“تنبؤات قديمة”بشأن سد النهضة تكشف مستقبل الصراع بين مصر و إثيوبيا.

“تنبؤات قديمة”بشأن سد النهضة تكشف مستقبل الصراع بين مصر و إثيوبيا.
تظهر كثير من الوثائق البريطانية جوانب جديدة من قضية سد النهضة من خلال  تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية لطموح إثيوبيا تجاه النيل ودولتى المصب.
تسعى حكومة آبي أحمد لإحياء الطموح التاريخى لإثيوبيا بالنيل من خلال تغيير معادلة الحقوق المائية لمصر والسودان، عبر مشروعات السدود والتى من بينها سد النهضة الذى يكتنف كثير من المؤامرات ضد نظرية الأمن القومى المائى بمنطقة دول حوض النيل.

صدقت الوثائق البريطانية بشأن سد النهضة ولو صدفوا.

حيث خرجت وثائق بريطانية مؤخرا بشأن الرؤية السياسية لتطور سد النهضة فى ستينات القرن الماضي من وجهة النظر الإثيوبية،مفيدة أن أديس أبابا سعت بشكل جدى لتغيير مسار النيل الأزرق ليصب بالبحر الأحمر عبر مشروع السد.
وتستطرد تلك الوثائق التى أوردها الإعلامى أحمد موسى ببرنامجه”على مسئوليتى” المذاع على قناة”صدى البلد” ،أن إثيوبيا سعت منذ سنوات طويلة لتنفيذ هذا المشروع ولكن مصر وقفت لها بالمرصاد،متكهنة بعدم سماح مصر بحدوث ذلك مستقبلا،منهية فحوى تلك الوثائق بجملة”فليعن الله مصر”.
فلا يمكننا الجزم بأن ما توصلت إليه بريطانيا بشأن سد النهضة هو من قبيل الصدفة،ولكنها قراءة ناجحة تنبئ عن رغبة إثيوبيا مقيتة لطمس الجغرافيا البيئية والسياسية بتلك المنطقة لصالح ما تسميه الطموح التنموي الذى يختبئ خلفه جهات دولية مغرضة،وهذا ما تفطن له مصر جيدا منذ وقت طويل.
هذا يؤكد أن إثيوبيا ترغب وبشدة فى محاربة الطبيعة التى أقرت بمبدأ مصر هبة من النيل،ومن ثم تنظر مصر لقضية السد من منظور وجودى فى حين تعلن إثيوبيا أن الخلاف بين مصر والسودان و إثيوبيا يتعلق فقط بالجوانب التشغيلية للسد ،ولهذا نرى آديس أبابا تتحدث عن تعهدات شفهية بعدم الإضرار بمصالح مصر والسودان!!.

أصحاب”السد” يترقبون جلسة مجلس الأمن.

أعلنت إثيوبيا يوم أمس عن بدءها بالملء الثانى للسد،حيث جاء ذلك بمعرض حديث رئيس الوزراء الإثيوبى آبي أحمد عن تطورات قضية السد أمام جموع من الصحفيين،مستعرضا لما يعرف بنظرية الاستمطار الصناعى الذى تنتوى إثيوبيا الشروع فيه من أجل السماح لمصر والسودان بالاستفادة من المياه،على حد زعم آبي أحمد.
وهذا بدوره يتنافى مع ما ذهب إليه السفير الإثيوبى بالخرطوم خلال الايام الماضية الذى تحدث عن عدم القدرة على تلبية مطالب مصر والسودان بشأن وقف الملء الثانى،معللا ذلك بأن ملء السد أصبحت عملية تقنية فى الأساس.
والذى يدقق بتلك التصريحات بجدية يتمكن من استطلاع الرغبة الإثيوبية فى ممارسة بروتوكولية لقضية السد بعيدا عن المضمون الحقيقى لمشكلة المياه.
وهذا يعنى أن إثيوبيا تحاول أن تظهر قضية السد كنزاع تقنى ليس له علاقة بمصطلح الحقوق التاريخية لمصر والسودان فى النيل،من أجل التتصل من الاتفاق الملزم والقانوني الذى تطالب به مصر والسودان،فى وقت تقترب فيه قضية السد من الدخول إلى أروقة مجلس الأمن بحلول الخميس المقبل من الإسبوع الجارى.
فتحاول إثيوبيا من خلال إعلانها البدء بالملء الثانى للسد أن تخزن كمية من الماء، قبل عقد جلسة مجلس الأمن الذى من المفترض أنها سوف تطالب بوقف الإجراءات الأحادية من قبل إثيوبيا تحت ضغط المجتمع الدولى،وذلك على شاكلة خديعة أصحاب السبت وقصتهم الشهيرة فى القراءن،ليصبح عندنا فى هذا العصر ما يعرف ب أصحاب” السد”،والتى تدور بفلك سياسة فرض الأمر الواقع.

سيناريوهات حل أزمة سد النهضة عقب اجتماع مجلس الأمن.

لا نستبعد عدم انصياع إثيوبيا لقرارات المجلس الذى سوف يشوبها كثير من التعطيل من قبل الصين وروسيا،ومن ثم لن تترك مصر المجال مفتوحا أمام هاتان الدولتين لاستخدام الفيتو ضد القرار الأمريكى بشأن سد النهضة،فى ظل كثير من القضايا الشائكة والتى حتما ستسقط كثير من صداها نحو ملف سد النهضة مثل سوريا وليبيا وتركيا.
فإثيوبيا تراهن على حالة عدم التوافق بين أمريكا وروسيا والصين بهذا الملف نظرا لطبيعة العلاقات على الصعيد الدولى بينهم كما ذكرنا،فى حين تؤشر تصريحات المسئولين المصريين  السودانيين بأن اجتماع مجلس الأمن سيكون الفرصة الأخيرة للحل السلمى.
وهذا ما تجلى بأحاديث بعض البرلمانيين فى مصر و تصريحات أحد أعضاء التفاوض السودانيين خلال اليومين الماضيين،وسط تأكيدات من الرئيس السيسى برفض مبدأ التفاوض المجاني أو الدائم دون جدوى.
فأوكد مرة ثانية أن مصر تسعى بذكاء شديد باتجاه كسب التأييد الدولى والعربى نحو حقها باستخدام القوة الرشيدة لوقف تلك المخططات الإثيوبية،وهذا ما ستنجح فيه وتفشل فيه إثيوبيا.
المصدر /
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2372502
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1449449-%D8%A7%D9%95%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%94-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A7