جورج قرداحي أشعل الحرب بثلاث كلمات
جورج قرداحي أشعل الحرب بثلاث كلمات.. قال كلمات ليست كالكلمات. ويبدو أن من استدعى كلمات جورج قرداحي في هذا التوقيت أراد تعكير صفو اللبنانيين بأزمة جديدة مع الخليجيين. وكم كان للخليجيين من فضل على اللبنانيين في إعمار بلادهم وتمويل الكثير من مشروعات التنمية فيها. كل ما قاله قرداحي كان بصوته الجهوري وبكلماتٍ واضحة ردًا على أسئلةٍ وجهت له في إحدى الفعاليات النقاشية. قال الرجل يومها عن هجمات الحوثيين إنها “دفاع عن النفس.” ورغم كونها كلمات مشروعة ورغم حرية أي إنسان في التعبير عن رأيه ومعتقده لكنها كلمات ثلاث أشعلت أزمة. لذلك يمكن القول إن جورج قرداحي أشعل الحرب بثلاث كلمات.
أساس المشكلة
بدأت المشكلة عندما نشر أحد الأمراء السعوديين مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في هذا الفيديو، كان جورج قرداحي ضيفَا في برنامج “برلمان الشباب.” وفي إجاباته المثيرة للجدل والمشوبة بانحيازه ضد الديمقراطية وحق الشعب في التغيير والتعبير قال قرداحي إن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم. وبعد تداول هذا المقطع اشتعلت الأجواء وقامت الدنيا ولم تقعد. بعدها بدأت الدول الخليجية تعلن عن موقفها الرافض لهذه الرؤية وبدأت مشكلة دبلوماسية جديدة مع لبنان. والمشكلة اليوم بمذاقٍ فريدٍ وبشكلٍ يوحي بقطيعة وشيكة لن يجدي معها الاعتذار ولن يفيد لبنان فيها تصريح ميقاتي أو حتى عون بشجب تلك التصريحات ورفضها.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
الكويت تستدعي السفير والإمارات تدين وميقاتي يراوغ
انتفضت الكويت بعد تسريب تلك الكلمات وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية رفضها لها واستدعت القائم بالأعمال اللبناني لتبلغه احتجاجها عليها. لكن اسمحوا لي أن أسأل المسؤولين في الكويت والإمارات التي تدين وميقاتي الذي يراوغ: هل يسأل هذا القرداحي عما يعتقد وعن وجهة نظره قبل تولي منصبه؟ وما للناس وما له وهو لم يكن حينها وزيرًا للإعلام لو صح الحديث عن أنها كانت قبل توليه حقيبة الإعلام في حكومة ميقاتي.
أيضًا، لو نظرنا للأمر من زاوية الاعتداءات على الحوثيين وحقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد التحالف العربي ضدهم لوجدنا أن الأمر فيه ما فيه من غموض وعدم وضوح. فالمشكلة تتفاقم ومعاناة الشعب اليمني متواصلة والضربات السعودية والإماراتية لا تتوقف وكلٌ يستخدم أدواته وأسلحته وفي الحرب فعل ورد فعل وكل فعلٍ له ما يبرره. فلا تحاسبوا الرجل على رأيه وأعتقد أنه مسيحي ولا يجامل حزب الله اللبناني. كذلك، يبدو لي أن كراهية جورج قرداحي للسعودية لن تكون أشد من كراهيته لحزب الله لو اعتبرنا مسيحيته.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ما المشكلة لو أدلى الرجل بدلوه وعبر عن رأيه؟ وإن كنت لا أتفق معه فيما قاله. ووالله لقد قال في ذلك اليوم ما هو أشد وأعظم. فقد أنكر الديمقراطية وطالب بقلب الطاولة في لبنان. كذلك، قال قرداحي تصريحات أخرى في قضايا إقليمية وعالمية أخرى. فلماذا تركزون على انحيازه لحق الحوثيين في الدفاع عن الحوثيين؟ ألم تكن عملية استئصال الحوثيين من اليمن تحمل عملية الحزم وإعادة الأمل؟ هل حدث حزم وهل أعادت العملية بعد هذه السنوات الأمل؟ والله لا.
محمد يوسف محمد المحمودي القاهرة في السابع والعشرين من أكتوبر 2021