بعد 13 عام من الحرب.. ماذا تحتاج سوريا لتعود كسابق عهدها؟
انتهت الحرب في سوريا والتي استمرت لأعوام، وتلاشت الأحداث المروعة من عناوين الأخبار، وتحولت الحرب إلى صراع شبه بارد، يتصف بالعنف والألم، وأصبح الأمل لدى السوريين بالمستقبل، من خلال معرفة ماذا تحتاج سوريا لتعود كسابق عهدها؟ وبما أن سوريا قلب العروبة النابض، فلا يمكن أن نفصل ما يحدث هناك عن الأحداث على الساحة العربية.
ماذا تحتاج سوريا لتعود كسابق عهدها؟
قمنا بالاستطلاع التالي لمعرفة وجهة نظر الأخوة العرب حول ما تحتاجه سوريا لتعود كسابق عهدها، والبداية كانت مع محمد حمدان وهو رجل أعمال سعودي والذي قال أن الحل في سوريا يكمن في فتح باب الاستثمارات والمقاولات، وسن تشريعات وقوانين التي تجذب وتحمي المستثمرين وتسهل عملهم.
بينما عبر توفيق رفاعي وهو جزائري الجنسية، عن أمله بعودة سوريا كسابق عهدها ، موضحا أن التاريخ حافل بالحروب، وأعظم تجربة يمكن الاستفادة منها هي التجربة الألمانية، فألمانيا خرجت من الحرب العالمية الثانية دولة مدمرة، لا نفط ولا غاز ولا موارد طبيعية، هي فقط غنية بالفحم الحجري، ومن خلال استثمارها في الفرد الألماني، وتنشئته منذ الصغر ضمن برامج حكومية مدروسة، استطاعت أن تنهض لتصبح دولة عظمى.
وفي نفس السياق تحدث ظافر قاسم وهو مواطن تونسي يقيم في استراليا، مؤكدًا أن إعادة إعمار أي بلد يبدأ من التعليم، فالأولوية للتعليم في بناء جيل متعلم قادر على نقل البلد إلى مصاف الدول المتقدمة، وأن الاقتصاد الأهم هو اقتصاد المعرفة، ويجب أن يترافق التعليم مع العدل بين الناس من خلال نزاهة القضاء.
بلد غني بالموارد
ويعتبر جاسم علي وهو مواطن قطري، أنها بلد غني بالموارد الهامة، ومن الممكن أن تصدر الكثير من المواد الأولية الهامة للصناعات المختلفة، وتستورد المواد الصناعية اللازمة لدفع العملية الإنتاجية، وانه يجب على الحكومة أن توفر التسهيلات اللازمة للاستيراد والتصدير، من خلال إلغاء الجمركة والضرائب.
وقال إسماعيل شفا عمري وهو مواطن فلسطيني أن الحرب كانت لإضعاف محور المقاومة، ولخدمة العدو الإسرائيلي، وأنه يجب على الحلفاء دعم سوريا، لإعادة بناء البنى التحتية والمعامل والمصانع، بالإضافة إلى ترميم محطات الطاقة الكهربائية، وإقراضها المال اللازم للبدء بالعملية الإنتاجية.
يرى سعيد نهيان وهو إماراتي الجنسية، أن الطبيعة السورية الخلابة المتنوعة من جبال وبحار وأنهار، والمطعمة بالمدن والاكتشافات الأثرية، لديها القدرة على جذب السياح من مختلف بقاع الأرض، وأضاف أن الكثير من سكان العالم ليس لديهم علم أن أول أبجدية في التاريخ وجدت في أوغاريت في مدينة اللاذقية، وأن مدينة تدمر الأثرية تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، وهناك الكثير من المواقع الأثرية المغمورة، والجدير بالحكومة السورية الإعلان عن هذه المواقع والاهتمام فيها لأن انتعاش السياحة جزء لا يتجزأ من انتعاش الاقتصاد.
وأكد أحمد عبد الله وهو مواطن عراقي، أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على سوريا ساهمت في تأخير إعادة الإعمار، وأن إلغاء العقوبات يعتبر الخطوة الأولى للبدء بإعادة الإعمار.
وأشاد نادر سيف وهو مواطن مصري، بعودة سوريا إلى جامعة الدولة العربية، مؤكدا” ضرورة العودة إلى الحضن العربي.
وأجاب حسين حسن وهو لبناني الجنسية، أن أكثر ما تحتاجه البلد في هذه الفترة هي القوة البشرية، فعودة المهجرين وأصحاب العقول، يفتح الباب لمشاركة السوريين جميعا” في بناء بلدهم.
والجدير بالذكر أن إجابة السؤال ماذا تحتاج سوريا لتعود كسابق عهدها؟ يرتبط بجدية أصحاب القرار من الداخل، ورغبة الغرب في الخارج عودة سوريا كما كانت عليه.