ما العلاقة بين نزلات البرد المتكررة وحساسية الأنف عند الأطفال؟ وكيف يمكن علاجهما؟

ما العلاقة بين نزلات البرد المتكررة وحساسية الأنف عند الأطفال؟ وكيف يمكن علاجهما؟

حساسية الأنف عند الأطفال من المشكلات التي تواجهها معظم الأمهات في الشتاء بسبب تكرار نزلات البرد التي يتعرض لها الطفل سواء في الشتاء أو تقلبات الجو في الفصول المختلفة.

أحيانا تستمر الأعراض من زكام ورشح لمدة طويلة قد تصل لعدة شهور، ومع استخدام العلاج تختفي الأعراض وتعود مرة أخرى.

فهل تعلمي أن علاج تلك الأدوار المتكررة يكمن في علاج السبب؟

كثيرا ما يكون السبب هو حساسية الجيوب الأنفية، ولأني أعلم بمعاناتك سآخذك في رحلة ونتناول في هذا المقال أسباب حساسية الأنف، والأعراض، والعلاج.

ما هي حساسية الأنف عند الأطفال؟

عند تعرض الغشاء المخاطي  لبعض الأطفال لأحد مثيرات الحساسية كالأتربة والدخان…إلخ فإن الجهاز المناعي يفرز بعض المواد كمادة الهيستامين (histamine) كرد فعل مناعي قوي، مما يؤدي لالتهاب الجيوب الأنفية والأغشية المخاطية وزيادة إفراز المخاط الذي يسبب العديد من المشاكل سنتناولها خلال هذا المقال.

أسباب حساسية الأنف عند الأطفال 

تنقسم أسباب حساسية الأنف عند الأطفال إلى:ـ

1. أسباب تتعلق بعامل وراثي

يلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في احتمالية إصابة الطفل بحساسية الأنف إن كان أحد الأبوين أو كلايهما أو أحد أقارب الدرجة الأولى مصاباً بالحساسية سواء حساسية الأنف أو حساسية الصدر.

2. أسباب تتعلق بعامل بيئي

يتمثل العامل البيئي في أحد مثيرات الحساسية، وهي:ـ

  1. الأتربة.
  2. االدُّخَّان.
  3. حبوب اللِّقاح.
  4. المواد الكيميائية ذات الرائحة النفاذة مثل العطور ومواد التنظيف.
  5. لعاب القطط ووبرها.
  6. تيار الهواء البارد خاصة في فصل الشتاء.

عند اجتماع العامل الوراثي مع العامل البيئي تبدأ معاناة الطفل من حساسية الأنف وأعراضها.

أعراض حساسية الأنف عند الأطفال

تتشابه أعراض حساسية الأنف مع أعراض البرد، ولكن بعض الاختلافات  بينهم تؤكد لكي عزيزتي الأم أنه ليس مجرد دور برد، تلك الاختلافات هي:

  1. رشح وزكام لمدة طويلة أكثر من أسبوعين.

  2. إحساس الطفل بالرغبة في الحكة والهرش في الأنف.
  3. العطس المتكرر.
  4. تكرار الدور باستمرار.
  5. ملاحظة أعراض الرشح والحكة أو هرش الطفل في أنفه بعد التعرض لأحد المثيرات، وفي فصول معينة خاصةً فصلي الربيع والخريف.
  6. الهالات السوداء تحت العين؛ بسبب احتقان الأوردة تحت العين نتيجة الالتهاب المزمن للأغشية المخاطية والجيوب الأنفية.
  7. الكحة.
  8. التهاب الحلق.
  9. صعوبة التنفس و الخنفرة عند الرضع.
  10. الأدوار المتكررة من التهاب الأذن الوسطى بسبب الإفرازات الخلفية للأنف.
  11. الصداع، نتيجة التهاب الجيوب الأنفية.

 مضاعفات حساسية الأنف عند الأطفال

يعد دور البرد المتكرر إحدى مضاعفات حساسية الأطفال، ولكنه الأبسط حيث يوجد العديد من المضاعفات الأخرى الأشد خطورة إن لم يعالج السبب الأساسي.

وتتمثل تلك المضاعفات في الآتي:ـ

  1. التهاب مزمن في الجيوب الأنفية.
  2. التهاب الأذن الوسطى.
  3. قلة التركيز والتحصيل الدراسي؛ نتيجةً للأرق وقلة النوم بسبب انسداد الأنف خاصةً ليلاً ومن ثم عدم الراحة والنوم اللازمان للطفل في تلك المرحلة من  عمره.

هل يمكن الوقاية من حساسية الأنف؟

العامل البيئي من أسباب الإصابة بحساسية الأنف؛ لذلك يمكننا الوقاية بأن نتجنب تعرض الطفل للمثيرات (التراب والعطور والدخان وفرو الحيوانات والاختلاف المفاجئ في درجات الحرارة أو التعرض لتيار هواء بارد) وإبعاده عنها قدر المستطاع.

وكذلك يجب الالتزام بالعلاج الوقائي لحساسية الأنف، الذي يتمثل في:

  1. بخاخات الكورتيزون مرة واحدة ليلاً، مثل بخاخ النازونكس ورينوكورت وافاميكس وغيرها.
  2. مثبطات لوكوترايين (leukotriene inhibitors)  مثل الأدوية التي تحتوي على المادة الفعالة المنتيلوكاست.

لا يجب أخد الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب المعالج.

علاج حساسية الأنف عند الأطفال 

يتمثل العلاج في علاج المضاعفات إن وجدت، وعلاج الأعراض.

علاج الأعراض حسب شدة الحساسية، ويشبه العلاج الوقائي باختلاف الجرعة، كالآتي:

  1. بخاخات الكورتيزون مرتان في اليوم، حسب شدة الحالة.
  2. مضادات الهستامين (Antihistamine).
  3. مضادات الاحتقان (Decongestants).
  4. مثبطات لوكوترايين

 (leukotriene inhibitors) 

الأدوية والجرعة حسب إرشاد الطبيب

  1. جلسات الاستنشاق باستخدام جهاز البخار، باستخدام محلول الملح وأحد أدوية موسعات الشعب الهوائية، ويعد علاجاً فعالاً في حالات النزلات الشعبية الناتجة عن حساسية الأنف وتراكم المخاط.
  2. غسيل الأنف للطفل ع الأقل مرتين يومياً صباحاً ومساءً، باستخدام محلول الملح يساهم كثيراً في تخلص الطفل من المخاط ومساعدته على التنفس بشكل جيد والنوم.

حساسية الأنف عند الأطفال

ختاماً…

أذكرك عزيزتي الأم أنك الطبيب الأول لطفلك، فيجب ملاحظة الأعراض جيداً وملاحظة أي تغير يطرأ على طفلك وإخبار طبيبه، فأنت عين الطبيب ودون إخباره عن التاريخ المرضي للطفل وجميع الأعراض يمكن أن يخطئ في التشخيص خاصةً وأن الكثير من الأمراض تتشابه أعراضها.

وتذكري دوما أن وظيفتك كأم وظيفةٌ ليست بالسهلة ولكن أطفالنا تستحق.