يعتبر تغير المناخ القضية الحاسمة في عصرنا، ونحن حاليا أمام لحظة حاسمة في تاريخ كوكب الأرض، فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية. إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون صعبا ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم القيام بإتخاذ إجراءات جذرية الآن وعاجلا
لأن كل تأخير قد يؤدي لمشاكل وعواقب مختلفة.
ما هو الاحتباس الحراري الناتج عن تغير المناخ :
تحدث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل طبيعي وهي ضرورية لبقاء البشر والملايين من الكائنات الحية الأخرى على قيد الحياة عن طريق الحفاظ على جزء من دفء الشمس وعكسها مرة أخرى إلى الفضاء لتجعل الأرض صالحة للحياه، ولكن بعد أكثر من قرن من التصنيع ، وإزالة الغابات ، والزراعة الواسعة النطاق ، ذادت كميات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ ثلاثة ملايين عام. وبينما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري آخذة في الإرتفاع هي الأخرى.
علاقات علمية بتغير المناخ :
كشف تقرير علمي صادر عن الهيئة المعنية بتغير المناخ الذي شمل جميع المناطق في العالم
ويذكر التقرير بوضوح أن دور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه. كما يُظهر أن الإجراءات البشرية لم تزل لديها القدرة على تحديد المسار المستقبلي للمناخ، مشيرًا إلى الانخفاض الكبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى للحد من تغير المناخ.
ويوضح التقرير عدد من تأثيرات تغير المناخ التي يمكن تجنبها عن طريق الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بـ 2 درجة مئوية أو أكثر. على سبيل المثال، ومقرر بحلول عام 2100، سيكون إرتفاع مستوى سطح البحر العالمي أقل بمقدار 10 سم مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بـ 2 درجة مئوية. وإن احتمال وجود محيط في القطب الشمالي خالٍ من الجليد البحري في الصيف سيكون مرة واحدة في كل قرن مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية.
ويؤكد التقرير أن الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية يتطلب تحولات “سريعة وبعيدة المدى” في الأرض والطاقة والصناعة والنقل والمدن. ويجب الاخذ في الاعتبار بضرورة أن تنخفض الانبعاثات العالمية الصافية الناتجة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 45٪ عن مستويات عام 2010 بحلول عام 2030، لتصل إلى “صافي الصفر” في حوالي عام 2050. وهذا يعني أنه يجب موازنة أي انبعاثات متبقية عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء.
وفي هذا الشأن الذي تناقشه العديد من البلاد في جميع المؤتمرات المعنية بدراسة تغيرات المناخ المختلفة وآثارها على جميع المناطق بسطح الأرض والواجب تكاتف الجهود للحد من التدهور الذي قد يلحق بكوكبنا مستقبلا
فكل المشاكل يمكن محاولة السيطرة والتقليل من آثارها السلبية وتفاديها بعمل ما يلزم في كل فترة نمر بها
طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة.
مؤتمر شرم الشيخ لمحاربة تغير المناخ
وفي هذا الشأن أطلقت مصر الموقع الإلكتروني الرسمي لجمهورية مصر العربية، الخاص بالبلد المضيف لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة الـ 27 للتغيرات المناخية، الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ فى المدة من 6 إلى 18 من شهر نوفمبرالقادم، والموقع الإلكتروني الرسمي لقمة المناخ تم إنشاؤه بالتعاون والتنسيق بين وزارة البيئة ووزارة الاتصالات المصرية والأمم المتحدة، وسيتضمن الموقع كافة التفاصيل المرتبطة بمؤتمر شرم الشيخ كما سيحتوي على تفاصيل التسجيل وحضور كل المشاركين من القطاع الخاص والأهلي والمراكز البحثية، ضمن منطقة الفاعليات التي تعقد على هامش القمة، حيث أن حضور المؤتمر بالتسجيل وليس بالدعوات.
جدير بالذكر أن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، تهدف إلى تحقيق النمو الإقتصادي المستدام، الذى يقوم على خفض الانبعاثات الدفيئة الصادرة عن بعض القطاعات ، إضافة إلى تحسين قدرات التكيف والمواجهة لآثار التغيرات المناخية، كآلية لحماية الاقتصاد، وحوكمة المناخ، وإيجاد تعزيز تمويل المناخ والبنية التحتية، تعزيز البحث العلمي والتكنولوجيا ورفع الوعي لمواجهة تغير المناخ، وأن هناك حزمة أولى من المشروعات المقترحة، لتنفيذ أهداف الاستراتيجية سواء في مجال التكيف والتخفيف والآثار الاجتماعية والإقتصادية لتغير المناخ، بعد موافقة المجلس الوطني للتغيرات المناخية، ومنها برنامج الطاقة الجديدة والمتجددة متضمنا الهيدروجين الأخضر، حيث أن القطاع الخاص له دور كبير فيه، وأيضا برنامج النقل، وبرنامج تخزين واحتجاز الكربون ونقله، وهناك خطط مخصصة للزراعة والمحاصيل، وحماية المناطق الساحلية، وتحلية المياه بالطاقة المستدامة.