الوافد الثقافى الخارجى

ايجابيات الهوية القومية وسلبياتها تجاه الوافد الثقافى الخارجى

بقلم إسلام يوسف 

 

تكلمنا فى مقالنا السابق عن التقاء الحضارات والتكامل بينهما بالأخذ والتطوير فى تبلوز العلم والمعرفة فى المجتمع البشرى ، لكن كما للانفتاح الثقافى والتبادل أمور إيجابية فإن له سلبيات كثيرة أيضا تتعلق بالحفاظ على هوية المتلقى لتلك الثقافة الوافدة والمتأثر بها .

أولا تعريف الهوية : هى الفلكولور الشعبى الذى يتميز به كل شعب عن الأخر تميزه بصفات وشخصية فريدة كمثل الهوية المصرية تعتمد على عدة سمات الأصالة الممتدة لتاريخ عمره أكثر من 7 آلاف عام مكنتهم من المعرفة بأنواع التقلبات الحياتية والسياسية ، انصهار الحضارات فيها فكم من أقوام مروا بها فتغير ثقافتهم أما مصر فهى كما كانت ، الطبيعة الريفية لها سمات وصفات مثل الإجتماع والمشاركة الأفراح والتعازي فى الحزن احترام الكبير ،  التعارف والود ، الأديان والوطن الدين لله والوطن للجميع يعيش بها المسلم والمسيحي واليهودي كل يمارس شعائره بلا معوقات أو تضيق ، يوجد احترام بينهم فى العيش تحت سقف وأرض واحدة ، يوجد نيل ارتبط به المصرى وزرع واستقر على ضفافه حيث الحياة وهكذا كل شعب وكل أمة لها مميزات وصفات خاصة بها تختلف عن ثقافة الشعوب الأخرى وتضم مجموعة الشعوب فى أرض ومنطقة واحدة فى ثقافة واحدة غير المنطقة الجغرافية الأخرى لأن الجغرافيا لعبت دورا فى بناء الثقافة هل الدولة قائمة على صراع مع الدول المجاورة ؟ ما الذى تتميز به جغرافيا الدولة فى الموارد الطبيعية لتلك الدولة ؟ تربط بطبيعة الإنسان الذى يعيش فى تلك الدولة .

 

وبالحديث عن الهوية الثقافية القومية وتعاملها مع الثقافة الوافدة ستطرق إلى جانبين من التعامل مع كليهما : 

أولا الهوية المتجمدة الصلبة المنغلقة على نفسها ميزتها أنها مستحيل اختراقها لصلابة من ينتمى إليها للأعراف والثقافات الإجتماعية ، أنها تحافظ على البقاء على الأعراف فى الأجيال تنتقل من جيل إلى الآخر دون انقطاع ، فى المجال الإقتصادى يتم عمل اكتفاء ذاتى فى الإنتاج لهدف القومى لتلك الهوية وهو المشاركة الجماعية لسد الحاجة المستهلكة ، أفراد تلك الهوية المحافظة يتمتعون بثقافة عالية فى رفض القادم لكى لا تنهار ثقافتهم المحلية .

ومساوىء الانغلاق الثقافى للهوية أنها تظل كما هى بدون تقدم لأنها معتمدة على الموروث الماضى إنما الأمر المستجد لديهم لا يتم قبوله وبالتالى موت الحديث الوافد دون استفادة منه ، فى المجال الإقتصادي تتدهور الفائض الإنتاجى لتلك الهوية لأنها لن تقبل إفادة الغير بالمنتجان وبالتالى بوارها محليا ، التعفن الداخلى لها بالموت البطيىء لعدم التجديد ومواكبة الحديث .

 

كيف يتم التعامل مع ثقافة الغير الوافدة ؟ 

الإجابة تكمن فى الأتى : 

أولا مقارنة الثقافة الوافدة بالواقع الثقافى لك هل هتتوافق مع الهوية المحيطة لك أم تتنافى مع آداب المجتمع والأعراف الداخلية ؟ 

ثانيا أن يكون لديك فلترة ما الذى تأخذه لماذا أخذته ؟ وأن أخذته لما أخذته وإن تركته لما تركته ؟ 

ثالثا أن تأخذ الوافد وتتكيف معه وتطور منه بحيث لا تأخذه كما هو ويموت فيك دون تطوير لأنه إن مات بداخلك ماتت جزء من هويتك لدخوله إليك ، فلابد من التطوير لكى تستمر عملية انتاج المعرفة وتطوير الذات كمثال العلوم الإنسانية والإختراعات والفنون الحضارية .

رابعا أن تكون مستعد لاستقبال الوافد الجديد بحيث لا تنتهك المحتوى الذى به ولا تحتضنه فى مقابل وضعه بدل هويتك .