التعلم.. رحلة المعرفة التي لا تنتهي
التعلم هو عملية مستمرة من تراكم الخبرات والمعلومات المتواصلة هي رحلة المعرفة التي تصاحب الأنسان طول حياته، فهي ليست مجرد اكتساب معلومات ومهارات جديدة بل هو أسلوب حياة يعمل على تطوير حياة الأنسان وكل ما يرتبط به ككل.
فهي تعتبر رحلة للاستكشاف لكل ما هو جديد وغير معلوم، من علوم وأفكار عديدة ومختلفة تعمل على توسعة أفق الأنسان وتزيد من مرونته أمام كل ما هو غامض وغير معلوم لديه.
وأيضاً فإن المعرفة تزيد من معرفتنا بكل ما يدور في العالم من حولنا، لان البحث المستمر وتطوير الذات يعملان على نمو الإنسان فكرياً واجتماعيا بشكل يجعله يحقق كل ما يصبو إليه، لان التعليم يمنح الأنسان القدرة على تغيير وتحسين حياته بشكل إيجابي فكلما زادت المعرفة زادت القدرة على المواجهة وعلى إيجاد الحلول والبدائل لكل المشكلات التي تواجه الأنسان بشكل عام سواء كان على الصعيد الشخصي، أو المهني.
كيف يمكن للقراءة والدراسة أن تساعدنا على تخطي العقبات؟
تعد القراءة والدراسة من أهم الوسائل التي تساعدنا على الاستمرار في مواجهة صعوبات الحياة، فمن خلال القراءة نتعرف على آراء وأفكار مختلفة لمجموعات مختلفة من البشر نستفيد من خبراتهم ومن حلولهم المختلفة لمشاكل قد تصادفنا في حياتنا اليومية، كما توسع قدرتنا على التفكير النقدي وعلى كيفية أتخاذ القرارات السليمة.
كيف يمكن للتعلم تطوير مهارتنا الشخصية والاجتماعية ؟
من الضروري أن يتم تطوير مهارتنا الشخصية والاجتماعية من خلال التعلم المستمر، ويكون ذلك من خلال التواصل الفعال مع الأخرين واكتساب مهارات القيادة من خلال العمل الجماعي، كما أن التعلم يساهم أيضاً في تنمية القدرة على حل المشكلات المفاجئة وعلى اتخاذ القرارات الصائبة في وقت الأزمات.
التعلم هو عملية تلقي المعرفة، والقيم والمهارات من خلال الدراسة أو الخبرات أو التعليم مما قد يؤدي إلى تغير دائم في السلوك، تغير قابل للقياس وانتقائي بحيث يعيد توجيه الفرد الإنساني ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية.
لهذا يجب التفريق بين مصطلحي تعليم وتعلم، فهما ملتصقان لدرجة الخلط بينهما.
التعليم عملية يقوم بها المعلم لجعل الطالب يكتسب المعارف والمهارات وبصيغة بسيطة: المعلم يمارس التعليم والطالب يمارس التعلم.
ولأننا نعلم أن رحلة المعرفة لا تنتهي، فكل يوم يمكننا تعلم شيء جديد هو أضافة لذاتنا ولقيمة الحياة التي نحياها، وكلما عملنا على تطوير أنفسنا في مجالات متعددة كلما كانت الفائدة اعظم، فالاستمرار في التعلم يساهم في بناء شخصية قوية، ومتوازنة ويمنحنا الفرصة لتحقيق النجاح والتميز في كل ما يصادفنا في حياتنا اليومية.
هناك العديد من الممارسات التي تساعد في رحلة المعرفة
- القراءة والتعلم المستمر : قراءة الكتب والمقالات والمواد التعليمية، توسع المعرفة وتطور في تنمية الشخصية.
- التحليل الذاتي: من المفيد أن تقوم بتقييم نفسك بصراحة وتحلل ناط ضعفك، ونقاط قوتك وتعمل على فهم سلوكياتك وعاداتك التي تتعامل بها مع الناس وكيف يمكنك أن تعمل على تحسين نفسك من خلال هذا التحليل.
- التواصل الفعال: تعلم مهارات التواصل الفعالة يساعد على بناء علاقات جيدة مع الأخرين، ويعزز الثقة بالنفس.
- التطوع والمشاركة المجتمعية: المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية، يساهم في تطوير الذات وتطوير القدرات القيادية، ويعزز الشعور بالرضا الذاتي من خلال رحلة المعرفة التي تتسق مع حب الخير ومساعدة الغير.
- وضع الأهداف: تحديد الأهداف الواضحة والقابلة للتحقيق يمكن أن يدفعك لمزيد من تنمية أهدافك وشخصيتك.
- التفكير الإيجابي: يتعلق بتغيير النظرة العامة والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة وتحويل التحديات إلى فرص للتطور والنمو.
ومن هنا يجب أن نتذكر أن بناء الشخصية وتطويرها من خلال عملية التعلم هي عملية مستمرة، وفردية خاصة بكل فرد
وتختلف باختلاف الأسلوب المتبع وثقافة الشخص نفسه، وقد تختلف كل طريقة عن مثيلاتها من خلال رحلة المعرفة المختلفة بحسب اختلاف الطبائع والثقافات المختلفة.