سيرجيو بوسكيتس .. ما لاتعرفه عن مسمار وسط البارسا السابق
يحتفل اللاعب الأسباني سيرجيو بوسكيتس في هذا الشهر بعيد ميلاده ال36، فهو من مواليد 16 يوليو 1988، بوسكيتس هو بلا شك لاعب مثير للجدل، يمكن وصفه بالسهل الممتنع، لُقب بـ”محور الأرض”، وربما كان ذلك بسبب أن اللاعب الأسباني، لديه قدرة فريدة على ربط الدفاع بالهجوم، وأن دوره محوري باعتباره لاعب ارتكاز، قد لا تنتبه له كمتفرج في بداية الأمر إلا أن الدور الذي يلعبه في توجيه المباراة في الملعب شيء لافت للنظر بشدة.
سيرجيو بوسكيتس ورحلة الصعود
رغم عشقه الشديد لكرة القدم منذ طفولته، لم يكن يحلم هذا الطفل النحيل بأن يحظى بكل هذه المكانة والشعبية لدى الجمهور، يقول: “منذ أن كنت طفلاً أتيت إلى هنا لمتابعة المباريات أو مشاهدتها على التلفزيون، لطالما حلمت بارتداء هذا القميص في هذا الملعب، ما تحقق تجاوز كل أحلامي”.
والده كان حارس مرمى بديل لفريق برشلونة السابق، أما سيرجيو فكانت بدايته في نادي باديا سنة 1995 كناشئ، انتقل بعدها إلى نادي باربيرا اندلوسيا، ثم إلى أكاديمية ليدا حيث علا نجمه، ثم انتقل بعدها إلى فريق كاباك تيرريسا، وهناك لفت أنظار كشافي برشلونة فانتقل إلى نادي لاماسيا، ثم برشلونة بي، إلى أن تم تصعيده إلى الفريق الأول في 2008.
احتل سيرجيو بوسكيتس مركز الدفاع في الوسط خلف تشافي هيرنانديز وآندريس إنييستا، ويمكن اعتبار هذا الثلاثي أنه كان السبب في نجاح إسبانيا للوصول إلى مونديال 2010، وفوزها للمرة الوحيدة في تاريخها.
وفي إحدى اللقاءات قال: “لم أكن لأصدقكم لو قلتم لي عندما وصلت لاعبًا شابًا إنني سألعب 15 موسماً في أفضل نادٍ بالعالم، نادي حياتي الذي كنت وسأظل فيه دائماً مشجعاً وعضواً ولاعباً وقائداً تجاوز لعب 700 مباراة”.
لكن بوسكيتس قرر وهو في القمة وبعد فوزه بالدوري، الرحيل عن “كامب نو” و”نادي حياته”، لينهي بذلك حقبة ذهبية في تاريخه الكروي الحافل.
سيرجيو بوسكيتس وبطولات العصر الذهبي
موهبة بوسكيتس الفريدة لا يمكن حسابها بالأرقام، فدوره المحوري بوصفه لاعب ارتكاز كان له الأثر الكبير في تحقيق مكاسب لا حصر لها للنادي.
بوسكيتس كان واحدا من أهم أعمدة الجيل الذهبي لبرشلونة، إلى جانب آندريس إنييستا وتشافي وميسي، كان أسلوب لعب هذا الفريق السبب في وصول المنتخب الإسباني إلى بطولة العالم عام 2010 وأوروبا في 2012.
وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات إلا أن سيرجيو بوسكيتس قد تعرض لانتقادات كبيرة من الجمهور بسبب تراجع أداء نادي برشلونة، ليقرر بعد أن رفع كأس الدوري، الرحيل عنه، لينهي مشوارا حافلا مع النادي، ولكن ذلك لم يؤدي إلى رفع أداء نادي برشلونة، بل تسبب له في ورطة أكبر، لأنه فقد لاعب ارتكاز يصعب إيجاد مثله.
لم يحفل بوسكيتس كثيرا بالرد على منتقديه فهو كان يعلم جيدا الدور المحوري الذي يلعبه في توجيه أي مباراة، فكم مرة أهدى النجاحات لبرشلونة، شارك بوسكيتس في أكثر من 700 مباراة مع برشلونة وحصد عدد كبير من الجوائز.
لم يفته فقط إلا الكرة الذهبية لأفضل لاعب بالعالم، فترتيبه فيها كان العشرين عام 2012، ومن إنجازاته الواضحة أنه توج بدوري أبطال أوروبا في الأعوام 2009 و2011 و2015، وحصد 8 ألقاب في الليغا و7 في كأس الملك، وكأس السوبر المحلية، وايضا 3 كؤوس عالمية للأندية، وكأس السوبر الأوروبية.
لكن أهم ما يميز سيرجيو بوسكيتس هو عبقريته التي تكمن في قوته الناعمة، والتي لا يمكن أن تقاس بعدد الجوائز أو الأهداف، فهو كما يقال عنه “ضد الإحصاءات”، يمكنك اعتباره الجندي المجهول الذي يهدي النجاحات للنادي والمنتخب دون صخب.
فعلى الرغم من أنه بدأ حياته مهاجما، إلا أنه صار فيما بعد نجم في خط الوسط، يعرف متى يختار الوقت المناسب للاستحواذ على الكرة والوقت المناسب لتمريرها فهو يعرف كيف يضبط ويوجه رتم المباراة، فلم تكن تلك مبالغة أن يطلق عليه “محور الأرض”.
وعلى جانب آخر نرى سيرجيو بوسكيتس يدعم زملائه من اللاعبين عندما يكون جدول المباريات مزدحم، وهو ما حدث مؤخرا في هذا الموسم، حيث أعلن بعض اللاعبين احتجاجهم على كثرة عدد المباريات خلال الموسم، وأوضح بوسكيتس خلال تصريحاته أنه رغم جاهزية اللاعبين بدنيا، إلا أنهم قد يصابوا بالإرهاق بسبب عدد المباريات المتزايد، بالإضافة إلى عدم الاستماع للاعبين خاصة الذين تعرضوا منهم لإصابات، مما قد يدفعهم في النهاية إلى الرحيل.
قصة الوشم العربي
كشف اللاعب الأسباني سيرجيو بوسكيتس عن الوشم المرسوم على ساعده والمكتوب باللغة العربية، لكنه لم يكشف بشكل صريح عن المعنى الذي يحمله هذا الوشم، ويبدو أن في الأمر سر ما خاص باللاعب لا يريد الإفصاح عنه للجمهور، فعند سؤاله عن الوشم قال: “الجملة المنقوشة هي عبارة خاصة جداً، تخص أمور عائلية”.
ولكن البعض تكهّن بأن لهذا الوشم علاقة بجده لوالدته، ففي إحدى المرات صرح بوسكيتس بأنه يدين بالفضل لجده الذي كان يشاركه حبه لكرة القدم ويشجعه على أن يكون لاعبا، وكان يرافقه في حضور المباريات أثناء فترة طفولته، فالعلاقة بينهما كانت خاصة جدا، وأنه يكرس هذا الوشم له.
يقول الوشم: “شيء لك.. الحياة في بلدي”