حكاية صورة.. تتويج جثة اينيس دي كاسترو كملكة للبرتغال واجبار الشعب والامراء على مبايعتها

حكاية صورة.. تتويج جثة اينيس دي كاسترو كملكة للبرتغال واجبار الشعب والامراء على مبايعتها
لوحة للرسام الفرنسي بيير تشارلز

واقعة غريبة يعود تاريخها إلى زمن الملك ألفونسو الرابع ملك البرتغال، وقد جسدها الرسام الفرنسي بيير تشارلز عام 1849 في لوحة تصور ما حدث، حيث صور مراسم حفل تتويج جثة اينيس دي كاسترو كملكة للبرتغال خلال القرن الرابع عشر، فما هي الحكاية؟!

لوحة تتويج جثة إينيس دي كاسترو كملكة للبرتغال
لوحة تتويج جثة إينيس دي كاسترو كملكة للبرتغال

 

الوصف والتوصيف

يتبين من الصورة تتويج جثة اينيس دي كاسترو كملكة للبرتغال، حيث توجد جثة لامرأة وهي “إينيس دي كاسترو” Inês de Castr، وهي تجلس على كرسي العرش، وذلك بعد احضارها من قبرها في دير “سانتا كلارا”، وإلباسها زي الملكات، وتنصيبها على كرسي العرش وإصدار الأوامر إلى النبلاء ورجال الدين والفلاحين وعامة الشعب، للانحناء لها وهي ميتة وتقبيل يدها ومبايعتها كملكة للبلاد.

 

الخلفية التاريخية

كان ملك البرتغال “ألفونسو الرابع” يريد تزويج ابنه ووريث عرش البلاد من إحدى الأميرات الإسبانيات، ولكن الابن بيدرو الأول كان يريد الزواج من إينيس دي كاسترو التي كانت تعمل كخادمة في القصر، خاف الملك على سمعة العائلة الملكية البرتغالية، ورفض هذا الزواج وحاول بشتى الطرق تزويج ابنه من أميرة اسبانية، لكن  بيدرو تصدى لكل محاولات والده وتمسك بإينيس وجمعهما الحب.

عجز الملك عن اقناع ابنه، ولم يجد أمامه حل سوى التخلص من اينيس لمنع هذا الزواج، فأمر رجاله بقتلها عندما يخرج الأمير بيدرو في رحلة الصيد، وبالفعل استغل الحراس خروج الأمير للصيد وتوجهوا اليها وقطعوا رأسها، أما ابنائها، وعندما علم الأمير بيدرو بما حدث ثار على والده وأشعل حرب أهلية في البرتغال، وتوقفت هذه الحرب بموت الملك ألفونسو الرابع، وتولي بيدرو العرش، ليبدأ رحلته العجيبة في الانتقام.

انتقم بيدرو من كل من شارك في فتل اينيس من خلال انتزاع قلوبهم وهم أحياء، وأخرج جثة اينيس من قبرها ونصبها كملكة للبرتغال وأجبر البلاط بأكمله على مبايعتها.

وقد أصبحت قصة الحب التي عاشها كل من بيدرو الأول وإينيس دي كاسترو، مصدر إلهام للعديد من المؤلفين والرسامين والملحنين الذين عملوا على تخليدها من خلال عدد هائل من اللوحات الفنية والروايات والأوبرات.

 

صاحب اللوحة

اللوحة من أعمال الفنان بيير تشارلز، وهو من الفنانين المتميزين في رسم الأحداث التاريخية وأنشطة الحياة العادية واللحظات الزمنية الغريبة، وهو من مواليد ليون 23 أبريل 1823، وقد توفي 30 نوفمبر 1895 في فونتينبلو.