الاندلس.. قيام وسقوط حضارة

الاندلس هي إقليم إسلامي استمر من عام 711م إلى 1492م، وقام في شبه الجزيرة الايبيرية بما يعرف اليوم بأسبانيا والبرتغال.

كانت في البداية جزءاً من الدولة الأموية بعد ذلك استقل بها عبد الرحمن بن معاوية أحد أمراء الدولة الأموية بعد سقوط الدولة الأموية في يد العباسيين والذي نجا بأعجوبة من بطش الدولة العباسية.

وبعدها تفككت الاندلس إلى دويلات صغيرة تعرف بإسم الطوائف ثم بعد ذلك أعاد توحيدها المرابطون والموحدون وثم تفككت مرة اخرى الى ان سقطت نهائيا في عام 1492م.

بدايتها وسبب تسميتها

تم الفتح الإسلامي للاندلس في البداية عن طريق حملة عسكرية قادها طارق بن زياد في عام 711م بجيش قوامه 7 الاف مقاتل ولاحقا إلتحق به موسى بن نصير لإكمال فتح ما تبقى من الاندلس.

لتصبح ولاية من ولايات الدولة الأموية ولكن عندما سقطت الدولة الأموية على يد العباسيين وقامت الدولة العباسية، قام عبدالرحمن بن معاوية والذي كان أحد أمراء الدولة الأموية بالإستقلال بالاندلس.

وأصبحت ولاية مستقلة عن حكم العباسيين، ورد في قاموس المعاني أن إسم الاندلس ذو أصل بربري اقتبسه العرب من قبائل الامازيغ الذيت اختلطوا معهم بالزواج في المغرب.

تاريخ الاندلس

إليكم تاريخ الأندلس في التسلسل الآتي:

الفتح الإسلامي

يعد الفتح الإسلامي للاندلس تطورا طبيعيا  لموجة الفتح الاسلامي التي شملت شمال أفريقيا.

وقام موسى بن نصير في البداية بإرسال قوات إستطلاعية بقيادة إحدى القادة يدعى “طريف بن مالك المعافري” في مهمة تكللت بالنجاح، لذا قام بعدها  بتحشيد جيش قوامه أغلبه من  قبائل البربر بقيادة طارق بن زياد والذي كان أمير طنجة.

حينها لمواجهة مملكة القوط الغربية بقيادة لذريق التي كانت تملك أرض الأندلس وانتصر المسلمون وبعدها سقطت المدن تباعا بعدها لحق بطارق موسى بن نصير ومعه جيش قوامه 18 الف مقاتل وفتح هو أيضاً عدة مدن، وبهذا انتهى الفتح الإسلامي للاندلس.

الإمارة الأموية (إمارة قرطبة)

بعد قرابة 40 عامًا سقطت الدولة الأموية على يد الدولة العباسية واستقلت الاندلس وحكمها عبدالرحمن بن معاوية.

وأسس بها إمارة قرطبة والتي دامت 179 سنة، وفي حكمه شهدت الاندلس ازدهارا كبيرا في نواح عدة ابرزها تأسيس عهد جديد يقوم على نبذ العنصرية والقبلية، ويقوم على سلطة الأمير بدلًا من سلطة القبائل.

الخلافة الأموية (خلافة قرطبة)

استمر هذا الازدهار إلى عهد الأمير عبدالرحمن بن محمد الملقب بعبدالرحمن الناصر والذي قام بإعلان الخلافة الاموية بدلًا من الإمارة.

وفي عهده أصبحت الاندلس تمتاز بالاستقرار والأمن بصورة كبيرة، كما في عهده واصل المسلمون التوغل في عمق أوروبا ونجحوا بصورة كيرة في ذلك.

خلف من بعد عبدالرحمن الناصر ابنه المستنصر بالله الذي تابع مسيرة أبيه وكان عهده يتميز بانتشار العمران والثقافة.

بعد ذلك اختار المستنصر بالله ابنه هشام المؤيد بالله كولي للعهد ولكنه كان صغير السن وغير قادر على حكم البلاد، وجراء ذلك تكالب بعض رجال الدولة عليه واستغلوه وتحكموا بكل السلطات في البلاد.

أثر ذلك حصل في الأندلس الكثير من القلق والفتن التي أدت الى سقوط الخلافة في الأندلس وانقسامها الى دويلات عديدة سميت بدول الطوائف.

دول الطوائف

كانت 26 دولة متفاوتة في الحجم والقوة وطريقة الحكم، وتميزت هذد الفترة بأنها من أكثر الفترات اضطرابا وتعقيدا في تاريخ الأندلس، مما أدى إلى تزعزع أمنها وتمزقها، وكان الخطر الأكبر هو أنها اصبحت هدفا للممالك النصرانية للاستيلاء عليها.

الدولة المرابطية

نتيجة لهذا الخطر المحدق، طلب الأندلسيين المساعدة من الدولة المرابطية  في الجنوب متمثلة في أميرها يوسف بن تاشفين ولبى المرابطون الطلب حينها وجمعوا جيوشهم وتمكنوا من تحقيق انتصارات عديدة في الاندلس، وضموا الأندلس إلى دولتهم لتصبح رسميا ولاية تابعة للدولة المرابطية.

العهد الموحدي

ضعفت الدولة المرابطية بسبب الثورات والحركات الاستقلالية وكذك تكالب الممالك النصرانية عليها مما مكن الموحدون على الاستيلاء على الدولة المرابطية.

وبالتالي على الأندلس في عام 1147م وقتلوا آخر الأمراء إبراهيم بن تاشفين، وفي عهدهم دارت معارك وصراعات عديدة مع الممالك النصرانية مما أدى في النهاية الى بدء انهيار الدولة الموحدية في المغرب والاندلس.

سقوط الاندلس

بسبب ضعف آخر خلفاء الدولة الموحدية وتنامي الصراعات والفتن فيما بينهم و كذلك حروبهم وقتالهم  مع الممالك النصرانية  تقلصت حدود الأندلس حتى اصبحت منطقة متواضعة  تعرف بمملكة غرناطة.

وكانت من آخر ممالك المسلمين فيها ودامت زهاء 250 عاما، ولكن سرعان ما حاولت الممالك النصرانية الاستيلاء على ما تبقى منها، في النهاية سقطت مملكة غرناطة في يد فرناندو الخامس، وبسقوطها انتهى الحكم الاسلامي للاندلس نهائيًا بها.

كانت الاندلس منطقة مهمة وشكلت نقلة كبيرة في انتشار الاسلام في ذلك العصر، ولكن بسبب الفتن والخلافات والتي أدت الى الحروب والصراعات سقطت هذه الحضارة الفريدة من نوعها.