رسالة النبي ﷺ التي مزقها كسرى وأسلم بسببها أهل اليمن

رسالة النبي ﷺ التي مزقها كسرى وأسلم بسببها أهل اليمن

بعد أن عقد الرسول – صلى الله عليه وسلم – صلح الحديبية مع قريش، وما تلا ذلك من إخضاع اليهود، عمل على نشر الإسلام في كل ربوع الأرض، فأرسل عدد من الرسائل إلى ملوك وأمراء العالم خارج الجزيرة العربية يدعوهم فيها إلى الإسلام.

رد الملوك على رسائل النبي ﷺ

جاءت هذه الكتب وسيلة دعوية هامة، لإعلام الناس وإبلاغهم بدعوة الإسلام، وانطلقت مواكب رسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحمل بشائر وأنوار الهداية، وكانت تلك الرسائل تحمل حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على إسلام هؤلاء الملوك، وإبلاغ دعوته إليهم.

قال الطبري في تاريخه: “وقد اختلف تلقي الملوك لهذه الرسائل، فأما هرقل والنجاشي والمقوقس، فتأدبوا وتلطفوا في جوابهم، وأكرم النجاشي والمقوقس رسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وبعث المقوقس بالهدايا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم”

 

كسرى يعاند ويكابر ويمزق الرسالة

أما كسرى ملك فارس عاند وكابر ومزق الرسالة، حيث أرسل النبي – صلى الله عليه وسلم – إليه رسالة في السابع من شهر جمادى الأول من السنة السابعة للهجرة، ولكن هذه الرسالة كانت سبباً في إسلام أهل اليمن، وكان نص الرسالة كالتالي: –

“بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك”.

 

انهيار مُلك كسرى واسلام أهل اليمن

سلم عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه الرسالة، وعندما سمع كسرى ما جاء فيها غضب غضباً شديداً، وامسك بالرسالة ومزقها. ولما بلغ خبر تمزيق الرسالة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – قال “مزق الله ملكه”. وكان كسري قد بعث إلى عامله في اليمن أن يرسل رجلين قويين لإحضار النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما وصلا إلى النبي، طلب منهما في أدب جم أن ينتظرا إلى اليوم التالي وسيرد عليهما، وجلسا في المدينة تلك الليلة، وفي هذه الليلة التي جاء فيها رسولا كسرى أتى الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أن شيرويه ابن كسري قتل اباه واستولى على الملك، وفي اليوم الثاني جاء الرجلان إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -وأخبرهم النبي بما حدث، ولما رجع الرجلين إلى الملك “باذان أو باذام” باليمن اخبراه بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي تلك الاثناء جاء المرسوم الملكي يحمل خبر مقتل الملك على يد ابنه واستيلائه على الحكم بعد مقتل أبيه في نفس الليلة التي أخبرهم بها النبي – صلى الله عليه وسلم – فكان ذلك سبباً في إسلام باذان أو باذام وتصديقه برسول الله – صلى الله عليه وسلم – هو ومن معه في حكومته من أهل فارس في اليمن وعلى إثر إسلامهم أسلم أهل اليمن.

 

https://www.alukah.net/sharia/0/51922/

https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9/%D8%A8%D8%B9%D8%AB%D9%87_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D9%83%D8%B3%D8%B1%D9%89_%D9%85%D9%84%D9%83_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B3