حوار الثقافات

حوار الثقافات

 بقلم إسلام يوسف

منذ قيام الدول وبداية العمران البشرى إتخذت كل أمة مجموعة من الثقافات والآداب والعموم ميزتها عن الأمم الأخرى ، ويتصل الجميع فى ملتقى تبادل الثقافات بإختلافهم فإنما منبطح لثقافة الغير أو منغلق على ثقافتة هو وكلا الحالتين مهددين بالانتهاء لأن الذى سلم نفسه لثقافة الوافدة عليه لم يطبق ما الذى سيأخذه من تلك الثقافة وهل ما أخذه متفق مع مبادىء مجتمعه ؟ هل ستمحو أثر أو وجدان ثقافى داخلى يدخل الوافد الثقافى الجديد محله ؟ اذا لم يعرف لما ياخذ فكيف له أن يعرف أن ما يسلكه هو ضياع للهوية الداخلية له .

والذى يغلق الأفق على التمسك بعاداته وثقافته دون أن يحتك بالغير فهو أيضا معرض للتآكل لأنه لن يصله ما هو جديد عن الأمم الأخرى ، ولو أراد المشاركة وهو مغلق عن نفسه سيعلن إفلاسه أنه مكتفى الذات وقد فاض الناتج لدية كيف له أن يحافظ عليه ؟ ليتفاجىء بالنتيجة هو كسر ذلك الإنغلاق الى السقوط فى منحط الأمم .

فما الحل فى الحضارات ؟
الحل يمكن فى الأخذ والتبادل الثقافى بين الحضارات ليحدث عملية تأثر وتأثير واندماج للمنجز المعرفى المحلى والمنجز الخارجى للإسهام فى تطوير المنجز المعرفى الإنسانى .

وقد إعتمدت الأمم على الماضى من التاريخ العظيم لكل أمة فعتمدت أوروبا على التاريخ والحضارة اليونانية الإغريقية والحضارة الرومانية ، واعتمد العرب على تاريخ الذهبى لصدر الإسلام وصولا إلى عصر الدولة العباسية تاج الإزدهار واعتمدوا على حضارات دول مثل العراق وبابل والسعودية بمكة وفلسطين بالقدس الى جانب مصر تاريخ عظيم من العلم والحضارة ، واعتمدت الفرس على الحضارية الفارسية التى حكمت نصف الكرة الأرضية لمدة كبيرة تقترب من عشرة قرون ، كذلك الهند والحضارة الهندوسية العريقة ، والصينية أيضا لها تاريخ كبير ممتد الى أكثر من ثلاثة ألاف عام .

فهل ظل الإنغلاق فى واحدة من تلك الحضرات ؟ كلا بل كان هناك تبادل الثقافات وازدهار المجنز المعرفى المتلقن عن الأمم الأخرى أخذت الرومانية عن اليونانية ، وأخذ العرب عن اليونانين والرومان ، ثم اخذت الدول التى فتحت على يد العرب المسلمين إلى التقارب والإنصهار مع الثقافة العربية ، وختتمت بالثورة الصناعية الكبرى والتغيير الأوربى لستمد هو الأخر من الحضارة اليونانية والعربية ، وهانحن الأن ناخذ من الغرب الاوروبى والأمريكى الثقافة والعلوم الحديثة .