تفاصيل تهديد ترامب بأنه لن يسمح بوقوع قناة بنما في الأيدي الخطأ

تفاصيل تهديد ترامب بأنه لن يسمح بوقوع قناة بنما في الأيدي الخطأ

قام الرئيس المنتخب “دونالد ترامب” بتجديد اتهامه لبنما، بأنه اذا لم تدار قناة بنما بطريقة مقبولة  فسوف يقوم بالمطالبة بتسليم القناة إلى الولايات المتحدة لكي تقوم بإدارتها، حيث حذر على موقعه للتواصل الاجتماعي “تروث سو شيال” من أنه لن يسمح بوقوع القناة  في الأيدي الخطأ، وقد بدى ذلك وكأنه يحذر من وجود التأثير الصيني المرتقب على ممر بنما البالغ الأهمية، ولقد أكد على أن القناة تعتبر من الأصول الحيوية للولايات المتحدة، بسبب دورها بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، و للاقتصاد الأمريكي لان أمريكا هي المستخدم الأول للقناة.

قناة بنما إحدى عجائب العالم الحديث

وأضاف ترامب أن قناة بنما تعتبر إحدى عجائب العالم الحديث، وقدتم افتتاحها  قبل 110 أعوام، وقد تم إنشائها بتكلفة  ضخمة من قِبل الولايات المتحدة حيث  مات  قرابة 38 ألف أميركي، خلال عملية البناء بالإضافة إلى التكلفة المالية في عمليات الحفر  والبناء، و أنه لا يمكن لبنما أن تفرض على الولايات المتحدة وقواتها البحرية وشركاتها أسعار مرور باهظة، حيث تعبر من القناة وإلى الموانئ الأمريكية أكثر من 70% عمليات متعلقة بالولايات المتحدة، وأنه قد تم التعامل مع القوات البحرية بطريقة غير عادلة.

و صرح ترامب أن الرسوم التي تفرضها بنما على القوات البحرية سخيفة، وأنه يجب التوقف الفوري عن التعامل بهذه الطريقة، ولقد حذر من أنه لن يسمح بوقوع القناة في يد لا تستطيع الحفاظ عليها، وأن من مصلحة الولايات المتحدة تشغيل قناة بنما بشكل آمن وفعال وأنه اذا لم يتم إتباع مبادئ قانونية وأخلاقية فسوف يطالب باستعادة القناة بشكل كامل.

الخوف من زيادة نفوذ الصين على قناة بنما

نجد أن  تصريحات ترامب  التي أدلى بها قد ارتبطت  بعدة مخاوف، من خلال  زيادة تأثير النفوذ الصيني في التجارة العالمية والبنية التحتية الاستراتيجية، بحسب ما أورد موقع بوليتكو،  بالرغم من أنه لا يوجد حاليا أي كيان صيني يدير قناة بنما مباشرة أو يتحكم في عملياتها.

ولقد تمكنت بكين من تعزيز وجودها بشكل كبير في أميركا اللاتينية على مدار العقدين الماضيين، من خلال استثماراتها  في الموانئ ومشاريع البنية التحتية والاتفاقيات التجارية التي تقوم بها، وتدير شركة مقرها هونغ كونغ، وأيضا من خلال  الميناءين الرئيسيين على طرفي القناة ، بالبو في جانب المحيط الهادئ، وكريستو بال في الجانب الأطلسي.

وحسب “بوليتيكو”، لم تقم  بكين باتخاذ أي خطوة تدل على رغبتها  في شراء القناة أو توسيع نفوذها الحالي بأي شكل من الأشكال، ولذلك ربما كانت تصريحات ترامب استباقية، لمحاولة ردع  الصين عن أي توسع مخطط في في أميركا اللاتينية، ولربما كان التحول الذي حدث أخيرا مع انتخاب خوسيه راؤول مولينو رئيسًا قبل شهور، في صالح واشنطن، فلقد تعهد مولينو بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وهو ما يشير إلى تحول محتمل في سياسة بنما الخارجية نحو التوافق بشكل أكبر مع المصالح الأميركية.

تاريخ بناء القناة

وقامت  الولايات المتحدة بتحمل مسؤولية بناء قناة بنما مع بداية القرن العشرين، وكان ذلك في عهد الرئيس الأسبق ثيودور روزفلت، ولقد تولت إدارة المنطقة المحيطة بالممر لعقود من الزمن، وقامت واشنطن بتوقيع معاهدة عام 1903 مع دولة بنما المستقلة حديثًا آنذاك، سمحت لها بتطوير مشروع القناة التي كانت مطلوبة بشدة لعدة سنوات وذلك  لربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي، ونصت المعاهدة أن تدفع واشنطن لبنما من الإيرادات المحصلة  من القناة، وفي المقابل تضمن الولايات المتحدة حياد القناة والسيطرة على الأراضي على جانبي الممر المائي من قبل الحكومة البنمية، وكانت هذه المنطقة، المعروفة باسم منطقة قناة بنما، تدار من قبل الولايات المتحدة ويطبق قانون الولايات المتحدة على سكان المنطقة.

 وبعد عدة  عقود من المشاكل ، وقعت إدارة الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر معاهدتين عام 1977 مع الحاكم الفعلي لبنما عمر توريخوس، لنقل السيطرة على ممر الشحن الحيوي إلى بنما.

وبموجب شروط المعاهدتين، حصلت بنما على السيطرة على القناة عام 1999، فيما احتفظت الولايات المتحدة بالحق في الدفاع عنها من أي تهديد لحيادها، وقد علق ترامب على ذلك بقوله أن كارتر أخطأ حين تنازل عن قناة بنما، خلال فترة ولايته لرئيس بنما، لكنه لن يسمح لأي تدخل من قبل الصين أو أي دولة أخري في قناة بنما.