إعادة النظر في مشروع تبليط الهرم
بتاريخ 3 فبراير 2024 صدر عن وزارة السياحةوالآثار، البيان التالي:
“أصدر السيد أحمد عيسي وزير السياحة والآثار قرارًا وزاريًا، بتشكيل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، وعضوية عددٍ من كبار العلماء المتخصصين في الآثار، لاسيما الأهرامات والهندسة، من المصريين، والأجانب من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية التشيك ودولة ألمانيا، لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار، وبعثة جامعة واسيدا اليابانية، والمقدم لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرم منكاورع، بمنطقة آثار الهرم.
كما ستقوم اللجنة، بعد الإنتهاء من مراجعة المشروع، بإعداد تقرير علمي مفصل عن نتائج أعمالها، وما انتهت إليه المراجعة العلمية التي قاموا بها، وإتخاذ قرار بشأن المضي قدماً في المشروع من عدمه، على أن يتضمن التقرير أيضا كافة الإجـراءات والخطوات الواجب إتبـاعها للتنسيق المطلوب مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (UNESCO) في هذا الشأن.
كما ستقوم اللجنة برفع هذا التقرير للعرض على السيد وزير السياحة والآثار، لإعتماده، قبل البدء في أي أعمال تخص المشروع بهرم منكاورع والمنطقة المحيطة به، على أرض الواقع.
وسوف يتولى المجلس الأعلى للآثار، إمداد اللجنة بكافة البيانات والمعلومات والمستندات الخاصة بالمشروع، حتى يتسنى لها إنجاز أعمالها على الوجه الأمثل.
وفور الانتهاء من أعمال اللجنة، وعرض التقرير على السيد الوزير، سيتم تنظيم مؤتمر صحفي عالمي للإعلان عن النتائج التي توصلت إليها اللجنة، والقرار الذي أتُخذ حيال البدء في المشروع من عدمه”
تصريحات زاهي حواس
وفي تصريحات تلفزيونية، طالب زاهي حواس، عالِم الآثار ــ وزير الآثار الأسبق، بمحاكمة مَن روّج لمصطلح “تبليط الهرم” مضيفا: “لا بد أن يكون لدينا ضمير علمي، ولا يوجد أحد، سواء أمين عام، أو وزير، يستطيع التأثير أو المساس بالهرم، لم يحدث أي شيء في هرم منكاورع مطلقًا، ولم يتم إزالة أي حجر أو إضافة أي حجر”
وقال وزير الآثار الأسبق: “الملك منكاورع هو الملك الوحيد الذي قام بكساء الهرم بحجارة من الجرانيت، وهذه الحجارة التي ظهرت في الفيديوهات المنتشرة، لم تُلمس مطلقًا، موضحا أن “الناس اعتقدت أن الكساء الموجود حول هرم منكاورع حديث، لكنه قديم وعمره من عمر بناء الهرم”
من هو منقرع؟
منقرع هو صاحب الهرم الأصغر في منطقة أهرام الجيزة، و هو ملك مصري من الأسرة الرابعة، من الدولة القديمة، وهو إبن الملك خفرع، وبنى الهرم المسمى بإسمه سنة 2510 قبل الميلاد.
بنى منقرع الهرم الأصغر من بين الثلاثة أهرامات الكبرى في الجيزة، ويبلغ طول ضلعي قاعدته: 108.5 متر، وإرتفاعه” 66.5 متر، وهو أصغر كثيرًا من هرمي خوفو وخفرع.
جدل حول مشروع تبليط الهرم
وكان مشروع ترميم الهرم الأصغر، قد أثار جدلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، فور إعلان المجلس الأعلى للآثار خطة لإعادة تغليف الهرم بالجرانيت.
https://www.facebook.com/drmostafawaziry/videos/306685341899960
وقال أستاذ الترميم وعضو اللجنة الدائمة للآثار الفرعونية السابق حجاجي إبراهيم: “إذا لم يراعَى تركيب كتل مناسبة، فقد تتساقط الحجارة الأصلية للهرم”
وأضاف إبراهيم: “إن خطورة تبليط الهرم، تكمن في نسبة التدقيق في تركيب البلاطات على الأحجار، نظرا لاختلاف مقاساتها وأوزانها” مشددًا على “ضرورة استخدام مواد ترميمة مناسبة، فضلاً عن المتابعة الدورية لها”
وحذر حجاجي من تكرار واقعة ترميم أبي الهول، حيث رفض الحجر الأصلي الحجارة الجديدة، وقال: “إذا استخدموا نفس الطريقة، فقد تسقط حجارة هرم منقرع، سواء من الداخل أو الخارج، نتيجة غياب المواصفات الملائمة لتركيب الحجارة” مستنكرًا الإستعانة بفريق ياباني، مردفًا: “نحن أحفاد بناة الأهرام”
كما أبدت الدكتورة مونيكا حنا عميدة كلية الآثار والتراث الحضاري، تخوفها من مشروع إعادة تغليف الهرم الأصغر، وقالت: “الحجارة الجرانيتية ملقاة بجوار هرم منكاورع منذ بناءه، ولم يتم تركيبها لأسباب غير معلومة، فكيف يتم تركيبها بعد كل هذا الوقت؟”
و دعت مونيكا إلى وقف هذا المشروع، خوفًا من وقوع كارثة، لافتةً إلى أن هرم منكاورع تعرض للإجتزاء في عهود مختلفة، آخرها عصر محمد علي باشا، مما يؤكد إستحالة إستخدام قطع غير مكتملة، على هرم تعرض منذ آلاف السنين إلى عوامل بيئية مختلفة.
وتوقعت مونيكا فشل المشروع، نظرًا لضعف قدرة الهرم الاصغر على تحمل أوزان الحجارة الجرانيتية، مما قد يسبب كارثة للهرم.