تقرير : أمانى أنور
تشهد دولة العراق صراع دوى لا يتوقف منذ الاحتلال الامريكى للعراق وتحويلها من دولة مؤسسات إلى دولة أحزاب وطوائف ، ولعل الناظر فى المشهد الحالى للعراق يرى دموية وحالة اللا دولة التى يريدها المليشات المسلحة والطائفية والأحداث الأخيرة التى حدثت دليل على ما نقوله ، فقد رصدت المحايد بعض آراء السادة المحللين السياسين المتابعين للمشهد العراقى وكانت آراءهم كالتالى :
ورأى كُتّاب أن التظاهرات التى تحدث بين الحين والآخر أنها نتيجة تراكمات من الفساد وفشل سياسات الحكومات المتعاقبة، كما أشار بعضهم بأصابع الاتهام إلى إيران .
من ناحية أخرى، ألقى البعض باللوم على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي باعتباره مسؤولا عن حمام الدم الوحشي الذي رافق الاحتجاجات.
ويشهد العراق منذ نحو شهرين تظاهرات أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل وآلاف الجرحى
حيث يندد المتظاهرون بما يرونه انتشارا للفساد وتدهورا في أوضاع البنية التحتية وارتفاعا في مستويات البطالة.
يرى شمسان بن عبد الله المناعي في الشرق الأوسط اللندنية أن الاحتجاجات جاءت “نتيجة تراكمات من الفساد والتدخل الإيراني البغيض بعد الغزو والأحزاب المتهالكة وتعاقب حكومات فاشلة ، حيث يرى أن هذه الحكومات تباطأت في رسم سياسات لمستقبل العراق، وصرفت الأموال هنا وهناك، بالإضافة إلى الميليشيات التي استنزفت الميزانيات، كل ذلك مثَّل ضغوطاً سياسية واقتصادية ولوجستية على شعب العراق، الذي استهانت به إيران، فكان لا بد أن يحدث مثلما حدث ويقول الشعب كلمته.
حيث قال جمال جصاني في “الصباح الجديد” العراقية إن الاحتجاجات وما رافقها من أحداث عنف متبادل بين قوات الأمن والمتظاهرين تعكس المأزق الذي وصلت إليه العملية السياسية بعد أكثر من 16 عاماً على ما يفترض أنها مرحلة للعدالة الانتقالية، والتي تُمهّد لولادة عراق جديد آمن ومزدهر ومستقر، هذه المهمة التي أخفقنا بها جميعاً أفرادا وجماعات.
كما قال في الزمان العراقية رافد جبوري إن المتظاهرين سلميون ولديهم قضية عادلة ، كما أضاف أيضا إنهم ليسوا متآمرين بل مهمشين يحاربون جبالا من الفساد تستند إلى الميليشيات ودعم خارجي وداخلي قوي. لا أعرف إن كانوا سينتصرون أم لا في النهاية لكنهم قدموا موقفا تاريخيا نبيلا للشعب العراقي الذي عندما جاع ثار بهذه الطريقة، ثار ضد الطائفية والفساد سلميا وبلا نصير غير إرادته التي لن تموت .
وصرح : ” محمود الريماوي ” في الخليج الإماراتية أن الاحتجاجات كانت عابرة للطوائف والمناطق، وربما هذا ما أثار مخاوف ‘الدولة العميقة’ هناك من أن تتوحد الأصوات الشعبية وأن تعود اللحمة إلى النسيج الوطني والاجتماعي على قاعدة المطالب العادلة التي تجمع العراقيين، وأن يتحد الجميع في وجه الفساد المستشري الذي ينعكس إفقاراً للناس، وتقهقهراً للخدمات الأساسية، واضطراباً في حبل الأمن، وتشريداً للنازحين، والبطء الشديد في وتيرة الإعمار، وكأنه يراد لهذا البلد العظيم ألا ينهض من كبوته.
كما تلقي القدس العربي اللندنية باللوم على رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي باعتباره مسؤولا عن حمام الدم الوحشي الذي أغرق العراق خلال الأيام القليلة الماضية ، وحول القرارات التي اتخذت لامتصاص الغضب الشعبي العارم، تقول الصحيفة في افتتاحيتها إن أغلب هذه القرارات سيتم التلاعب بها، وربما ستفتح أيضا مجالات التلاعب والاختلاس والابتزاز للمتنفذين والممسكين بقرارات الحياة والموت في العراق، من أجهزة أمنية وميليشيات مسلحة ، حيث ترى أن القرارات تعتبر شكلاً من الإقرار بالمسؤولية وتقبلا لضرورة العمل على حلّ الأزمات المستعصية التي تتناهب العراق .
في السياق ذاته يقول غسان شربل في الشرق الأوسط اللندنية : أن الاحتجاجات هي أقرب إلى غضبة شعبية تمددت بسبب عمق الأزمة المعيشية، ثم كردة فعل على استخدام الرصاص الحي لقمعها، وصولاً إلى مسرحية القناصين المجهولين إنها احتجاجات طالبت بالكهرباء والماء ومكافحة الفساد ومعالجة مشكلات البطالة والفقر. وما كان هؤلاء الشبان ليواجهوا الرصاص بصدورهم العارية لولا شعورهم بانسداد الأفق وعدم الثقة بالوعود التي قطعتها الحكومات المتعاقبة.
ويقول فاروق يوسف في موقع ميدل إيست أونلاين إن هناك قدرا هائلا من الغباء في خطاب عادل عبدالمهدي الذي وجهه لحشود المحتجين ، ويضيف بقدر ما كان ذلك الخطاب استرضائيا بطريقة مخادعة بقدر ما كان مبطنا بالتهديد الذي يعرف هو قبل غيره أن الشعب الذي واجه سلاح الميليشيات بصدور عارية قد تخطى حاجز الخوف.
وما تشهده الساحة العراقية من صراع بين العصابات والحكومة المتمثلة فى رئيس الوزراء مصطفى القاظمى يبرهن على حالة الفوضى التى تعيشها العراق حين تهدد ميلشات مسلحة رئيس الوزراء وتقال العمليات التفجيرية والتى تستهدف القنصليات الدول الأجنابية على الأراضى العراقية لهو عين الفراغ الأمنى الذى تشهده العراق منذ عقود فلا اسقترار يوجد ولا معيشة طيبة للمواطنين ولا ثبات حكومى او برلمانى .